تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بحث مختصر في إثبات دخول شهر رمضان بالحساب]

ـ[راشد اللحيان]ــــــــ[13 - 08 - 09, 05:31 م]ـ

هذا بحث مختصر في إثبات رمضان بالحساب كتبه فضيلة الشيخ رياض بن راشد الرشود حفظه الله

وأحببت نشره في المنتدى للفائدة


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين،، أما بعد:
إن موضوع رؤية الهلال وبداية الشهور القمرية ترتبط به بعض المناسبات الإسلامية، وينبني عليه الكثير من الأحكام الفقهية التي يحتاجها المسلم في حياته، ولذلك فإن هذا الموضوع له أهمية كبرى في حياة المسلم، وكما نرى في الآونة الأخيرة احتدام النزاع في العالم الإسلامي عند نهاية شهر شعبان من كل سنة بشأن مشروعية الاستفادة من الحساب الفلكي في ثبوت شهر رمضان، فيبدأ النقاش بين المسلمين علماء وعامة، ويصبح لدى بعض المسلمين شك نحو البلاد الإسلامية الأخرى التي تخالف بلادهم في بداية الصوم، وتعظم المشكلة عند المسلمين في البلاد الغربية حيث إن معظم المسلمين في تلك البلاد من جنسيات مختلفة، وأصبح كل منهم يصوم ويفطر بناء على المتبع في بلده.
في كل سنة يكثر الجدال والنقاش حول هذا الموضوع حتى يكون هو المحور الأساسي لوسائل الإعلام المرئي منها والمسموع، وإنه من المؤسف أن تجد من غير المختصين بل ومن غير المسلمين من يقحم نفسه في هذا الموضوع الفقهي الهام.
لذلك كان لزاماً على طلبة العلم والمختصين بالدراسات الفقهية الإلمام بهذا الموضوع الهام، وأن يكون لهم الدور الفعال في مجتمعهم تجاه أحكام هذا الموضوع.
والجدير بالذكر أن الكلام في هذه المسألة ليس وليد هذا العصر، فقد تكلم عنه الفقهاء المتقدمون كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن سريج والسبكي وغيرهم، فشيخ الإسلام تطرق لهذه المسألة في مواضع من: الاقتضاء ومجموع الفتاوى، وقد ألف بعض المتقدمين والمتأخرين حول هذه المسألة.
وسوف يكون البحث ــ بإذن الله ـــ في هذه المسألة حسب الخطة التالية:
المبحث الأول: موقف العلماء المتقدمين من الرؤية والحساب الفلكي.
·المطلب الأول: ثبوت شهر رمضان عند الفقهاء المتقدمين.
·المطلب الثاني: تحقيق القول في الاتجاه القائل بالاستفادة من نتائج الحساب الفلكي.
المبحث الثاني: العلماء المعاصرون والحساب الفلكي.
·المطلب الأول: موقف العلماء المعاصرين.
·المطلب الثاني: الأدلة والمناقشات.
·المطلب الثالث: الترجيح.

ـ[راشد اللحيان]ــــــــ[13 - 08 - 09, 05:32 م]ـ
المبحث الأول
موقف العلماء المتقدمين من الرؤية والحساب الفلكي
المطلب الأول: ثبوت شهر رمضان عند الفقهاء المتقدمين:
يقول ابن عابدين: "ولا عبرة بقول المؤقتين أي في وجوب الصوم على الناس ... ولا يجوز للمنجم أن يعمل بحساب نفسه" ()، وصرح في موضع آخر: "وقد صرحت أئمة المذاهب الأربعة بأن الصحيح أنه لا عبرة برؤية الهلال نهاراً، وإنما العبرة برؤيته ليلاً وأنه لا عبرة بقول المنجمين" ().
وقد جاء في مختصر الشيخ خليل أنه لا يثبت دخول شهر رمضان بقول منجم ()، ويقول ابن الحاجب: "ولا يلتفت إلى حساب المنجمين وإن ركن إليه بعض البغداديين" ونُقل عن مالك: أن الإمام إذا كان يصوم بالحساب أو يفطر أنه لا يقتدى به ()، وقعد القرافي لعدم الأخذ بالحساب قاعدة ذكرها في الفرق الثاني والمائة بين اعتماد الحاسب في أوقات الصلوات وعدم اعتماده في ثبوت الشهر بأن الله سبحانه ربط الصوم والفطر بالرؤية لا بالخروج من شعاع الشمس خروجاً يمكن من مشاهدته بينما أوقات الصلوات ربطها بزوال الشمس وبلوغ الظل وغروب الشمس ومغيب الشفق ().
وأما الشافعية: فإن شهر رمضان يثبت دخوله عندهم بالرؤية وتمام الشهر ثلاثين لا بقول منجم ولا حاسب، ذكر ابن حجر في شرح المنهاج قوله: "لا قول منجم أي لا يجب الصوم بقول المنجم وهو من يعتمد منازل القمر وتقدير سيره"، وذكر ابن عابدين في رسالته (تنبيه الغافل والوسنان على أحكام هلال رمضان) نقلاً عن الشافعية: أنه لا يجب بمعرفة منازل القمر لا على العارف بها ولا غيره ().
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير