[زاد المجاهدين]
ـ[أبو عاصم العماوي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 10:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
زاد المجاهدين من كتاب رب العالمين و خير كلام سيد المرسلين والدعاة الربانيين
الحمد لله الذي من علينا بالإسلام وكفى بها من نعمة تغمر أركان العبد وتنير له الظلمة في عصر طغت فيه المادة على عقول الناس وأفئدتهم وأصبحت كلمة الحق فيه مرة لا يكاد يتجرعها كثير من الناس حتى من هم في صف رافعى الراية على أنها راية التوحيد والجهاد والإسلام أخذت كلماتهم تتبدل وتتغير بتغير المصلحة الحزبية والفئوية والعصبية وأصبح القتال من أجلها وتحت رايتها قال r( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) وهذا بالتأكيد لا يدخل فيه من قاتل لتكون كلمة الحزب أو العصبية أو الحكومة وما كان على شاكلتها لأنه ليس في سبيل الله عز وجل
لذلك إحذر أخي المؤمن من أن تهدر حياتك ومهجتك في سبيل الطاغوت فكل شيئ يعبد من دون الله تبارك وتعالى فهو طاغوت قال تعالى (ومن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى) فطالبنا ربنا تبارك وتعالى بأن نكفر بالطاغوت أولا ثم يكون بعد ذلك الإيمان بالله عز وجل فلا يمكن أن يستقيم إيمان عبد حتى يكفر بالطاغوت بأشكاله المتنوعة وعلى رأسها في هذه الأيام شريعة الديمقراطية والاشتراكية وكل من دعي لهاو لتطبيقها في بلاد المسلمين
فكان لزاما أيها الأخوة الأحباب أن نبين حقيقة الجهاد في سبيل الله عز وجل وأنه ماض إلي يوم الدين لا يوقفه عدل عادل ولا جور ظالم
فالشباب المسلم المتعطش للجهاد في سبيل الله وخوض المعارك مع أعداء الله تعالى هم أسود هذه الأمة وصناديدها وحماتها بإذن الله تعالى من جور الظالمين أعداء الأمة من اليهود والنصارى ومن تبعهم من أبناء جلدتنا الذين باعوا دينهم بعرض من الدنيا قال r( يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافرًا، ويمسي الرجل مؤمنًا ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، وعن أبي هريرة - t - قال: قال رسول الله r: تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة إن أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض البخاري.
وأمثال هؤلاء كثر في هذه الأمة ولا حول ولا قوة إلا بالله منهم الذين يبيعون دينهم من أجل وظيفة أو مركز أو وجاهة ولا يدري هؤلاء المساكين أنهم قد اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة ولا ينفعهم ذلك عند الله تعالى شيئا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
فالحمد لله الذي أحل الإسلام على مناص الإجلال والإعظام، وحلى جيده بحلي جهاد أعدائه اللئام، وجعل الجهاد من الإسلام ذروة السنام، وفضله على كثير من الأعمال الفاخرة الجسام، نحمده سبحانه على سوابغ آلائه، نشكره استزادة من فضله ونعمائه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو القوة المتين المنفرد بالخلق والتكوين.
فالجهاد ركنٌ من أركانِ الإسلام العظيم، ولا قوامَ للدين إلا بأركانه , ففي الصحيحين عن عبد الله بن عمر tقال: قال رسول الله r: " بُني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان "، قال أبو العباس القرطبي رحمه الله في المفهم: (وإنما خصّ هذه بالذكر ولم يذكر معها الجهاد مع أنه به ظهرَ الدين وانقمع به عتاة الكافرين، لأن هذه الخمس فرضٌ دائم على الأعيان ولا تسقط عمن اتصف بشروط ذلك والجهاد من فروض الكفايات وقد يسقط في بعض الأوقات) , فصرح رحمه الله أن الجهادَ إذا تعيّن صارَ من مباني الإسلام التي لا قوام ولا عز له إلا به , ولم لا ونفعه عام وضرر تركه عظيم على الدين والعرض والنفس والمال، فالمجاهدون في سبيل الله هم من حققوا معنى الإيمان , الصادقون بنص الكتاب بادعائهم له قال الله تعالى في سورة الحجرات: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ? أُولَ?ئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (بيّن أن الجهادَ واجب وتركُ الارتياب واجب، والجهاد وإن كان فرضاً على الكفاية -أي في حال كونه فرض كفاية- فجميع المؤمنين يُخاطَبون به ابتداءً، فعليهم كلهم اعتقاد وجوبه والعزم على فعله إذا تعيّن). اهـ، أي كما في
¥