تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهو: (كل لهوٍ)

ولْنُكَنِِّ عنه باسم راويه وهو جابر بن عبد الله الأنصاري،

فحديث جابر هذا فيه هذا العموم أن كل اللعب إنما هو باطل، فمن ذلك إذن اللعب بالشطرنج فهو باطل، هذا الباطل يجب أن يُنظر إليه بالنسبة لما قد يحيط به من منكرٍ يرفعه ويصُفّه في مصاف المحرمات،

وإما أن يرفعه إلى مصاف المباحات،

فإذا كان اللعب بالشطرنج كما هو الواقع اليوم فيه بعض التماثيل، مما يُعرف بمثلاً (الفيل) و (الفرس) و (المَلِك)

- وأنا لا ألعبها لكن حسب ما أقرأ وأسمع أذكر هذه الأشياء منها –

ولا شك عندكم جميعًا إن شاء الله إن لم يكن قد تسرّب إليكم بعض الآراء المنافية للسنة الصحيحة من أن الصور المحرمة

إنما هي التي تضر في الأخلاق وليس هناك ما يضر في مثل هذه الأصنام في العقيدة لأن النبي صلى الله عليه وسلم - بما زعموا- نهى عن التصوير وعن اقتنائه نهيًا مؤقتًا من باب سد الذريعة وذلك قبل أن يتمكن التوحيد من قلوب أصحابه، فلما زالت الشبهة من قلوبهم وتمكن التوحيد من نفوسهم فانتفى هذا الحكم الشرعي ألا وهو التشديد في النهي عن التصوير وعن اقتناء الصور،

هذه شبهة طالما سمعناها كثيرًا من بعض من لم يتفقهوا في الدين،

ولا أريد أن أطيل في هذا المجال الآن،

وإنما حسبي أن أذكّر أن التصوير بكل أنواعه سواء كان مصورًا بالقلم أو بالريشة أو بالدهان أو بالتطريز أو بأي آلة حديثة اليوم وهي كثيرة،

فما دام أن هناك ما يصح أن يطلق عليه لغةً إنه مُصوِّر وإنها صورة فلا يجوزُ تصويرها،

وبالتالي لا يجوز اقتناؤها لدخول تلك الأنواع كلها في عموم هذه الأحاديث المشار إليها كمثل قوله عليه السلام من حيث تحذيره عن التصوير:

(كل مصور في النار)

ومن حيث نهيه عن اقتناء كل صورة ألا وهو قوله عليه السلام:

(لا تدخل الملائكة بيتًا فيه صورة أو كلب)

إذ الأمر كذلك فلا يجوز اللعب بالشطرنج ما دامت هذه التماثيل ظاهرة فيه،

وحينئذٍ إذا كان ولا بدّ من اللعب بالشطرنج، فيجب القضاء على هذه التماثيل.

بعد ذلك يأتي شرط ثاني؛

ألا وهو ألاّ يصبح اللاعب بالشطرنج عبدًا له، يصرفه عن عبوديته الحق بالنسبة لله -سبحانه وتعالى-، يصرفه عن القيام بالفرائض الواجبة عليه، وليست هي الصلوات الخمس مثلاً ومع الجماعة؛

أي: لا يكفي أن نقول إن المحظور من اللعب بالشطرنج هو فقط ألا يلهيه عن القيام بالواجبات والفرائض الخمس ومع الجماعة،

بل يجب أن نقرن إلى ذلك أن هذا اللعب لا يصرفه عن كل واجبٍ فرضه الله - تبارك وتعالى – عليه

كمثل مثلاً القيام بواجبه تجاه أهله، تجاه أولاده، تجاه إخوانه بصورةٍ عامة فإن خلا ... ولا أقول إذا خلا فإن خلا اللعب بالشطرنج من هذا النوع من المعاصي نقول حينذاك

فهو جائز تمسكًا بالبراءة الأصلية،

حيث أن الأصل في الأشياء الإباحة إلاّ إذا جاء نصٌّ يضطرّنا أن ننتقل منه إلى ما تضمنه الناقل من الحكم إما تحريمًا وإما كراهةً.

هذانِ مثالان من الأمثلة التي ابتلي الناس باللهو بها وإضاعة الوقت عليها مثالٌ منهيٌّ عنه مباشرةً ولا يجوز تعاطيه مطلقًا ألا وهو النرد،

ومثالٌ لم يصح فيه نهي خاص ألا وهو الشطرنج،

فيجب أن يدار الحكمُ فيه حسب ما يحيط به من المحاذير،

فإن خلا عن شيء من ذلك جاز اللعب به من باب الترويح على النفس ليس إلا كما يقال.

إذا عرفنا حكم هذين المثالين انتقلنا إلى الجواب عن السؤال:

وهو اللعب بالكرة.

لاشك أن اللعب بالكرة هو شأن كل ألعاب أو شأن كل الألعاب التي تعرف اليوم -إلاّ ما ندر منها- فإن أصلها أعجميٌّ، فالنرد اسمه نردشير من فارس، والشطرنج أصله فيما أظن لعله من الصين أو غيره من البلاد،

الشاهد كذلك كرة القدم فهذه لعبة وبدعة عصرية

جاءتنا من البلاد الأوروبية،

فإذا أراد المسلمون أن يلعبوا بها، فأول كل شيء يجب أن ينوُوا التقوِّي؛ تقوية البدن استعدادًا لما يجب عليهم أن يخوضوا في العهد القريب أو البعيد في لقاء أعداء الله تبارك وتعالى

فلا بد والحالة هذه أن تكون أبدانهم صلبةً قوية

تثبتُ أمام أعداء الله الأشدّاء، فقد جاء في الحديث الصحيح من قوله عليه الصلاة والسلام: (إن المؤمن القويّ أحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍّ خير)

فلا يخلو المؤمن ولو كان ضعيفًا حتى في إيمانه لا يخلو من خير

قد ينجيه من الخلود في العذاب يوم يقال لجهنم هل امتلأتِ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير