[من يحبه الله سبحانه وتعالى من خلال كتابه العزيز القرآن الكريم.]
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[09 - 02 - 08, 10:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[من يحبه الله سبحانه وتعالى من خلال كتابه العزيز القرآن الكريم.]
الحمد لله تعالى، الصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
هذه دعوة لتأمل كتاب الله تعالى العزيز، والتفكر في آياته العظيمة الكريمة، من خلال عرض الآيات التي أشارت إلى من يحبه سبحانه و تعالى مع بيان معانيها بشكل مختصر غير مخل بالمعنى.
وإليكم مقدمة بسيطة قبل أن أبدأ في عرض الآيات:
قال القرطبي:
والحب الخابية، فارسي معرب، والجمع حباب وحببة، حكاه الجوهري.
قال ابن عرفة: المحبة عند العرب إرادة الشئ على قصد له.
وقال الأزهري: محبة العبد لله ورسول طاعته لهما واتباعه أمرهما، قال الله تعالى: " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني ".
ومحبة الله للعباد إنعامه عليهم بالغفران، قال الله تعالى: " إن الله لا يحب الكافرين " [آل عمران: 32] أي لا يغفر لهم.
وقال سهل بن عبد الله: علامة حب الله حب القرآن، وعلامة حب القرآن حب النبي صلى الله عليه وسلم، وعلامة حب النبي صلى الله عليه وسلم حب السنة، وعلامة حب الله وحب القرآن وحب النبي وحب السنة حب الآخرة، وعلامة حب الآخرة أن يجب نفسه، وعلامة حب نفسه أن يبغض الدنيا، وعلامة بغض الدنيا ألا يأخذ منها إلا الزاد والبلغة." أهـ
وقال الرازي في التفسير الكبير:
" محبة الله للعبد أعم درجات الثواب "
وقال:
" محبة الله للعبد محبة منزهة عن ميل الطبع وشهوة النفس بل هي محبة بلا كيف"
وقال ابن عطية في المحرر الوجيز:
" وحبة الله للعبد أمارتها أن يرى العبد مهديا مسددا ذا قبول في الأرض، فلطف الله بالعبد، ورحمته إياه هي ثمرة محبته، وبهذا النظر يتفسر لفظ المحبة حيث وقعت من كتاب الله عز وجل"
وقال البيضاوي:
" المحبة ميل القلب من الحب استعير لحبة القلب من الحب استعير لحبة القلب ثم اشتق منه الحب؛ لأنه أصابها ورسخ فيها، وحبة العبد لله تعالى إرادة طاعته والاعتناء بتحصيل مراضيه، ومحبة الله للعبد إرادة إكرامه واستعماله في الطاعة وصونه عن المعاصي "
وقال السعدي في تفسيره:
"فإن محبة الله للعبد هي أجل نعمة أنعم بها عليه، وأفضل فضيلة، تفضل الله بها عليه، وإذا أحب الله عبدا يسر له الأسباب، وهون عليه كل عسير، ووفقه لفعل الخيرات وترك المنكرات، وأقبل بقلوب عباده إليه بالمحبة والوداد.
ومن لوازم محبة العبد لربه، أنه لا بد أن يتصف بمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا، في أقواله وأعماله وجميع أحواله، كما قال تعالى: {قُلْ إِن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}.
كما أن من لازم محبة الله للعبد، أن يكثر العبد من التقرب إلى الله بالفرائض والنوافل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن الله: "وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه، ولا يزال [عبدي] يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أُحبه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه".
ومن لوازم محبة الله معرفته تعالى، والإكثار من ذكره، فإن المحبة بدون معرفة بالله ناقصة جدا، بل غير موجودة وإن وجدت دعواها، ومن أحب الله أكثر من ذكره، وإذا أحب الله عبدا قبل منه اليسير من العمل، وغفر له الكثير من الزلل."
ـ[ابو بلال]ــــــــ[09 - 02 - 08, 10:42 م]ـ
بارك الله فيك ...
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[10 - 02 - 08, 03:26 م]ـ
وبارك الله فيك أخي الفاضل أبو بلال.
ــــــــــــــــ
1 - ورد في كتاب الله العزيز أنه سبحانه يحب: {الْمُحْسِنِينَ}
لكن قبل أن أبدأ في عرض الآيات، لابد من تعريف للإحسان:
أولا:
الإحسان
حقيقته - فضله - طرقه
للشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله تعال.
الإحسان في اللغة: ضد الإساءة, وهو مصدر أحسن إذا أتى بما هو حسن, وفي الاصطلاح: الإتيان بالمطلوب شرعا على وجه حسن.
¥