تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقوله تعالى: (ما أغنى عني ماليَه*هلك عني سلطانية) الحاقة /28 - 29

قرأ حمزة: بحذف الهاء فيهما في الوصل، وقرأ الباقون بإثبات الهاء في الوصل وأجمعوا على إثبات الهاء في الوقف.

واعلم أن هذه الهاء أُدخلت لتبين بها حركة ما قبلها في الوقف إذ المسكوت عليه ساكن فكرهوا أن يسكتوا على الياء فلا يفرق بينهما وهي متحركة في الوصل وبينها وهي ساكنة في الوصل فبينوا حركتها بهذه الهاء، لأن السكوت عليه إذا كان متحركاً في الوصل مسكنٌ في الوقف، وإذا كان ساكناً في الوصل ساكن في الوقف، وإنما يصلح إثبات هاء الوقف في الفواصل لأنها مسكوت عليها، على أن دخول الهاء أَمارة إذا وصل القارئ الآية بالآية.

وحجة من حذف الهاء في الإدراج فأنه يقول: الهاء جلبتها لحفظ حركة الياء في حال الوقف لأنه لو وقف على الياء المتحرك لكان الوقف بالسكون، فكانت الياء تسكن لأحل الوقف، فإذا لم يكن وقف لم يجب فيها السكون فلم يحتج إلى الهاء التي تحفظ حركتها الواجبة لها لأن الحال حال الإدراج الذي لا يقتضي السكون.

وقوله تعالى: (وما أدراك ماهيه) القارعة/10، فقوله (ما هيَه) يوقف عندها لأنها فاصلة، والفواصل مواضع وقوف كما أن أواخر الآيات كذلك،وهذا مما يقوي عدم حذف الياء من الأواخر (ماهيَه) وما أشبهه، ألا ترى أنهم ما حذفوا الياء من نحو قول زهير بن بي سلمى:

ولأنت تفري ما خلقت وب عض القوم يخلق ثم لا يفري

معنى البيت: أنت تنفذ ما تقول وغيرك يقول ولا يعمل [29] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn29) .

11- قال أبو عمرو الداني: .. والقراء والنحويون يستحبون القطع على كل هاء سكت في كتاب الله عزّ وجلّ، نحو قوله (لم يتسنه) و (ماليه) و (سلطانيه) و (ماهيه) وشبهه، لأن الهاء في ذلك إنما جيئ بها لمعنى الوقف وقاية للفتحة إلى ما قبلها ولولا ذلك لم يحتج إليها ولا جيئ بها، وإذا كان ذلك كذلك لزم القطع عليها في كل مكان، ومن وصلها من القراء فإنما هو واصل بنية واقف.

ثم يؤيد النحاس ما ذهب إليه بسند يسوقه إلى أبي عمرو: أنه كان يقرأ (ماهيه) يقف عندها، ويسوق سند أخر إلى أبي عبيد أنه كان يقول: والذي أحب في هذه الحروف كلها الوقف بالتعمد بذلك.

ونجد النحاس يفصل ذلك فيقول: (فبهداهم اقتده) عن نافع، ثم قال أبو جعفر: الوقف عليه حسن لأنه تمام، وأيضاً فأنه إن وصل بالهاء كان لاحناً، وإن حذف الهاء خالف السواد فالقطع عليه اسلم.

قال أبو جعفر وهذا الذي ذكرناه مذهب أكثر العلماء، وحكى أبو حاتم: أنه قول أبي عمرو،وأنه كان يقف على الهاء على اختلاف عنه، وأن ابن أبي إسحاق، كان يقف على الهاء ويصل بغيرها، وكذا أبن سعدان عن أبي محمد أن أبا عمرو كان يثبت الهاء في الوقف والإدراج، وأن عبد الله بن عامر قرأ (فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجراً). وهذا عند جميع النحويين لحن إلا شيئاً حكي عن احمد بن يحيى، حكاه إبراهيم بن محمد بن عرفة، قال: يجوز أن تشبه هذه الهاء بهاء الإضمار كما شبه هاء الإضمار بها.

قال أبو جعفر:فأما محمد بن يزيد،فلحن من شبه هاء الإضمار بهذه الهاء، فقال: من قرأ (يؤده إليك) فقد لحن.

وأنظر القرطبي 7/ 36، وفيه: قرأ حمزة والكسائي (اقتد قل) بغير هاء في الوصل، وقرأ ابن عامر (اقتدهي قل) قال النحاس: وهذا لحن لأن الهاء لبيان الحركة في الوقف وليست بهاء إضمار ولا بعدها واو أو ياء، وكذلك أيضاً لا يجوز (فبهداهم اقتد قل) ومن اجتنب اللحن واتبع السواد قرأ (فبهداهم اقتده) فوقف ولم يصل لأنه أن وصل بالهاء لحن، وأن حذفها خالف السواد. وقرأ الجمهور بالهاء في الوصل على نية الوقف وعلى نية الإدراج اتباعاً لثباتها في الخط، وقرأ ابن عياش وهشام (اقتدهِ قل) بكسر الهاء وهو خطأ لا يجوز في العربية.

ومما جاء في الكافية 2/ 409: تحذف هاء السكت عند الوقف في الدرج كهمزة الوصل إلا أن يجري الوصل مجرى الوقف كقوله تعالى: (عني سلطانية خذوه).

قال الشيخ الداني: حدثنا الخاقاني .. قال علي بن كيسه لا يحسن الوقوف على مضاف إلا بتمام الحرف.

قال سيبويه: ألا أن القراءة لا تخالف لأنها سنة [30] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn30) .

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير