تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الجواب: وصلني الفاكس المطول الذي أرسلتم وفيه قصتكم واستقراركم في كندا شمال أمريكا، وما ذكرتم من كثرة الجهل بن المسلمين، فنوصيك بالدعوة إلى الله والتعليم وبيان السنة للناس، والحث على التمسك بالإسلام والبعد عن البدع والمحدثات.

أما ما ذكرت من استباحة الملاهي، فعليك نصحهم والإنكار عليهم برفق، فإن الموسيقى من آلات اللهو وقد ذم الله تعالى من يعملها بقوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} فهي لهو الحديث، وذم الله أهل السمود وهو اللهو بقوله {وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ}، وورد في الحديث أن الغناء صوت الشيطان وزمار إبليس، وقد ذم الله من يتعاطى ذلك بقوله لإبليس: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ} وهو المزمار والغناء والطبل ونحوها، ولا عبرة بالغزالي الذي أباحها وقد حرمها الله.

أما إقامة المسلم في دار الكفر فلا يجوز إلا للضرورة، ولابد أن يظهر دينه ويعلن العبادة والعمل المطلوب منه شرعاً ويأمن على نفسه من الوقوع في الحرام.

قاله وأملاه

عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين

(9168)

سؤال: رجل سافر إلى بلد أجنبي لطلب المعيشة، ولا تتم حصول الإقامة والعمل في هذا البلد إلا بالزواج بالكافرة إما كتابية أو غيرها، ومن ثم يحصل الشخص على الإقامة والعمل، فهل يجوز له أن يتزوج طبقاً للضرورة أم لا؟ علماً بأنه ترك عائلته في بلده ومنهم من ليسوا ذوي عوائل كالشباب، وهل يجوز لهم الزواج منهم؟

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لا شك أن الزواج بالكافرة فيه خطر كبير على الزوج، فكثيراً ما تدخل عليه الكفر أو المعاصي، وقد يولد له أولاد يدخلون في دين أمهم ولا يستطيع تخليصهم، لكن إذا كان مضطراً إلى الإقامة هناك طريداً أو شريداً لا مأوى له ولا بلاد، بل كل البلاد تبعده وتطرده إلا هذه الدولة الكافرة التي شرطت عليه هذا الشرط، فإنه يجوز، ولا نقول أن الزواج بالكتابية المحصنة حرام، بل هو مباح كما ذكر في القرآن وإنما نقول أن الإقامة هناك ذريعة إلى إقرار الكفر وتحسينه. والله أعلم.

قاله وأملاه

عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

28/ 4/1416 هـ

(2584)

سؤال: في بلاد الكفر يوجد هناك بعض المسلمين فما حكم إقامتهم بين ظهراني الكفار وهل من يموت منهم يعتبر من أهل النار، مع العلم بأنهم يقيمون عباداتهم ولا يمنعون من ذلك وقد هربوا من بلادهم التي تحكم بالقوانين الوضعية، وتمنع الحكم بشرع الله، وتضايقهم عندما يريدون إقامة شعائر دينهم، بل قد يؤذون في أنفسهم وأعراضهم، والبلاد المسلمة التي تحكم بشرع الله ويرغبون السفر لها لا ترضى أن تستقبلهم بل قد يتعرضون فيها للسجن والتعذيب ومن ثم تسليمهم للبلاد التي هربوا منها فما توجيه فضيلتكم لمن هذه حالتهم؟

الجواب: أرى أنهم معذورون بسكناهم في بلاد الكفر، كدولة أمريكا وبريطانيا وفرنسا التي يحكمها النصارى، ولكونهم أرفق بالمواطنين من بعض الدول التي تتسمى بالإسلام، فمتى كان هؤلاء المسلمون يقدرون على إظهار دينهم فلهم الإقامة هناك، فإن منعوا من إعلان الصلاة أو من رفع الصوت المعتاد بالأذان، أو من قراءة القرآن أو من إدخال المصاحف إلى بلادهم أو من ذكر الله تعالى أو دعائه أو من الصوم، أو فرض على نسائهم التكشف والعري، أو على رجالهم التشبه بالكفار، أو احترامهم أو ألزموا بأكل لحم الخنزير، أو شرب الخمور أو نحو ذلك، فعليهم الهرب إلى بلاد أخرى يأمنون فيها على أديانهم وأبدانهم، ولهم الهرب من دولتهم التي تحكم بالقوانين الوضعية، وتمنع الحكم بشرع الله وتضايقهم عندما يريدون إقامة شعائر دينهم، فتحارب من يصلي من الشباب، أو يعفي لحيته، أو يرفع لباسه إلى مستدق الساق، وتسميهم إرهابيين، وترميهم بأنهم يحاولون الانقلاب ونبذ الطاعة، وتمنع النساء من غطاء الوجه أو الرأس، وتلزم الطلاب بالعلوم القانونية، وتمنع دراسة العلم الشرعي أن يقرر في المدارس أو الجامعات عندهم، ويختلط في مدارسهم وجامعاتهم الشباب بالشابات، وتقدم النساء على الرجال، وتمنع نكاح أكثر من واحدة، وتؤذي من يخالف تعاليمهم، وتودعهم السجون، أو تحكم عليهم بالإعدام، فمثل هذه الدول لا يقال إنها مسلمة، ولو كان في المواطنين من يعمل بالشرع خفية، ويتعلم العلم الديني فإن العبرة برؤساء الدولة وقادتهم، ومن يعمل حولهم، فالمواطن الذي يخاف على نفسه ودينه في تلك الدول لا يقدر على الهجرة إلى البلاد الإسلامية التي تحكم بالشرع، لحاجته إلى إقامة نظامية وإلى كفيل، وإلى عمل، ومن لم يكن كذلك فإنه متى عثر عليه يعاقب ويسجن، ثم يبعث به إلى بلاده التي هرب منها، ومن ثم يعاقب بالسجن المؤبد أو يقتل، وذلك عذر له في سكناه عند الكفار الذين لا يؤذونه في دينه وبدنه، بل يأمن على نفسه وأهله، ويعبد ربه حتى يجعل الله له فرجًا ومخرجًا، والله أعلم.

قاله وأملاه

عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير