ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[24 - 08 - 09, 01:41 ص]ـ
الأخ الكريم أبو الفداء بن مسعود أسعده الله في الدنيا والآخرة
جزاك الله خيرا على ما كتبت واسمح لي ببعض التعليقات
بارك الله فيك، هذا التوجيه مردود - في نظري - من وجهين:
أولا: ليس هناك ما يمنع من تلبس أول قائل لابن أم مكتوم (أصبحت أصبحت) بهذا الذي ذكرته من أن يكون مترقبا له متأملا في السماء تحمله حدة بصره على المبادرة والمسارعة إلى إثباته فيبلغ ابن أم مكتوم به قبل الانتشار، ومن ثم يكون الوقوع فيما ذكرته من محذور من جهة الذي يبلغه لا من جهته هو، فتأمل!
.
نعم أصبت لو أن فهمك لكلمة أصبحت أصبحت صحيحا
فليس المقصود أن القائل يقول لابن أم مكتوم أصبحت أصبحت على التكرار
وإنما المعنى أن ابن أم مكتوم لا يؤذن حتى يتوار عليه أكثر من قائل هذا يقول له أصبحت وهذا يقول له أصبحت ولا يكتفي بأول قائل له أصبحت
ثانيا: لو كان هذا الاحتمال واردا على الكيفية التي تعلم بها الصحابة تمييز دخول الفجر الصادق، لكان معناه أن ضعيف البصر مقدم على حديد البصر في هذا المقام (أعني مقام النظر لمعرفة دخول الفجر الصادق) وهذا لا قائل به قط!
.
هذا الإلزام الذي ألزمتني به لا يلزمني
فأنا سويت بين كليل البصر وبين حديده
فهذا يدرك الفجر بعد دخوله بمدة والآخر يدركه قبل وقته
من المعلوم أن تحديد دخول الوقت مبناه في سائر الصلوات المكتوبة على الظن لا القطع، ويدخله احتمال الخطأ البشري ولا شك، فإن أحسن المؤذن في تحري دخول الوقت بما تعلمه من أصول ذلك وفقهه فلا حرج عليه إن أخطأ وتسبب في أن يصلي الناس قبل دخول الوقت، وصلاته وصلاة الناس صحيحة .. فالأمر مبناه على ما يظنه الناظر بما ظهر له من القرائن لا على حقيقة دخول الوقت من عدمها، تماما كما نقول في رؤية الهلال، فالحكم مبني على ما يظهر للناظر سواء كان حديد البصر أو ضعيفه، فإن ثبت بعد إثباته الرؤية واعتماد ولي الأمر لها وصيام المسلمين عليها أنه كان مخطئا فيما ظن وكان ما رآه المريخ أو عطارد وليس الهلال - مثلا - وكان الناس قد صاموا على رؤيته تلك، كان ماذا؟ لا شيء، وصيامهم صحيح!
فإذا تقرر أن الأمر لا حرج فيه، علم أن ما زاد على ذلك ففيه تحريج وتضييق بلا دليل، والله أعلى وأعلم.
هذه الجملة فيها بعض المخالفات
والعجيب أنك سقت الكلام بغير ذكر ما يعززه من كلام أهل العلم
أولا
تقول دخول الوقت في سائر الصلوات مبناه على الظن لا القطع ولو أخطأ المؤذن وتسبب أن صلى الناس قبل دخول الوقت فالصلاة صحيحة
فلو قلت أن بعض أهل العلم قال بذلك لكان الكلام قد يقبل
لكن على هذا الإطلاق فلا
واعلم أن الحكم ليس على هذا الإطلاق بل الراجح إن شاء الله خلافه
يقول الشيخ العثيمين في فتاوى الإسلام سؤال وجواب - (1/ 1800)
سؤال رقم 20788 - الصلاة قبل الوقت
هل يجوز أن نصلي العشاء قبل أن ننام بدلاً من أن نصليها في وقتها المحدد؟ أرجو ذكر الدليل وشكراً.
الحمد لله
فقد قال الله تعالى: {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا} أي موقتاً بوقت، وقد تقدم بيان أوقات الصلوات الخمس بياناً مفصلاً
في السؤال (9940).
" والصلاة لا تصح قبل الوقت بإجماع المسلمين، فإن صلى قبل الوقت:
- فإن كان متعمداً فصلاته باطلة، ولا يسلم من الإثم.
- وإن كان غير متعمد لظنه أن الوقت قد دخل، فليس بآثم، وتعتبر صلاته نفلاً، ولكن عليه الإعادة لأن من شروط الصلاة الوقت "
انتهى كلام الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله من الشرح الممتع (2/ 88)
ويقول أيضا
والإنسان إذا صلى قبل الوقت ولو بتكبيرة الإحرام، ما صحت صلاته ... ) من مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين رحمه
وانظر هذا أيضا من فتاوى الشيخ عبدالله بن عقيل - (1/ 126)
وقد ذكر العلماء أن الإنسان إما أن يصلي بعد تيقنه من دخول الوقت، أو عن غلبة ظن، أو يصلي شاكا في دخول الوقت. فإن صلى بعد تحققه من دخول الوقت يقينا فصلاته صحيحة. وإن صلى عن غلبة ظن فله ثلاث حالات:
إحداها: أن يتبين له بعد صلاته أنه صلى في الوقت.
الثانية: أن يتبين أنه صلى قبل دخول الوقت.
الثالثة: أن لا يتبين له شيء.
¥