عن أبي بن كعب: "أن عمر بن الخطاب أمر أبي بن كعب أن يصلي بالليل في رمضان. فقال: إن الناس يصومون النهار ولا يحسنون أن يقرءوا، فلو قرأت القرآن عليهم بالليل. فقال: يا أمير المؤمنين، هذا شيء لم يكن. فقال: قد علمت ولكنه أحسن. فصلى بهم عشرين ركعة.
ثم قال المرشود (أخرجه المقدسي في الأحاديث المختارة وإسناده حسن).
قلت: أنى له الحسن وفيه أبو جعفر الرازي وهو عيسى بن ماهان،ثم أن قوله {إسناده حسن} ليس من كلام المرشود بل نقل الحكم من محققه ابن دهيش ولم يبين وأشعر بنقله هذا القارئ بأنه هو من حقق الأثر! والحقيقة على غير ذلك،ولو كان هو المحقق لكان عليه أن ينقل تحقيقه لهذا الأثر و يرينا كيف دفع تضعيف الألباني رحمه الله،خاصة وأنه قد نقل تضعيف الألباني في أحد مواضع رسالته!! وعلق على العلة الثانية التي أعل بها الألباني هذا الأثر {وهي نكارة المتن} ولم يدفعها كما يفعل أهل الحديث عادة عندما ينفون نكارة متن من المتون،كأن يدفعون ضعف الطريق ويجمعون المتون مع بعضها
فتنتفي المخالفة،أما المرشود فقد أورد كلاماً للشافعي في تعريف المحدثات ... ثم هنا أمر أخر فهذا الأثر أورده المرشود في جملة أثار يزعم أن الصحابة قد أنكروا الجماعة في صلاة التراويح أي أنه بدعة، وقال عن نفس هذا الأثر في موضع أخر (ص11) أنه دليل على نسخ قيام الأوتار! فهل بعد هذا التناقض تناقض؟
أقول: وقد ضعف الألباني رحمه الله الأثر لعلتين هما ضعف الإسناد و نكارة المتن،قال الألباني: وهذا إسناد ضعيف أبو جعفر هذا واسمه عيسى بن أبي عيسى بن ماهان أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال: قال أبو زرعة: يهم كثيرا وقال أحمد: ليس بقوي وقال مرة: صالح الحديث وقال الفلاس: سيء الحفظ وقال آخر ثقة " ثم أعاده الذهبي في " الكنى " وقال: جرحوه كلهم. وجزم الحافظ في " التقريب " بأنه سيء الحفظ " ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1039164#_ftn2))
وقال ابن القيم في " زاد المعاد " (1/ 99): " صاحب مناكير لا يحتج بما تفرد به أحد من أهل الحديث البتة " قلت (الألباني): وهذا لا يشك فيه الباحث المتتبع لأحاديثه فإنه كثير المخالفة لروايات الثقات،ومن ذلك هذا الحديث فقد تقدم بالإسناد الصحيح عن عمر أنه أمر أبيا أن يقوم للناس بإحدى عشرة ركعة ولا يعقل أن يخالف أبي أمر أمير المؤمنين لا سيما وهو موافق لسنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم فعلا وتقريرا لأبي كما تقدم بيانه، وفيه مخالفة أخرى وهو قوله: " هذا شيء لم يكن " ويبعد أن يقوله أبي ويوافقه عمر رضي الله عنهما وقد كان هذا الاجتماع في عهده صلى الله عليه وسلم كما سبق بيانه بالأحاديث الصحيحة في الفصل الأول والمفروض أنهما شهدا أو على الأقل علما ذلك وهما من هما في العلم وبالجملة فهذه الرواية عن أبي منكرة لا تقوم بها حجة. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1039164#_ftn3))
** تنبيه:
دندن المرشود حول تقوية هذا الأثر بالأثر الذي في الصحيح"نعمت البدعة" أقول: وهذا بعيد جداً فهذا الأثر فيه إنكار أبي على عمر بينما رواية الصحيح ليس فيها إنكار من أبي وهذه فيها أنه صلى بهم عشرين ركعة والثابت أنه صلى بهم إحدى عشر ركعة،فأي نكارة بعد هذه النكارة؟
([1]) فهذه الزيادة انفرد بها ابن أبي ذئب عن الزهري،فقد روى هذا الحديث عن الزهري الإمام مالك بن أنس [وهو من أثبت الناس في الزهري] ومعمر بن راشد وشعيب بن أبي حمزة [قال بن معين عنه: من أثبت الناس في الزهري] وصالح بن كيسان كلهم دون هذه الزيادة ولن أحكم عليها بالشذوذ لأني لم أتفرغ مطلق التفرغ لدراسة هذا الحديث وطرقه ولكن من باب التنبيه على هذه الزيادة التي اعتمدها المرشود ليحملها أكثر مما تتحمل! فتأمل.
([2]) وحتى من قال فيه ثقة كأحمد أو ابن معين أو المديني قد اختلفت أقواله فيه فأحمد نقل الشيخ الألباني قولين عنه وقال ابن حبان [المجروحين2/ 120]:سمعت محمد بن محمود يقول سمعت:علي بن جرير يقول:سمعت أحمد بن حنبل يقول: أبو جعفر الرازي مضطرب الحديث. أما ابن معين فقال: كان ثقة عندنا ومرة نقل عنه: يكتب حديثه لكنه يخطئ!،أما علي بن المديني فقال عنه:هو نحو موسى بن عبيدة وهو يخلط فيما روى عن مغيرة ونحوه [وموسى بن عبيدة هذا قال عنه ابن المديني (29/ 111):ضعيف يحدث بأحاديث مناكير] وفي مرة أخرى قال: كان عندنا ثقة [تهذيب الكمال33/ 195].قلت (حمود):قال ابن حبان في ترجمة شيخ أبي جعفر (الذي روى عنه هذا الأثر) الربيع بن أنس [4/ 228] قال ابن حبان: والناس يتقون حديثه ما كان من رواية أبي جعفر (الرازي) لأن فيها اضطراب كبير. انتهى، والمتتبع لروايات أبو جعفر الرازي هذا يجد أن ما انفرد به منكر وهذا ما نص عليه الجوزقاني:كان أبو جعفر ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير [المغني في الضعفاء 2/ 777] وبذلك قال ابن حبان [2/ 120]:كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير؛وهذا ما ذكره الألباني ونقلته في نفس هذه الصفحة.
([3]) صلاة التراويح للألباني (79 - 80 - 81)
¥