ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[18 - 01 - 10, 09:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن المسلم الحاذق يعلم أن الاستعمار الحاقد على بلاد المسلمين هو من نشر ارتداء ربطة العنق بين المقلدين من ضعفاء المسلمين في بلاد الشام والرافدين والسند والهند وأرض الكنانة والمغرب العربي، وما ربطة العنق إلا رسن يضعه المرء على عنقه إعلانا لذله وهوانه وتقليده الأعمى للكفرة واليهود والنصارى وليس في إرتدائه فائدة البتة.
وعلينا أن نتمعن قول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه الذي رواه الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه والحديث في صحيح البخاري: " لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه. قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن "
وربطة العنق من صلب زي ولباس اليهود والنصارى خاصة قساوستهم ورهبانهم وحواخيمهم ورجالات دياناتهم، وانتشارها بين ضعفة المسلمين من أهل الصغار لا يدل على انتفاء التشبه، فإن من نظر لحال الكفرة في عصرنا الحاضر وجد التزامهم بارتداء ربطة العنق في أعيادهم واحتفالاتهم واجتماعاتهم الدينية خاصة، ثم ارتدؤها بصفة رسمية بين المتكبرين من رجالات الدولة وأساتذة جامعاتهم ومعاهدهم وكبار تجارهم، وهذا يوضح خصوصية ربطة العنق بالكفار واليهود والنصارى ومن شابهمهم في الضلالة.
وقول الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي رواه الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما والحديث (حسن) في صحيح الجامع بتحقيق الألباني رحمه الله تعالى "ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود و لا بالنصارى، فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع، و تسليم النصارى الإشارة بالأكف"
والناظر في هذا الحديث يرى تدقيق الرسول صلى الله عليه وسلم وشدة تحذيره من التشبه باليهود والنصارى، وعلى المسلم المعتز بدينه أن يتجنب تقليدهم بكل وسعه، والحلال بين والحرام بين، وعندنا من الملابس المباحة ما يكفينا عن ارتداء زي أحفاد القردة والخنازير والنصارى.
والله أسأل أن يرفع راية الإسلام وأن يعز أهله، وأن يرفع ذل وهوان المتقاعسين والمقلدين من أصحاب النفوس الضعيفة، وأن يهديهم وإيانا سبل الرشاد.
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[02 - 07 - 10, 02:13 م]ـ
فائدة:
قال الشيخ الدكتور سعد الخثلان وفقه الله:
(لا بد أن نعرف ضابط التشبه بالكفار، ليس كل مسألة يقال فيها تشبه بالكفار، ما هو ضابط التشبه بالكفار، ضابط التشبه بالكفار أن نفعل ما هو من خصائصهم، ما يختص به الكفار بحيث يعرف أن هذا الشيء خاص بالكفار مثل مثلا لبس القبعة المعروفة عند اليهود، أو لبس الصليب أو نحو ذلك، من أمور يختص بها الكفار.
أما الشيء الشائع المشترك بين الكفار والمسلمين لا يقال: إن فيه تشبهًا، فلا يقال مثلا إن ركوب السيارة فيه تشبه بالكفار؛ لأن الكفار هم أول من ركب السيارة، فالمقصود أن الشيء المشترك بين المسلمين والكفار لا يقال: إن فيه تشبها.
ولهذا حتى في الوقت الحاضر لبس البنطال لا يعتبر تشبها بالكفار؛ لأنه
أصبح شائعا ومشتركا بين المسلمين والكفار.)
بوركت ابو حمزة كلام دقيق وثمين جدا
ـ[المصلحي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 03:00 م]ـ
اجد اختلافا بين كلام ابن باز وكلام ابن عثيمين (رحمهما الله)
قال الشيخ ابن باز:
[ولبس البنطلون ليس خاصاً بالكفار، لكن لبس الضيق منه الذي يحدد أعضاء الجسم حتى العورة لا يجوز، أما الواسع فيجوز، إلا إذا قصد بلبسه التشبه بمن يلبسه من الكفار، وكذا لبس البدلة ورباط العنق (الكرفتة) ليس من اللباس الخاص بالكفار، فيجوز، إلا إذا قصد لابسه التشبه بهم]
قال الشيخ ابن عثيمين:
[التحذير من مشابهة المشركين وإن لم يقصد الإنسان المشابهة , وهذه قد تخفى على بعض الناس , حيث يظن أن التشبه إنما يحرم إذا قصدت المشابهة.
والشرع إنما علق الحكم بالتشبه , أي: بأن يفعل ما يشبه فعلهم , سواء قصد أو لم يقصد,
ولهذا قال العلماء في مسألة التشبه: وإن لم ينو ذلك , فإن التشبه يحصل بمطلق الصورة.]
فضابط التشبة عند ابن باز: مرتبط بالقصد.
وضابط التشبه عند ابن عثيمين: مرتبط بالصورة الخارجية.
اذن:
مناط الحكم مختلف عندهما.
فما هو الراجح؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[03 - 07 - 10, 04:54 م]ـ
على كل حال مهما كان التساهل في الأمر
لا يقبل من طالب علم فضلا عن عالم أو داعية أن يلبس ذلك
وعن نفسي كم أصبحت أزدري البعض ممن ينتسب الى العلم وأهله حينما رأيتهم يلبسونها
فحتى لو قلنا باباحتها فإن أهل العلم وطلبته يجب أن يكونوا أولى الناس بالالتزام بالسنة وترغيب الناس فيها
ولبسهم لمثل هذه الخزعبلات مما يهون أمرها على الناس ويجعلهم يتساهلون في ترك الألبسة الموافقة للسنة وإن كانوا قادرين على لبسها
نسأل الله الهداية
اقول:
احسنت.
قال ابن عاشور (رحمه الله):
وقد نجد مباحات مذمومة يتنزه الناس عنها لمذمتها، فقد كان اهل الجاهلية يبيحون تزوج الابن زوجة ابيه بعد موته، ومع ذلك فهم يسمونه (نكاح المقت).
وقد قيل لابي علي الجبائي: انك ترى اباحة شرب النبيذ وانت لاتشربه؟
فقال: تناولته الدعارة فسمج في المروءة.
ينظر:
مقاصد الشريعة الاسلامية/ (ص386)، دار النفائس، ط2، تحقيق محمد الميساوي
¥