ـ[الزقاق]ــــــــ[24 - 09 - 09, 09:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بسم الله
أعتذر إليك سيدي فلم أجد الوقت لإمعان النظر فيها, وأما شيخي حفظه الله فهو على سفر,
ولكن نظرا للعهد الذي قطعته على نفسي أعرض عليك بعض الافكار والمعلومات الاولية للتمحيص والنقد.
ومن أجل المزيد من الوضوح نقسم حالات مخالفة القبلة إلى ما يلي:
- من يعلم القبلة ويخالفها عمدا وهذا عاص يخشى عليه من الكفر وصلاته باطلة يعيدها أبدا, مع التوبة وكثرة الاستغفار.
- من يعلم القبلة ويخالفها ناسيا: وهذا محل نظرنا. وفيه روايتان كل واحدة منهما شهرتها طائفة وقوتها. فابن الحاجب وخليل على أنه يعيد أبدا. وقال ابن الماجشون وابن رشد ومن تبعهما كابن يونس لا يعيد إلا في الوقت. والذي يزعجني أن كلا الفريقين لم أقف له على حجة بينة. فخليل في التوضيح يقول بعد ترجيحه الرواية الأولى لأن الشروط من باب خطاب الوضع فلا يشترط فيها علم المكلف. وهذا استدلال لا يتجه إلى حالتنا بل هو متجه إلى الحالة التالية وهو جهل الوجوب. وأما ابن رشد فيرجح الرواية الثانية بقوله لأنه يرجع إلى الاجتهاد من غير يقين. وهذا استدلال إنما يتجه إلى الكلام في الحالة الخامسة وهي المجتهد الذي يخطأ القبلة. وهكذا فحالتنا لم أجد من تكلم عليها بوضوح.
- من يجهل وجوب استقبال القبلة: وهذا لا يعلم خلاف في وجوب الإعادة عليها أبدا.
- من يجهل أدلة القبلة: وهذا العلماء ضموه إلى الناسي.
- من يجتهد ويتحرى فيتضح أنه أخطأ: فيه خلاف والمذهب أنه يعيد في الوقت.
أما ما ذكرته من الفرق بين الناسي التارك وغيره فلا بد من زيادة بيان. فإن الناسي بعد أن تحرى عن القبلة فصلى لغير ما أداه إليه اجتهاده له حالتان: إما أن يكون نسي حال إحرامه وصلاته طلب الاستقبال فصلى أية توجه فهذا نسيانه ترك. وأما الذي يجتهد فيستقر رأيه على جهة محددة ثم ينساها, فيصلي إلى جهة أخرى ظنا انها التي أداه إليها تحريه فهذا أقرب إلى المخطأ ولكنه لا يخلو من نوع من الترك.
ولذا فإن نسيان الوجوب هو من التروك لا محالة التي لا تصير فعلا بالنسيان كما يقول المقري في القواعد.
وأما نسيان القبلة فهذا هو الذي اختلف فيه علماء المذهب وترجيح قول بعضهم على بعض لا أجدني أجرؤ عليه. وإن كنت أميل إلى إلحاقه بالخطأ.
هذا والله عز وجل اعلم.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[24 - 09 - 09, 11:52 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله أخي الفاضل
أولا أشكرك بشدة على اهتمامك وردك علي
ثانيا أنا في عجلة من أمري الآن فلن يمكنني مناقشتك أخي الفاضل الآن
لكن أود منك فبل أن أناقشك أن تنقل لي هذه النقولات من كتب المذهب المالكي , أعني تتفضل وتذكر نص خليل في التوضيح وكذلك نص ان رشد وكذا نص المقري وغير من عزوت له أخي الفاضل , فأنا أحب أن أعرف نص كلام المؤلف ونظرا لقلة ما عندي من كتب المذهب المالكي فأود منك أن تنقل لي هذه النقولات نصا
وأشكرك مرة أخرى وخصوصا على تقسيمك للموضوع
ـ[أبو عبد البر المالكي]ــــــــ[24 - 09 - 09, 01:25 م]ـ
أرى الموضوع قد كثرت فوائده ... جزاكم الله خيرا
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[24 - 09 - 09, 01:36 م]ـ
بارك الله فيك
إذن لتشارك معنا وتتحفننا بالنقولات من المذهب المالكي أخانا أبا عبد البر المالكي .... ابتسامة
أعني أقوال ابن رشد والمقري وخليل وابن يونس وعيرهم إذ مواهب الجليل والتاج والإكليل الكلام فيهما مقتضب جدا
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[24 - 09 - 09, 03:09 م]ـ
أخي الفاضل الزقاق
هناك أربع حالات:
1 - من جهل دليل الوجوب
2 - من جهل الجهة وإن كان يعلم دليل الوجوب
3 - من نسي دليل الوجوب
4 - من نسي الجهة وإن كان يعلم دليل الوجوب
والذي أميل إليه هو أن حكم ناسي دليل الوجوب هو حكم جاهل دليل الوجوب
كما أن حكم جاهل الجهة هو حكم ناسي الجهة
بمعنى لو كان المذهب المالكي أن جاهل دليل الوجوب يعيد أبدا فإن المتوقع - و أظنه كذلك في المذهب المالكي- أن يكون ناسي دليل الوجوب يعيد أبد ولا فرق
ولو كان في المذهب المالكي أن جاهل الجهة يعيد في الوقت فقط فإن المتوقع - و أظنه كذلك في المذهب المالكي- أن يكون ناسي الجهة يعيد في الوقت فقط ولا فرق
لكن الذي أميل إليه والعلم عند الله أن جاهل دليل الوجوب لا يعيد مطلقا لأنه لم يتعمد المخالفة ولم يتعمد الترك , فكذلك أقول والله أعلم أن ناسي دليل الوجوب لا يعيد مطلقا أيضا لأنه لم يتعمد المخالفة ولم يتعمد الترك
وكذلك من جهل الجهة لا يعيد مطلقا فكذلك ناسي الجهة , إذا كما تفضلت وقلت أخونا الوقاق أن ناسي الجهة أقرب إلى المخطيء وهو كذلك عندي
أما الذي يعيد عندي هو ناسي المامور نفسه أعني من نسي ان يتوضأ أو من نسي أن يمسح رأسه في الوضوء فهذا الذي يعيد أو يتم ما عليه بناء على مسئلة الموالاة
وفي انتظار النقولات من كتب المذهب المالكي نصا - أعني أريد ما قاله ابن رشد نصا وكذلك ابن يونس وفي أي الكتب - فهذا في نظري هام جدا إذ يهمني أن يكون نص هؤلاء الأئمة لدي وأسجله عندي
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيرا
¥