تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التصريح بإثبات سنية صلاة التراويح [رد على عادل المرشود الذي قال ببدعيتها]]

ـ[حمود الكثيري]ــــــــ[20 - 04 - 09, 09:52 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} آل عمران: 102 {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} النساء: 1

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} الأحزاب: 70، 71، أما بعد:

فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة،أما بعد:

فقد اطلعت على رسالة للأخ عادل المرشود يذهب فيها إلى بدعية الجماعة في قيام الليل في رمضان، و قد وجدت أن صاحب الرسالة قد وهم فيها كثيراً كيف لا و هو قد اختار الشاذ جداً من الأقوال في صلاة التراويح ناهيك عن استخدامه عبارات التهويل و التضخيم في أكثر من موضع، و هذا القول أي بدعية صلاة التراويح لم يسبقه أحد إليه سوى الشيعة الإمامية ([1] ( http://www.sahab.net/forums/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn1)) ، و نحن نحسن الظن بأخينا أنه لم يتخذ هؤلاء القوم سلف له في هذه المسألة.

و من الأمثلة على هذا الوهم نسبته القول ببدعية صلاة التراويح إلى عدد من السلف كابن عمر رضي الله عنه و أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه و الصنعاني و ابن منده و غيرهم، و سوف أبين بطلان هذه النسبة في مظانها بإذن الله تعالى.

ويجب أن نعلم أن مثل هذه المسائل لا يسوغ لطالب العلم أن يتبنى قول مثل هذا القول " الشاذ "، و أنا لا أقصد أن يكون الإنسان مقلداً تقليداً أعمى ولكن مسألة كمسألتنا هذه قد أشبعها أهل العلم بحثاً و دراسة و تمحيصاً و انتهى بهم الأمر إلى أن صلاة القيام سنة و مشروعة و انحصر نزاعهم على أفضلية صلاة القيام في البيت أو حضورها مع المسلمين،

وكلا القولين له وجه في السنة فالذين أخذوا بالأفضلية استندوا على {أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة} و الذين قالوا: بل تصلى مع الجماعة في المساجد اعتمدوا على {من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة}، و هناك من قال جامعاً بين القولين ينظر لحال المصلي نفسه إن كان حافظاً فله الصلاة في بيته منفرداً وإلا فيستحب له أن يقوم مع المسلمين، و أصحاب هذه الأقوال متفقون على أن القيام جماعة في المسجد مشروع مسنون،

أما أن يأتي أحد ما و يقرر بأن صلاة القيام هي بدعة ضلالة و بأدلة قطعية كما ذكر صاحب الرسالة فهذا منكر من القول لم يقله إلا أهل الأهواء و البدع و نحن نحسن الظن كما أسلفت بالأخ أن يكون سلفه في هذا القول هم أهل الأهواء و البدع.

منهجي في الرد:

1 - رد مجمل: و فيه سأبين مشروعية صلاة القيام و سبب ترك النبي صلى الله عليه وسلم القيام و نوع هذا الترك وهل تجميع عمر رضي الله عنه الناس على قارئ واحد بدعة أم هو عمل مشروع محمود أحيا به سنة؟

2 - رد مفصل:وفيه سأتطرق إلى بعض الأحاديث والآثار التي أوردها المرشود في رسالته و تخريجها و بيان حالها وفقهها، و سأبين وهمه في أكثر من مبحث في رسالته مع التنويه على بعض العبارات التي فيها تهويل و تضخيم.

مرجعنا حال الاختلاف:

القرآن الكريم والأحاديث و الآثار المقبولة ([2] ( http://www.sahab.net/forums/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn1)) إلى جانب الفهم السليم من السلف الصالح و العلماء رحمهم الله.

و الله أسأل و أرجو أن يوفقني لبيان الحق و أن يجعلنا من {الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه}، وأن يوفقنا لما يحبه و يرضاه إنه سبحانه و لي ذلك و القادر عليه.

حمود بن ثامر الكثيري

الجهراء -حرسها الله

27 - 12 - 2008


([1]) و قولهم هذا مشهور عنهم حيث يعتبرون صلاة التراويح من بدع عمر و نقل هذا القول شارح نهج البلاغة أبي الحديد المعتزلي الشيعي حيث قال:فأما تحريم الصلاة (أي التراويح) و لزوم الإثم بفعلها فمما لم يذهب إليه إلا الإمامية. شرح نهج البلاغة (12/ 287). قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الرافضة تكره صلاة التراويح. الفتاوى (2/ 255).
([2]) الخبر المقبول:يشمل الخبر الصحيح بقسميه و الحسن بقسميه.ذكر هذا المعنى الحافظ السيوطي في تدريب الراوي (1/ 60).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير