تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التأمين!! تحت منظور شرعي ..]

ـ[أبو سليمان الأثري]ــــــــ[08 - 06 - 09, 12:20 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

فتوى في تحريم التأمين الإلزامي على الرخصة وغيرها

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: لقد كثرت الأسئلة والاستفسارات عن مسألة ما يُسمى بالتأمين التعاوني الإلزامي الإجباري على رخصة قيادة السيارة وعلى التأمين الصحي والتجاري وغيره التابع للشركة الوطنية التعاونية للتأمين، ما هو حكمه وما الموقف منه وما يتعلق بذلك.

وقياما بواجب النصح للمسلمين، وللمسئولين ولأصحاب الشركة، فإن الدين النصيحة، وقياما بواجب العلم والتبليغ كما قال تعالى {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ}. ولقوله صلى الله عليه وسلم فيما روى عنه أبو هريرة (من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة) رواه أبو داود والترمذي وقال في الباب عن جابر وعبد الله بن عمرو ثم قال حديث أبي هريرة حديث حسن، وصححه ابن حبان. وبعد الاطلاع على وثائق هذه الشركة التي نشرتها على الناس، وبعد الإطلاع على موقعهم على شبكة الانترنيت، وبعد الإطلاع على بعض البحوث المتخصصة في هذا المجال.

سوف نتكلم إن شاء الله في هذه الفتوى عن: 1 ـ طبيعة هذا التأمين وحقيقته، والتلبيس والغش في تسميته بغير اسمه. 2 ـ حكمه. 3 ـ حكم الإلزام به. 4 ـ موقف المسلم من هذا الإلزام وما يترتب عليه، وكيفية التعامل معه. 5 ـ حكم العمل في هذه الشركة المسماة الوطنية التعاونية للتأمين، وغيرها. 6 ـ مفاسده. 7 ـ شبهات من أجازه. 8 ـ البديل الشرعي الإسلامي الذي يحقق السعادة للناس.

أولا: هذا العقد في الحقيقة هو تأمين تجاري قائم على أكل أموال الناس بالباطل، وقائم على الجهالة والغرر والميسر، وتسميته بالتأمين التعاوني هذا من باب التلبيس والتحريف والخداع , ومن الحيل المحرمة بالإجماع، ومحاولة إيحاء أنه عقد إرفاق قائم على المعروف وبذل الخير والتعاون عليه، قال تعالى {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}، وقال تعالى {مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ}، وقال تعالى عن يهود {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ}. وهو عقد طارئ في العصر الحالي لم ينشأ أصلا بين المسلمين إنما جاء إليهم من الكفار الغربيين، حيث نشأ في ظروف اجتماعية واقتصادية سيئة، هذا أصل وظروف نشأته.

أما معناه والمقصود به فالتأمين (كما جاء في نشرتهم التي وزعت على العامة): هو عبارة عن عقد التزام بين حامل الرخصة ويسمى المؤمِّن، وبين شركة التأمين تلتزم الشركة بتعويض وتحمل الأخطار والخسائر تجاه الغير من التزامات مالية في حال وقوع حادث مروري يكون المؤمِّن متسببا فيه كليا أو جزئيا وينتج عنه أضرار سواء في سيارات الآخرين أو ممتلكاتهم، كما تُغطي الديات وتكاليف إصابات الآخرين الجسدية، مقابل ما يدفعه حامل الرخصة من قسط مالي محدد اهـ. وهذا عقد معاوضة يلتزم به طرف لآخر بتعويضه وتحمل الخسائر عنه عند وقوع حادث معين مقابل قسط مالي محدد. فكلاهما يعطي شيئا مقابل ما يأخذه، فالشركة تتعهد بدفع مبلغ التأمين والخسارة مقابل ما يدفع المؤمِّن، ولولاه لما تم العقد فهذا معنى المعاوضة فيه. وهو عقد تجاري تكسبي لأن القصد منه التكسب والربح، والمشترك فيه مقامر، قال صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) رواه البخاري ومسلم من حديث عمر. والأمور بمقاصدها وهذه من أمهات القواعد الفقهية والأصول الشرعية. فتقول الشركة له ادفع لي كذا فإذا أصابك حادث ما مهما كان ذلك الحادث، تحملت الخسارة عنك مقابل ما تدفع، وإن لم يصبك شئ خسرت ما دفعت إليّ وذهب عليك وليس لك حق استرجاعه. وهو عقد غرر لأنه متعلق بأمر قد يحدث وقد لا يحدث ولا يُدرى متى يقع الحادث وكم يكلف وما هي حجم الخسارة؟.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير