يستلقي المريض على ظهره، يغمض عينيه، ويُطْبِقُ شفتيه؛ فليست هي بتحريك شفتين، ولا بلسان، ولا بصوت، ولا همس؛ ولا همهمة، ولا بدمدمة، إنما هي حديث فكر، ووسوسة نفس فقط؛ ثم يتحدث المريض بداخله؛ ويوجه حديثه إلى الجن فيخاطبهم قائلاً:
(بَطَلَ سِحْرُكُمْ) .. (حُلَّتْ عُقَدُكُمْ) .. (كُسِرَ قَيْدُكُمْ) .. (فُكَّ رَبْطُكُمْ) .. (فُتِحَ سِجْنُكُمْ) .. (بَطَل كيَدُكُمْ) .. (تَفَرَّقَ جَمْعُكُمْ) .. (شَاهَتْ وُجُهُكُمْ).
يكرر كل جملة سبع مرات، أو إحدى وعشرين مرة، أو قدر ما يستطيع، ثم ينتقل إلى التي تليها، وكلما زاد العدد كان نفعها أعظم، وهكذا دَوَالَيْكَ (1)، يستمر على هذا كل يوم ويُرى أن يطبقها قبل النوم كل ليلة.
كذلك لا بأس بقراءتها على كمية ماء، ثم يشرب ويغتسل منه كل يوم مدة عشرة أيام، كذلك تقرأ على زيت شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية، يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار، أو زيت بندق، ويدهن به قبل النوم.
وبالشفاء والعافية لمن به مسٌّ أو خافية)) اهـ.
وقد عرضت على الشيخ فالح بن نافع الحربى فكان جوابه:
((بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وأما بعد,
فقد شرع لنا الله تبارك وتعالى الرقى ولا يجوز أن يتعدى بها ما شرع في كتابه وما ورد منها فيما صحت به السنة؛ فالارتقاء إنما يكون بالقرآن بشكل عام ففيه شفاء للناس ,وسورة الفاتحة والفلق والناس على الخصوص, والمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك, فقد أغنانا الله بما شرعه ,وما من شك أن فيه النفع والخير وما عداه مما لا دليل عليه ما من شك أن فيه ضرراً ولولم يظهر لنا ضرره؛لأن الله لم يختره, فيجب البعد عن مثل هذه الأساليب والترهات.
وفتح باب الرقى من هذا النوع المسئول عنه لاشك هو باب شر ولا خير فيه البتة.
15 - 8 - 1430هـ
http://www.alathary.net/vb2/showthread.php?t=14727 )) اهـ.
هذا للبيان وليس للتشفى أو الخصام والجدال فالحق ضالتكم قبل أن يكون ضالتنا ولانشك فى تحريكم للحق وبحثكم عما ينفع الناس ويدرأ الشر عنهم.
وعلى هذا نحتاج إلى تعزيز موقفكم وردكم بكلام لأهل العلم ـ لاأهل اللغة والبلاغة فقط ـ مما يُستأنس به على جواز ذلك والذى لم نجده فى ثنايا ردكم على من أنكر ذلك.
واعلموا أننا سنكون أول المستفدين والعاملين بهذه الرقية إذا ثبت خلوها من أى محذور شرعى.
سدد الله رميكم وصوّب سهمكم.
فالح بن نافع الحربي ليس من أهل العلم المعروفين بالفتيا و قد أشار إلى ذلك الشيخ العلامة عبدالمحسن العباد في رسالة له (رفقا أهل السنة)
وقد ذكر ابن تيمية أن مثل هذه الأذكار جائزة.
(مجموع الفتاوى - (ج 22 / ص 523)
عَنْ رَجُلٍ إذَا صَلَّى ذَكَرَ فِي جَوْفِهِ: (بِسْمِ اللَّهِ بَابُنَا) (تَبَارَكَ حِيطَانُنَا) (يس سَقْفُنَا). فَقَالَ رَجُلٌ: هَذَا كُفْرٌ أَعُوذُ باَللَّهِ مِنْ هَذَا الْقَوْلِ. فَهَلْ يَجِبُ عَلَى مَا قَالَ هَذَا الْمُنْكِرُ رَدٌّ؟ وَإِذَا لَمْ يَجِبْ عَلَيْهِ فَمَا حُكْمُ هَذَا الْقَوْلِ؟
فَأَجَابَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَيْسَ هَذَا كُفْرٌ فَإِنَّ هَذَا الدُّعَاءَ وَأَمْثَالَهُ يُقْصَدُ بِهِ التَّحَصُّنُ وَالتَّحَرُّزُ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ فَيَتَّقِي بِهَا مِنْ الشَّرِّ كَمَا يَتَّقِي سَاكِنُ الْبَيْتِ بِالْبَيْتِ مِنْ الشَّرِّ وَالْحَرِّ وَالْبَرْدِ وَالْعَدُوِّ. وَهَذَا كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْمَعْرُوفِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكَلِمَاتِ الْخَمْسِ الَّتِي قَامَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا فِي بَنِي إسْرَائِيلَ قَالَ: " أُوصِيكُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ مَثَلُ رَجُلٍ طَلَبَهُ الْعَدُوُّ فَدَخَلَ حِصْنًا فَامْتَنَعَ بِهِ مِنْ الْعَدُوِّ فَكَذَلِكَ ذِكْرُ اللَّهِ هُوَ حِصْنُ ابْنِ آدَمَ مِنْ الشَّيْطَانِ " أَوْ كَمَا قَالَ. فَشَبَّهَ ذِكْرَ اللَّهِ فِي امْتِنَاعِ الْإِنْسَانِ بِهِ مِنْ الشَّيْطَانِ بِالْحِصْنِ الَّذِي يَمْتَنِعُ بِهِ مِنْ الْعَدُوِّ. وَالْحِصْنُ لَهُ بَابٌ وَسَقْفٌ وَحِيطَانٌ. وَنَحْوُ هَذَا: أَنَّ
¥