تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إخواني الكرام: لا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل أحد هذه الأمور الثلاثة في صلاته -إما أن يقبض بعد القيام من الركوع دائمًا، أو يرسل دائمًا، أو الإثنين معًا، والثالث أضعفهم، ومسألة التخيير هذه التي نُقلت عن الإمام أحمد فيها نظر؛ لأن هيئة الصلاة عبادة فتأخذ الأحكام الأربعة، لا الخمسة، أقصد: (التحرم أو الكراهة، أو الوجوب أو الندب) ولا للإباحة مجال فيها

وبما أن الصلاة هيئة وعبادة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلى)

فوجب علينا الاجتهاد والترجيح بين الأدلة في هذه المسألة، لأنه لا يوجد نص (صريح) فيها، وليس من الفقه أن يقول رجل لمخالفه: اذكر لي مَن مِن الصحابة ثبت عنه القبض؟! أو اذكر لي دليلًا صريحًا بمشروعية القبض؟!

أو لماذا لم ينقل أحد من الصحابة ذلك؟؛ لأن كل هذه الأسئلة يلزمه هو أيضًا الإجابة عنها!!

أي: إذا قال هل النبي -صلى الله عليه وسلم كان يقبض؟ أو أحد من الصحابة نقل ذلك؟ أو الأئمة؟

فيقال له: وهل النبي -صلى الله عليه وسلم كان يرسل؟ وهل الصحابة نقلوا ذلك؟ أو الأئمة؟

فوجب أن يُجيب عنه أولًا قبل أن يسأله.

وأيضًا لا يتحجر بأقوال العلماء ويضع أقوالهم موضع الدليل؛ لأن الأصل أن يُستشهد لأقوال العلماء لا يُستشهد به! إو أنه إذا قال بأن الشيخ الألباني قال كذا، سيقول الآخر الشيخ ابن باز والعثيمين قالا كذا -رحم الله الجميع-

فوجب النظر في الأدلة واستعمال العقل والترجيح، وبما أن الأصل في الصلاة (عمومًا) القبض أثناء القيام، والقيام من الركوع سماه النبي -صلى الله عليه وسلم- قيامًا، وكذلك الصحابة-رضوان الله عليم-، فوجب علينا الرجوع للأصل والمخالف يأتي بدليل التفريق بين القيامين، والأولى في نقل الصحابة أن ينقلوا الهيئة الطارئة على الصلاة لا الأصل، ومسألة يرجع كل عضو إلى موضعه، أي: يرجع إلى موضعه الشرعي لا الطبيعي، لأنه ليس من المعقول أن يكون المقصود أن يرجع كل عضو إلى موضعه قبل دخولك الصلاة، بل يرجع كل عضو إلى موضعه أي ترجع على هيئتك قبل الركوع.

والدليل على صحة كلامي هذا: قول الشافعي -رحمه الله ورضي عنه- في الأم:

((لو هوى على وجهه لا يريد سجودا فوقع على جبهته لم يعتد بهذا له سجودا ولو هوى يريد السجود وكان على ارادته فلم يحدث ارادة غير إرادته السجود أجزأه السجود ولا يجزيه إذا سجد السجدة الاولى إلا أن يرفع رأسه ثم يستوى قاعدا حتى يعود كل عضو منه إلى مفصله ثم ينحط فيسجد الثانية فإن سجد الثانية قبل هذا لم يعدها سجدة لما وصفت من حديث رفاعة بن رافع وعليه في كل ركعة وسجدة من الصلاة ما وصفت وكذلك كل ركعة وقيام ذكرته في الصلاة فعليه فيه من الاعتدال والفعل ما وصفت.)) فتدبر قول الشافعي باللون الأحمر، فليس المعقول أن يرجع كل عضو إلى مفصله في الجلوس بين السجدتين: أي يرسل يداه ولا يضعها على فخذيه أو ركبتيه! فتأمل

والحديثان اللذان استشهد بهما الأخ الكريم صاحب الموضوع فيهما فقه، ولهما وجه.

هذا والله أعلم.

وجزاكم الله خيرًا

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[30 - 05 - 09, 07:32 م]ـ

أخي الكريم لا وجه لتفسير أحاديث الصحابة في رجوع كل عضو إلى مكانه بكلام الشافعي وحمله عليه , ولو لم يُعقل كلامُ الشافعي رحمه الله فكلام الصحابة واضحٌ ومعقولٌ ومبينٌ للإجمال في الأمر بوضع اليمين على الشمال.

ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[30 - 05 - 09, 07:48 م]ـ

!! الشافعي إمامٌ في اللغة ويعرف معاني الألفاظ ويعرف أيضًا أين يضعها، وهو قريب عهد بالنبي-صلى الله عليه وسلم- والصحابة الكرام، أليس نفس لفظ الشافعي هو نفس لفظ النبي صلى الله عليه وسلم، وانت تفسر كلام النبي _صلى الله عليه وسلم_ بتفسيرك هذا، فيلزمك أن تفسر كلام الشافعي بنفس التفسير وهو مُحال!

إذن فسَّر لي كلام الشافعي-رحمه الله- أولًا ثم نُكمل النقاش

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[30 - 05 - 09, 10:43 م]ـ

أبا الفرج دع غلظةَ قولك وأسماء إشارتكَ الراميةَ ( ... ) جانباً, واترك تحصيلَ الحاصل فهو مما يدركُ بالبديهة دون تدليل أو تعليل, فما تذكرهُ في حق الشافعي لا يختلفُ فيه اثنان.

والتفسير الذي طرت به فرحاً وقلت والدليل على صحة كلامي قول الشافعي رحمه الله كذا وكذا , تفسيرٌ لا يقوم على حجةٍ إلا ياء المتكلم الحمراء , وليس كلام الشافعي رحمه الله موافقاً للفظ حديث أبي حميد 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في وصف صلاة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو في عشرة من الصحابة رضي الله عنهم ومنهم أبو قتادة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - , حيث جاء في نص الحديث {ثُمَّ قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَاعْتَدَلَ حَتَّى يَرْجِعَ كُلُّ عَظْمٍ فِي مَوْضِعِهِ مُعْتَدِلاً} وجاء نص كلام الشافعي الذي نقلته {ثم يستوى قاعدا حتى يعود كل عضو منه إلى مفصله}.

فتأمل الكلامين واللفظين جيداً لتعرف أن لا محل للتوكيد "بنفس" أصلحك الله , وأنا لا أريد المخالفة إلى ما أنهى عنه مما أوصى به الشيخ المختار الشنقيطي حفظه الله فكلٌ متأولٌ السنة وعلى خير.

والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير