تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إنما نرد على استدلال من استدل بها استلالاً غير مناسب

ثانياً

أريد منك شرحاً مختصراً عن أثر لبس الرسول صلى الله عليه و سلم الجبة الرومية ضيقة الكمين، أكانت من التشبه أم لا؟ و إن لم تكن فلِم؟ و سؤالي فعلاً بسبب جهلي بالموضوع .. بارك الله فيكم

الجواب:

نقول انه قد لبسها لاحتياجه إليها في السفر

راجع - أخي - تبويب البخاري للحديث إذ ترجم له في صحيحه في كتاب اللباس باب من لبس جبة ضيقة الكمين في السفر.

- قال ابن بطال في شرحه على صحيح البخاري:

(فى هذا الحديث دليل أن ثياب السلف فى الحضر لم تكن أكمامها بضيق أكمام هذه الجبة التى لبسها عليه السلام فى سفرة، لأنه لم يذكر عنه عليه السلام أنه أخرج يديه من تحت ثيابه لضيق كميه إلا فى هذه المرة، ولو فعله فى الحضر دائما لنقل ذلك. وذلك دليل أن ثياب السفر أكمش وأخصر من ثياب الحضر).

- قال الحافظ في " الفتح ": (كأنه يشير إلى أن لبس النبي صلى الله عليه و سلم الجبة الضيقة إنما كان لحال السفر لإحتياج المسافر إلى ذلك وأن السفر يغتفر فيه لبس غير المعتاد في الحضر).

- وهذا كلام نفيس جداً للشيخ عطية سالم في شرحه على " بلوغ المرام " قال:

(لبس الثياب الضيقة الأكمام والواسعة

ثم كون الرسول صلى الله عليه وسلم يلبس الجبة ضيقة الكمين، يقول ابن عبد البر: هذا أنسب للسفر، وخاصة للجهاد؛ لأن الكم الضيق لا يشغل صاحبه، ونستطيع أن نقول: لا ينبغي للإخوان أن يعيبوا على بعض الناس أن يلبس ثوباً في كمه (كبك) ويقولون: هذه بدعة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لبس الجبة ضيقة، وسواء كان الضيق (بالكبك) أو بالأزارير أو بالخياطة فكل ذلك جائز.

ومن نوادر ما ذكر عن الشافعي - رحمه الله - أنه كان يتصف بالحلم وسعة الصدر إلى حد بعيد، فأراد بعض الناس أن يخرجه عن هذا الوقار أو عن هذا الحلم، فسمعوا بأنه ذهب بثوب إلى الخياط ليخيطه، فذهبوا إلى الخياط ودفعوا له أكثر من الأجرة وقالوا له: نريد أن تجعل الكم الأيمن للشافعي ضيقاً، والكم الأيسر واسعاً جداً؛ فأخذ الخياط الأجرة وفعل، فلما جاء الشافعي يستلم الثوب كانوا موجودين يتوقعون الغضب والتسخط، فلما لبسه وأدرك أن هناك شيئاً قال: جزاك الله خيراً، لقد يسرت لي أمري وساعدتني على طلب العلم.

قال: لماذا؟ -الرجل متوقع خصومة- قال: أما ضيق الكم الأيمن فلكي لا يشغلني حال الكتابة، وأما سعة الكم الأيسر فإني أحمل فيه كتبي -يعني: بدل الحقيبة- فعجب الجماعة الذين تآمروا عليه! ولنعلم أن ضيق الكم قد يساعد على أداء بعض الأعمال، وسعة الكم قد يساعد على بعض الأعمال، وطبيعة الثياب -بصفة عامة- يمليها نظام البيئة والجو، ولذا تجدون الأعراب في البادية أكمامهم تكون بطول الرجل وربما تكون فتحة الكم أكثر من متر، وسعته تحت الإبط ثلث متر أو ربع متر أو شيء من هذا؛ لأن الجو حار، فهو بمثابة المراوح أو وسائل التهوية، وتجد في البلاد الباردة يصنعون كماً قصيراً وجبة وبنطلوناً ضيقاً أكثر من اللازم، إذاً: البيئة هي التي تملي على الإنسان نوع اللباس والثياب الذي يتلاءم مع طبيعة الجو.

يهمنا في هذه الحالة ما كان عليه صلى الله عليه وسلم في تلك السفرة، فهل كان هذا دائماً في الغزوات والأسفار أو كان هذا عارضاً في غزوة تبوك؟).

تنبيه:

الاستدلال بهذا الحديث باطلاق جواز لبس لباس الكفار من الخطورة بمكان كما لا يخفى على من له اطلاع على موضوع الولاء والبراء .. فلو أطلقنا الجواز لفتحنا باب شر .. والواقع من حال المسلمين خير شاهد .. يعني هذا بالرغم من تحذير أهل العلم من ذاك التشبه .. وحرصهم على ترسيخ عقيدة مخالفة أصحاب الجحيم.

ـ[نضال دويكات]ــــــــ[02 - 08 - 10, 12:23 ص]ـ

للتوسع في مسألة اللباس هذا الكتاب

عنوان الكتاب: لباس الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والصحابيات

المؤلف: محمد يونس عبد الستار أبو طلحة ( http://waqfeya.net/book.php?bid=620)

ـ[أبو يحيى المُسلم]ــــــــ[03 - 08 - 10, 05:00 م]ـ

جزاكم الله خيراً اخي الفاضل أبو سلمى رشيد،

نقل مبارك و نفيس استفدنا منه جزاك الله خيراً

و ملاحظتك نفيسة ايضاً، و هي عدم تجويز لباس الكفار على الإطلاق، لا شك هو الصواب

لكن، ربطة العنق، أولاً انتشارها الآن أخرجها من الخصوصية

الأمر الثاني، احتياجاتها مختلفة من شخص لآخر، مثلاً نحن أيام الكلية، كنا نلبس ربطة العنق أثناء الإمتحانات الشفوية أما الدكاترة، بشكل شبه إجباري

غفر الله لنا و لكمـ

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير