تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإنما غضب سيدنا أبو بكر ( t) لأن ظاهر الكلام هذه دلالته حتى وأن قصد الأعرابي الدعاء له لا عليه [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn5) .

أنواع الوقف: قال صاحب تحفة الترتيل:

والوقف تام، حسن، وكافي ثم فادر ذا فكافي

إن لم يكن تعلق بقلبه لفظاً ومعنى فبـ تام سمه

أو كان لفظاً دون معنى فـ حسن بعكسه الكافي فخذن واشكرن

وأن تجد في وقفه محذورا فهو قبيح عد له تكريرا [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn6)

إن الوقف والقطع والسكت ألفظ لمعاني متقاربة لغة، وكذا الابتداء والاستئناف والائتناف، ثم صارت مصطلحات لعلم له أصوله، كتب فيه كثير من القراء والنحاة فأنتجوا عددا كبيراً من الكتب لا تخرج مادتها عن تلك المعاني إلا اختلافاً يسيراً، ولو تتبعنا ما احتوته تلك الكتب لوجدنا مصطلحاتها تتقارب، وقد تختلف في تعيين أنواع الوقف ومواضع تلك الأنواع.

الوقف والابتداء أو القطع والائتناف:

هو علم تعرف به المواضع التي يجب على قارئ القرآن أن يقف عليها وقفاً جائزاً أو واجباً أو قبيحاً.

قال ابن الجزري: هذه العبارات – الوقف والقطع والسكت – جرت عند كثير من المتقدمين مراداً بها الوقف غالباً، ولا يريدون بها غير الوقف إلا مقيدة، وأما عند المتأخرين وغيرهم من المحققين، فأن القطع عندهم: عبارة عن قطع القراءة رأساً فهو كالانتهاء [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn7).

والوقف في كتاب الله عز وجل على أربعة أضرب: تام، وكاف وحسن، وقبيح.

فالتام: هو الذي يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، لأنه لا يتعلق بشيء مما بعده ولا ما بعده به، مثله عند الوقف على (المفلحون) من قوله تعالى: (أولئك هم المفلحون).

والكافي: هو الذي يحسن الوقف عليه أيضاً والابتداء بما بعده إلا أن الذي بعده متعلق به، وذلك نحو (حرمت عليكم أمهاتكم) والابتداء بما بعده في الآية كلها، ألا ترى أنه معطوف بعضه على بعض فهو متعلق بما قبله، ويسمى هذا الضرب مفهوماً أيضاً.

والحسن:هو الذي يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده وذلك نحو الوقف على (الحمد لله رب العالمين) و (الرحمن الرحيم) وهو حسن لأن المراد مفهوم، والابتداء بما بعده لا يستحسن لأنه مجرور، ويسمى هذا الضرب صالحاً أيضاً.

فأما الوقف القبيح: فهو الذي لا يعرف المراد منه وذلك نحو الوقف على (بسم) و (مالك) وشبههما، والابتداء بقوله (الله) و (يوم الدين)، ألا ترى أنه إذا وقف عليه لم يُعلم إلى أي شيء أُضيف. والقراء ينهون عن الوقف على هذا الضرب وينكرونه، ويستحبون لمن انقطع نفسه عليه وعلى ما أشبهه من الوقف القبيح والبشع أن يرجع إلى ما قبله حتى يصله بما بعده.

والمختار: الوقف التام، والكافي مستحسن، والحسن جائز إذا اضطر إليه القارئ [8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn8).

والسكت: عبارة عن قطع الصوت زمناً هو دون زمن الوقف عادة من غير تنفس، وقد اختلفت ألفاظ أئمتنا في التأدية عنه بما يدل على طول السكت وقصره.

ويورد القسطلاني (رحمه الله تعالى) عدداً من آراء العلماء السابقين مقارناً بينهما، قال:

فأما الوقف: فقال أبو حيان في (شرح التسهيل) هو قطع النطق عند آخر اللفظ وهو مجاز من قطع السير، وكأنه لسانه عامل في الحروف، ثم قطع عمله فيها.

وقال ابن الدماميني، وهو أحسن من قول ابن الحاجب:قطع الكلمة عما بعدها.

وقال الجعبري: قطع صوت القارئ على آخر الكلمة الوضعية زمناً.

وهذا أجود من قولهم: قطع الحركة عما بعدها، أو قطع الحرف عن الحركة لعمومه، إهـ.

وذكر أبو يحيى الأنصاري: أن الوقف يطلق على معنيين:

أحدهما: القطع الذي يسكت القارئ عنده.

وثانيهما: المواضع التي نص عليها القراء.

وعلى ما تقدم فإن الوقف قسمان:

1 - ما يكون بسبب التنفس: وهذا له أحكامه وكيفية الوقف على آخر الكلمة فيه.

2 - ما يكون بسبب انتهاء العبارة واعتماده في ذلك على: إتمام المعنى وعلاقة ذلك بالقاعدة النحوية، وتعليلات النحاة التي توجه مواضعه [9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn9).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير