تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

التعامل بالذهب و الفضة كنقود يكون بالوزن، فما الدينار إلا قطعة ذهبية تزن 4,25 جرام، و ما الدرهم إلا قطعة من الفضة تزن 2,97 جرام، و على اعتبارها موزونات كان تعامل العرب بها في عهد النبي صلى الله عليه و سلم، فلم يكن للعرب نقودا خاصة بهم، بل كانوا يتعاملون بما يرد إليهم من المماليك، و كانت دنانير الذهب قيصرية من قبل الروم *18، و كان أهل مكة يتعاملون بأوزان اصطلحوا عليها فيما بينهم، و هي (الرطل = 480 درهم) (الأوقية = 40 درهم) (النشّ = 20 درهم) (النواة = 5 درهم)، إذا فالدينار و الدرهم ما هي في الحقيقة إلا أسماء أوزان، سواء كانت مسكوكة أو غير مسكوكة (تبرا) و في ذلك يقول المقريزي:

(وكان الدينار يسمى لوزنه دينارا و إنما هو تبر، و يسمى الدرهم لوزنه درهما و إنما هو تبر) *19

يؤيد ما ذكرناه قول النبي صلى الله عليه و سلم:

" الوزن وزن أهل مكة، و المكيال مكيال أهل المدينة " ـ رواه و النسائي عن ابن عمر، وصححه ابن الملقن و الدار قطني و النووي وابن دقيق العيد و العلائي [إرواء الغليل للألباني 1342]ـ

حيث كان أهل المدينة يتعاملون عددا فأرشدهم النبي صلى الله عليه و سلم إلى التعامل بوزن أهل مكة.

وفي شرح هذا الحديث يقول الخطابي:

(و كان أهل المدينة يتعاملون بالدراهم عددا وقت مقدم رسول الله صلى الله عليه و سلم إياها، و الدليل على صحة ذلك أن عائشة رضي الله عنها قالت فيما روي عنها من قصة بريرة: " إن شاء أهلك أن أعدها لهم عدة واحدة فعلت " تريد الدراهم التي هي ثمنها، فأرشدهم رسول الله إلى الوزن فيها وجعل العيار وزن أهل مكة) * 20

و يؤيد ذلك أيضا ما رواه مسلم و الترمذي وأبو داوود و النسائي من حديث فضالة بن عبيد الأنصاري رضي الله عنه، قال: أتي رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو بخيبر بقلادة فيها خرز وذهب، وهي من المغانم تباع، فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالذهب الذي في القلادة فنزع وحده، ثم قال لهم رسول الله صلى الله صلى الله عليه و سلم: الذهب بالذهب وزنا بوزن.

إذا السؤال هنا: ما هي عملية سك النقود؟

الجواب: هي عملية ضبط للوزن و المعيار الذي يتعامل الناس به عن طريق سك ـ أو ضرب ـ هذه النقود في أماكن خاصة تسمى دار السكة ـ أو دار الضرب، بحيث إن من يمسك بالدينار يعلم أنه ممسكا بقطعة من الذهب تزن 4,25 جراما، و من يمسك بدينارين يعلم أنه ممسكا بوزن من الذهب يبلغ 8.5 جراما، إذا فالتعامل بالوزن لم يتغير، بل ما وقع إلا ضبط للأوزان المتعامل بها احترازا عن الغش، و تسهيلا للتداول.

و لفظ السكة في الأصل يطلق على الآلة الحديدية التي يسك بها النقد، ثم صار هذا اللفظ علما على هذه الوظيفة ـ و هي سك النقود ـ ثم صار كذلك علما على الدراهم و الدنانير المسكوكة بهذه الآلة * 21 و الله تعالى أعلم.

ــــــــــــــــــــــــــ

(18) رسائل المقريزي (النقود القديمة الإسلامية) ص 175 دار الحديث. القاهرة

(19) نفس المصدر ـ ص 158

(20) معالم السنن ـ الخطّابي ـ بهامش مختصر سنن أبي داوود للمنذري بتحقيق أحمد شاكر و حامد الفقي ـ كتاب البيوع، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم " المكيال مكيال أهل المدينة ـ دار المعرفة. بيروت

(21) قاموس الاصطلاحات الاقتصادية ص 289 ـ محمد عمارة ـ دار الشروق

ـ[محمد رشيد]ــــــــ[28 - 04 - 09, 02:50 ص]ـ

المقدمة الثالثة

[العلة القاصرة]

في اتصال هاتفي مني بأحد الشباب من الحنفية المشتغلين بالمذهب، سألته فيه حول ما تعنيه (العلة القاصرة) وقد كثر الجدال حولها، فقال: " قد سألت شيخنا علي ـ وهو مفتي جمهورية مصر العربية الدكتور علي جمعة وهو مختص بأصول الفقه ـ فأخبرني أن العلة القاصرة هي أن تعلل بمحل الحكم " أو كما قال الشاب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير