• وقد سئلتُ فضيلة الشيخ ممدوح جابر: استدل بعض القائلين بجواز نظر المرأة إلى الرجل، بعدم أمر الرجل بالإنتقاب! هل يصح الرد عليهم: هل القول بجواز كشف الوجه للنساء مستلزم جواز النظر إليهن؟ هل قال بذلك أحد؟ هل يصح هذا الرد شيخنا الحبيب المبارك؟
فأجاب: الأصل فى المنع القرآن فى قوله " وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ" فنحن مع المنع إلى أن يأتى صارف، نعم خُفف الأمر فى حالة نظر المرأة إلى عموم الرجال مثل نظر عائشة إلى الأحباش فى المسجد، فمن ادعى أن الآية قد نُسخت فليأتى بالدليل، وليس ما جاز كشفه مثل وجه المرأة يجوز النظر إليه. بل لم يقل أحد بالجواز مطلقًا إما مانع مطلقًا من النظر إلى وجه الأجنبية، أو مجوز إذا أُمنت الفتنة.
• وسئلته أيضًا: مارأي السادة العلماء فى أمر انتشر وعم به البلاء خاص بإدامة نظر النساء للمشايخ الفضلاء وغيرهم من النبلاء على الحاسوب والهواء أفتونا أثابكم الله يوم الجزاء؟
فأجاب: هذا منكر يجب النهيّ والتحذير منه.
• قال الشيخ أبو بكر الجزائرى: "وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ" إذ شأنهن شأن الرجال فى كل ما أمر به الرجال من غض البصر وحفظ الفرج.
• قال الشيخ حسن أبو الأشبال: لا يجوز لإمرأة أن تتعمد مشاهدة الرجال ولا حتى فى القنوات الإسلامية .. حتى لو كان شيخًا يدعوا إلى الله عز وجل؛ هى مأمورة أن تغض بصرها.
• قال الشيخ أبو ذر القملونى حفظه الله: ينبغي على النسوة المسلمات إجتناب صور المشايخ فى دروس أقراص الحاسوب المدمجة "أي ما يُسمى بالكمبيوتر"، وما يشابهها بالفيديو والقنوات الفضائية، وأن يُكتفى بسماع الصوت ...
• وقال أيضًا: وقد وقع من بعض النسوة ما يندى له الحبين، فواحدة تقول: يا محلي الشيخ، يا عيون الشيخ، يا جمال الشيخ، وأخرى تقول: الشيخ الفلاني أجمل، وثالثة تقول: عيون الشيخ الفلانى لونها كذا، ورابعة تقول: يد الشيخ الفلانى بيضاء للغاية، بل قد صارت بعض النسوة ترى أن الأجمل من المشايخ هو الأكثر علمًا، وهذا رجل يجلس مع زوجته فظهر الشيخ على الشاشة فقالت زوجته: ها هم الرجال لا غيرهم؛ قالت هذه الجملة بالعامية، كل هذه الأخبار عن ثقة سواء كانت أقوال الرجال أو النساء ... سبحان الله .. لو ظهر عالم أسمر اللون على الشاشة كالإمام أحمد رحمه الله تعالى ربما لا يستمع لحديثه كثير من الناس فى هذا الزمان.
• وقال أيضًا تحت عنوان "لطيفة: همسة فى أذن الرجل": أليس من الممكن أن تحتلم المرأة وهى نائمة، بصورة ذلك الشيخ الشاب، وزوجها نائم بجوارها؟!!! أ. هـ.
قلتُ: وقد والله سمعت من ثقة أن زوجته ترى المشايخ فى نومها وتحادثهم وتنظر إليهم وكذا .. سبحان ربى العظيم أين الغيرة ياأرباب العقول!!
خاتمة:
"دعونا نقولها وبصراحة: نحن لا ننكر أن الهوة فسيحة بين ما نحن عليه، وبين ما ينبغي أن نكون عليه، ويُخطئ من يعتذر عن هذا بأن نظر المرأة إلى الرجال قد أصبح أمرًا واقعًا، وقاعدة مقررة، فلا نملك إلا الخضوع لها والجريان وراء التيار!!
ولكن كلامنا نقوله لكل مسلمة ترجو الله واليوم الآخر، وتعلم أنها مسئولة غدًا بين يدي ربها عز وجل: إن هذا الذي يُسمي "الأمر الواقع" سوف يظل فى ميزان إسلامنا الحنيف باطلاً منقوضًا مهما طال العهد عليه لأنها سنن الله الكبري التي لا تتبدل ولا تتحول، والمعاند لها هالك لا محالة، فالحق واحد لا يتغير، ومهما يتقادم العهد على الباطل فسيظل باطلاً، ومهما يجرِ العمل على غير الحق فسيظل الحق هو هو وإن حاد عنه بعض الناس أو كلهم، ثم إنه لا يبقي على توإلى الأزمان إلا الحق، لأن الباطل زهوق لا تدوم له دولة وإن قامت، والحق هو الناموس، هو قانون الله الذي لا يتبدل، هو فطرة الله التي فطر عليها الخلق، هو ما ركبه الله سبحانه فى طبائع الأشياء حين أعطي كل شيء خلقه ثم هدي "وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا"، ولكن الذي يحول ويزول هو المعاند لسنة الله وفطرته، والذي يعارض الناموس ويخرج على الفطرة، كالوعل الأحمق الذي وصفه الأعشي قديمًا حين قال:
كناطِحٍ صخرةً يومًا ليُوهنها فلم يَضرها وَأوهَي قَرْنَه الوَعْلُ
إن الله سبحانه وتعالى عليم بخلقه سواء منهم الرجل أو المرأة أو الشيطان قال جل وعلا "أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" وقد نبهنا الله سبحانه أن غاية الشيطان فى هذا الباب أن يوقع النوعين فى حضيض الفحشاء، لكنه يسلك فى تزيينها، والإغراء بها مسلك التدرج والإستدراج عن طريق خطوات يقود بعضها إلى بعض.
إختنا الكريمة: إن مقتضي عقد الإيمان: أن يقول الرب الجليل أمرتُ ونهيت، ويقول العبد الذليل: سمعتُ وأطعت، وأن يخرج العبد من داعية هواه إلى طاعة سيده ومولاه.
هذه المقدمة من "حض المؤمنات على التشبه بالحور المقصورات" بتصرف. للكاتب.
أخرج البيهقىّ بإسناد صحيح عن الشافعى أنه قال: اجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس.
نسأل الله العظيم، رب العرش الكريم، أن يرنا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرنا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وألا يجعل الحق ملتبساً علينا فنضل .. ونسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم وأن يجعله ذخرًا لصاحبه يوم يأتيه؛ إنه نعم المولي ونعم النصير، اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.
¥