تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ما ذكره كثير من العلماء والمؤرخين كالإمامين الأزرقي والفاكهي رحمهما الله أثناء وصفهم للتوسعة الثانية للخليفة العباسي المهدي رحمه الله في المسجد الحرام، حيث قالوا: إن جبل أبي قبيس المتصل بالصفا من الناحية الشرقية يمتد غربا إلى الحدود الشرقية للمسعى القديم، وبناء على ذلك فإن الجبل الموجود في الجهة الشرقية من المسعى هو جبل أبي قبيس، ولا توجد امتدادات للصفا في الجهة الشرقية من الحد القديم للمسعى.

ولتيسير فهم التطور التاريخي للمسعى والمسجد الحرام من خلال ما ذكره هؤلاء العلماء رحمهم الله، وعلاقة ذلك بتحديد عرض جبل الصفا والحد الشرقي له، يمكن الرجوع للرسم التقريبي الذي سبق عرضه في مقدمة هذا البحث، والذي قمت بإعداده لشرح التوسعات المتكررة للمسجد الحرام منذ زمن النبي عليه الصلاة والسلام إلى زمن التوسعة السعودية الأخيرة للمسجد الحرام التي كانت قبل إضافة التوسعة الجديدة للمسعى، ويوضح ذلك الرسم علاقة توسعة الخليفة العباسي المهدي رحمه الله للمسجد الحرام بالمسعى من الناحية الشرقية، وعلاقتها بالوادي (وادي إبراهيم) من الناحية الجنوبية، ولعله يفسر ما ذكروه في ذلك، أو على الأقل يساعد في فهمه، كما يوضح أيضا موقع بعض الدور التي كانت بين المسجد الحرام والمسعى، والتي أدخلت في المسجد الحرام في التوسعة الأولى للخليفة العباسي المهدي رحمه الله، كدار الأزرق بن أبي الأزرق ودار خيرة بنت سباع، ويوضح أيضا مكان دار محمد بن عباد بن جعفر التي كان جزء منها داخلا في المسعى جنوبي الوادي، ثم أزيلت وجعل الوادي ومسعى الناس فيها في التوسعة الثانية للخليفة المهدي رحمه الله في المسجد الحرام.

قال الإمام الأزرقي رحمه الله في كتابه أخبار مكة: تحت عنوان: ذكر زيادة المهدي الآخرة في شق الوادي من المسجد الحرام:

قال جدي: لما بنى المهدي المسجد الحرام، وزاد الزيادة الأولى، اتسع أعلاه وأسفله وشقه الذي يلي دار الندوة الشامي (أي الشق الشمالي)، وضاق شقه اليماني (أي الجنوبي) الذي يلي الوادي والصفا، فكانت الكعبة في شق المسجد (أي في الشق الجنوبي منه ولم تكن في وسطه)، وذلك أن الوادي كان داخلاً لاصقاً بالمسجد في بطن المسجد اليوم، قال: وكانت الدور وبيوت الناس من ورائه في موضع الوادي اليوم (أي أن الوادي كان لاصقا بالمسجد الحرام من الناحية الجنوبية قبل الزيادة الثانية للخليفة العباسي المهدي رحمه الله، ولذلك كانت جميع التوسعات السابقة تتوقف عند حد الوادي من الناحية الجنوبية، وتتوسع في الناحية الشمالية من المسجد والناحية الغربية منه،، وقليل منها تم في الناحية الشرقية بسبب وجود المسعى فيها، وخلف الوادي كانت تقع دور الناس، فقام المهدي رحمه الله في توسعته الثانية بإدخال الوادي في المسجد، وتحويل مجراه في مكان الدور بعد شرائها من أهلها وهدمها)، ... وكان المسعى في موضع المسجد الحرام اليوم (أي أن المسجد في التوسعة الثانية للمهدي من الناحية الشرقية أخذ مكان المسعى القديم الذي سعى فيه النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة رضوان الله عليهم، حيث تم إدخاله في المسجد)، وكان باب دار محمد بن عباد بن جعفر عند حد ركن المسجد الحرام اليوم، عند موضع المنارة الشارعة في نحر الوادي، فيها علم المسعى (أي أن المسجد وسع حتى بلغ باب دار ابن عباد التي كان المسعى أمامها، فهدمت الدار، وجعل المسعى فيها، وذلك لتحقق البينية والمسامتة للصفا والمروة في الجزء الذي هدم منها).

قال أبو الوليد: فلما حج المهدي أمير المؤمنين سنة أربع وستين ومائة ورأى الكعبة في شق من المسجد الحرام، كره ذلك، وأحب أن تكون متوسطة في المسجد، فدعا المهندسين فشاورهم في ذلك ... ثم خرج المهدي إلى العراق وخلف الأموال، فاشتروا من الناس دورهم ... فابتدؤوا عمل ذلك في سنة سبع وستين ومائة، واشتروا الدور وهدموها، فهدموا أكثر دار ابن عباد بن جعفر العائذي، وجعلوا المسعى والوادي فيها (أي تقاطع الوادي مع المسعى فيها) فهدموا ما كان بين الصفا والوادي من الدور، ثم حرفوا الوادي في موضع الدور.

(أخبار مكة للأزرقي الجزء 2 ص 138، 139)

وقال في موطن آخر وهو يصف دور أهل مكة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير