تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قوله رحمه الله في هذه المسألة موافق لقول الإمام الأزرقي.

على أن بعض العلماء الذين أفتوا بعدم جواز التوسعة كالشيخ الشريف محمد بن حسين الصمداني قد ذهبوا إلى أن العلامة الفاسي رحمه الله كان يرى أن دار الأرقم بن أبي الأرقم تقع في الجهة الغربية من الصفا وليس في الجهة الشرقية منه، واستدل الصمداني على ذلك بقول الفاسي رحمه الله: " دار الخيزران عند باب الصفا، وهي دار الأرقم المخزومي "، قال: "ومحل باب الصفا في القديم ليس في الجهة الشرقية من بناء المسعى من المسجد الحرام كما هو معلوم. " (ص 61) ملمحا إلى أن الدار كانت في الجهة الغربية.

وهو كلام غير دقيق، لأن كون دار الأرقم بن أبي الأرقم رضي الله عنه عند باب الصفا لا يعني بالضرورة أن تكون في الجهة الغربية من الصفا والمسعى، بل قد تكون في الجهة الشرقية منهما، عند بداية المسعى، مطلة على باب الصفا، بحيث يكون قول الفاسي رحمه الله في ذلك موافقا لقول الأزرقي، وهو مقتضى احتجاجه به.

كما أنها لو كانت في الجهة الغربية من الصفا لما كان للفاسي أن يجزم في كتابه شفاء الغرام بأن بينها وبين باب الصفا في المسجد الحرام ما يزيد على مائة ذراع، معتمدا على تحديد الأزرقي رحمه الله للمسافة التي بين باب المسجد ووسط الصفا بمائة ذراع واثني عشر ذراعا ونصف، فلو كانت دار الأرقم في الجهة الغربية من الصفا لكانت المسافة بين باب الصفا وجدار الدار الموالي للمسجد أقل من مائة ذراع، والله أعلم.

رأي الشيخ محمد طاهر الكردي رحمه الله في موقع دار الأرقم بن أبي

الأرقم رضي الله عنه:

يرى الشيخ الكردي رحمه الله أن دار الأرقم رضي الله عنه كانت تقع في الجهة الشرقية من الصفا، غير متصلة به، وتبتعد عنه بمسافة ستة وثلاثين مترا باستقامة خط المشي، أو بمسافة ثمانية وأربعين مترا إذا انعطفنا إليها من ناحية الحارة التي كانت بها قبل هدمها في التوسعة السعودية. (التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم للشيخ محمد طاهر الكردي ج 2 / ص 88)، ولكنه في أثناء وصفه لهذه الدار عاد فخالف القياس الذي ذكره أولا في المسافة التي تفصل بينها وبين الصفا، فقال: " محل دار الأرقم هو موضعه اليوم الذي عند الصفا، بينهما نحو ثلاثين ذراعا." وهو تناقض واضح، وعلى كل فإنه رحمه الله في أثناء وصفه لموقع هذه الدار قد نص على أنها كانت تبتعد عن الصفا بالمقدار الذي ذكره، بمعنى أنها كانت غير متصلة به، فلا يصح الاستدلال بها كحد شرقي للصفا بناء على ذلك.

تحقيق في نسبة القول - بدخول دار الأرقم بن أبي الأرقم في المسجد الحرام –

لابن كثير:

لابد من الإشارة هنا إلى خطأ وقع فيه كثير من المؤرخين كالعلامة الفاسي رحمه الله في كتابه شفاء الغرام والشيخ محمد طاهر الكردي في كتابه (التاريخ القويم) أثناء ذكرهم لموقع دار الأرقم بن الأرقم المخزومي رضي الله عنه، عندما نسبوا للإمام ابن كثير القول بأن دار الأرقم رضي الله عنه كانت قد أدخلت في المسجد الحرام في أثناء زيادة الخليفة العباسي المهدي، حيث قال الشيخ محمد طاهر الكردي رحمه الله في كتابه التاريخ القويم:"ومن الغريب أن يظن العلامة ابن كثير صاحب التفسير الشهير بأن هذه الدار دخلت في توسعة المسجد الحرام، فقد قال في تاريخه المسمى البداية والنهاية (ج10/ص164): " وقد اشترت (أي الخيزران) الدار المشهورة بها بمكة المعروفة بدار الخيزران فزادتها في المسجد الحرام " قال الشيخ محمد طاهر الكردي: فهذا الظن في غير محله، وقد وهم ابن كثر رحمه الله تعالى " (التاريخ القويم 2/ 88)

وقال العلامة الفاسي رحمه الله في كتابه شفاء الغرام: " فأما قول الحافظ عماد الدين بن كثير في تاريخه .. أن الخيزران أم المؤمنين خرجت إلى مكة، فأقامت بها حتى شهدت الحج، وقد اشترت الدار المشهورة لها بمكة المشرفة المعروفة بدار الخيزران، فزادتها في المسجد الحرام فهو غير مستقيم، لأن الدار المشهورة بالخيزران بمكة إنما هي عند جبل الصفا، بينها وبين المسجد الحرام طريق مسلوك يزيد على مائة ذراع " (شفاء الغرام للفاسي 1/ 226)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير