وأصرح من ذلك رواية البخاري في الصيام حتى يؤذن ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر وإنما قلت إنه أبلغ لكون جميعه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وأيضا فقوله إن بلالا يؤذن بليل يشعر أن ابن أم مكتوم بخلافه ولأنه لو كان قبل الصبح لم يكن بينه وبين بلال فرق لصدق أن كلا منهما أذن قبل الوقت وهذا الموضع عندي في غاية الإشكال وأقرب ما يقال فيه إنه جعل علامة لتحريم الأكل وكان له من يراعي الوقت بحيث يكون أذانه مقارنا لابتداء طلوع الفجر وهو المراد بالبزوغ وعند أخذه في الأذان يعترض الفجر في الأفق ثم ظهر لي أنه لا يلزم من كون المراد بقولهم أصبحت أي قاربت الصباح وقوع أذانه قبل الفجر لاحتمال أن قولهم ذلك يقع في آخر جزء من الليل وأذانه يقع في أول جزء من طلوع الفجر وهذا وإن كان مستبعدا في العادة فليس بمستبعد من مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم المؤيد بالملائكة فلا يشاركه فيه من لم يكن بتلك الصفة "
وقال ابن بطال في شرح صحيح البخاري (2/ 246):
" وأما أذان ابن أم مكتوم فقد اختلف العلماء فى تأويله، فقال ابن حبيب: ليس معنى قوله: (أصبحت أصبحت) إفصاحًا بالصبح على معنى أن الصبح قد انفجر وظهر، ولكنه على معنى التحذير من إطلاعه والتحضير له على النداء بالأذان خيفة انفجاره، ومثل هذا قال أبو محمد الأصيلى، وأبو جعفر الداودى، وسائر المالكيين، وقالوا: معنى قوله: (أصبحت أصبحت)، قارب الصباح كما قال تعالى: (فإذا بلغن أجلهن) [البقرة: 234]، يريد إذا قارب ذلك؛ لأنه إذا انقضى أجلها وتمت عدتها فلا سبيل لزوجها إلى مراجعتها وقد انقضت عدتها، قالوا: ولو كان أذان ابن أم مكتوم بعد الفجر لم يجز أن يؤمر بالأكل إلى وقت أذانه؛ للإجماع أن الصيام واجب من أول الفجر. وأما مذهب البخارى فى هذا الحديث على ما ترجم به فى هذا"
[ FONT="] والله أعلى وأعلم بالصواب.
فهل تتكرم باختصار لم أوردت كل هذا وماذا أردت به هل خالفتك في كلمة مما أوردته هل أتيت بمعنى جديد أفاده نقلك الكثير لأقوال من نقلت عنهم وإلا فما أيسر جمع الكلام هكذا فلو أردت أنا أو غيري تسويد هذا الملتقى بكلام من هنا وهناك فليس في ذلك أدنى عناء
أرجو أن يتسع صدرك لي فما المقصود إلى مدارسة العلم
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[25 - 08 - 09, 04:04 ص]ـ
آسف لتكرر المشاركة
ـ[أبو الفداء بن مسعود]ــــــــ[25 - 08 - 09, 01:47 م]ـ
الأخ الفاضل محمد الأمين، قد قرأت الرابط الذي أحلتني عليه ووجدت فيه من ردود الإخوة عليك ما يغني عن الرد عليه هنا .. وأما ما تفضلت به من إيراد حديث البخاري فهو ما أعده أنا خروجا عن الموضوع، وجوابي عليه واضح في محله فتفضل مشكورا بإعادة قراءته بروية، وفقك الله.
الأخ الفاضل أبا القاسم، ليس المقصود حشو الصفحة بالنوقلات أكرمك الله، وليست هذه طريقتي أصلا، ولكنك ذكرت أن فهمي لعبارة (أصبحت أصبحت) غير صحيح، ولم تنقل من كلام الشراح شيئا يعضد ما ذهبت أنت إليه في ذلك، فجئت بتلك النوقلات حتى يتبين لك مستندي، فإن لم تشأ أن تتفضل بقراءتها لطولها فلعلها تنفع من يصبر على القراءة ولا إشكال إن شاء الله ..
وقد بينت لك وجه اعتراضي على ما ذهبتَ إليه بتفصيل لا خروج فيه عن الموضوع، فأرجو أن تعاود قراءته مشكورا، وأن تعيِّن وجه اعتراضك على ما فيه بالاقتباس كما فعلت أنا في ردي عليك، حتى يكون الحوار مثمرا .. بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[أبو الفداء بن مسعود]ــــــــ[25 - 08 - 09, 03:11 م]ـ
تصويب سبق قلم للعجلة:
نوقلات = نقولاتالفاضل محمد الأمين، أرجو أن نركز الكلام في مسألة اختيار الأعمى لهذا الآذان فهي موضوع هذا الشريط ..
هل توافق على تعليل الفاضل أبي القاسم في هذا؟
الأخ الفاضل أبا القاسم
دعك من كل ماتقدم، ورجاءا أجب جوابا واضحا على هذا السؤال:
هل ترى أن اختيار مؤذن أعمى لآذان الفجر أفضل لأنه يندفع معه احتمال أن يؤذن المؤذن المبصر قبل دخول الوقت؟
فإن قلت كلا، هذا ليس مذهبي، بطل ما تفضلتَ بجعله الحكمة من اختيار الأعمى لهذا الآذان بالذات ..
وإن قلتَ نعم هذا ما أراه، قلنا لك:
1 - الأعمى والبصير سواء في هذا الاحتمال لأن الأعمى إنما يقلد البصير في ذلك .. والتيقن بطلوع الفجر لا يلزم منه الانتظار إلى بعد ما يتحقق به للناظر المترقب أول دخول للفجر الصادق! والأدلة على الصحيح من كلام أهل العلم - والذي نقلت لك منه طرفا - تفيد أن الأصل تحري أول الوقت لا ما وراء ذلك، وهو ما جرى عليه عمل الأمة إلى يوم الناس هذا!
2 - نحن متعبدون بغلبة الظن لا باليقين، فالذي يعنينا هو تبيننا نحن المكلفون رؤية الفجر الصادق لا حقيقة دخوله .. تماما كما أن الذي يعنينا والذي ينبني عليه عملنا هو تبيننا بأعيننا لرؤية الهلال، لا حقيقة ميلاده في السماء من عدمها .. وهذا هو ما يتحقق بقرائن النظر في السماء وهو التبين المنوط به الإمساك. أرجو أن يكون هذا المعنى واضحا لأنه قد اختلط عليك في المرة السابقة - لقصوري عن حسن بيانه - ورأيتك تأتيني بكلام في مسألة القضاء والإعادة لا دخل له بما أريد أصلا.
3 - قولك هذا، يجعل اتخاذ الأعمى لآذان الفجر - ولابد - سنة يندب العمل بها! بمعنى أنه من الأفضل أو من الأولى والأحوط حتى نتيقن دخول الوقت أن نختار العميان ليؤذنوا في هذا التوقيت بالذات، ونقوم بتوكيل من يدلهم على دخول الوقت .. فإن كان ذلك كذلك، فمن سبقك إليه؟ وهل ترى أن الأمة قد ضلت من أولها إلى آخرها إذ لم يقل أحد منهم باستحباب تقديم العميان في آذان الفجر وضيعوا بذلك سنة غفلوا عنها جميعا واهتديت أنت الآن إليها؟؟؟
هذا هو حرف الكلام وهو غاية ما عندي ولا يسعني كتابته بأوضح من هذا ...
فتأمله بروية يرحمك الله.
¥