3 – أبو حيان الأندلسي المفسر اللغوي، عاش في القرن الثامن، قال في تفسيره (البحر المحيط): وكذا عادة بلاد الأندلس، لا يظهر من المرأة إلا عينها الواحدة).
4 – ابن حجر العسقلاني، وقد عاش في القرن التاسع، قال في الفتح: استمرار العمل على جواز خروج النساء إلى المساجد، والأسواق، والأسفار منتقبات؛ لئلا يراهن الرجال).
5 – ابن رسلان، الذي حكى: اتفاق المسلمين على منع النساء أن يخرجن سافرات الوجوه، لا سيما عند كثرة الفساق).
و هكذا كان الحال في بدايات القرن الأخير، فقد ظهر التصوير قبل مائة وخمسين عاما، تقريبا، وصور المصورون أحوال كثير من البلاد الإسلامية، منذ مائة عام، وزيادة، وفيها ما يحكي واقع حال النساء في بلاد الإسلام: تركستان، والهند، وأفغانستان، وإيران، والعراق، وتركيا، والشام، والحجاز، واليمن، ومصر، والمغرب العربي. حيث الجميع محجبات الوجوه والأبدان حجابا كاملا سابغا، حتى في المناطق الإسلامية النائية، كجزيرة زنجبار في جنوبي إفريقيا، في المحيط الهندي، ... وعندنا شاهد في هذا العصر المرأة الأفغانية. فحجابها السابغ الذي يغطي جميع بدنها، حتى وجهها، قريب إلى حد كبير مما كان عليه النساء في سائر البلدان. فهذا الحال أشهر من يستدل له، فالصور أدلة يقينية، فقد ظلت المرأة متمسكة بهذا الحجاب الكامل إلى عهد قريب، ولم يظهر السفور إلا بعد موجات الاستعمار والتغريب، حيث كان من أولويات المستعمر:
- نزع حجاب المرأة.
- تعطيل العمل بالشريعة الإسلامية.
وقد اتخذ لتحقيق هذين الهدفين طريقين: القوة، والشبهة. والأخطر طريق الشبهة.
لقد ظهر من يدعو وينادي بالسفور، من على المنابر، والصحف، والكتب، باعتبار أن كشف الوجه مسألة خلافية، حيث نظروا في تراث الإسلام، فتتبعوا مسائل الخلاف، وأفادوا منها في تأييد وإسناد دعواهم. فكانوا شبها بالمستشرقين، والفرق أن المستشرقين بحثوا، وفتشوا للطعن في الإسلام نفسه، وهؤلاء بحثوا وفتشوا للتشكيك في أحكام مستقرة، جرى عليها العمل، من ذلك حجاب المرأة، وبخاصة كشف الوجه.
فوجدوا لطائفة من العلماء أقوالا تجيزه، ولا تحرمه، لطن بشرط أمن الفتنة.
فأخذوا أقوالهم، وتركوا شروطهم!! كما أخذوا قولهم بالجواز، وتركوا قولهم بالاستحباب.
ونسبوا قولهم الجديد، المحدث، في جواز كشف الوجه مطلقا، من غير قيد بشرط، ولا قيد بأفضلية إلى هؤلاء العلماء!! فلم يحفظوا أمانة الأداء، ولم يحرروا نسبة الأقوال، ثم زعموا أنه قول جماهير العلماء!!.
ثم إنهم ربطوا بين السفور والتقدم، وزعموا أن سبب انحطاط الأمة، إنما كان باحتجاب المرأة، وبعدها عن ميدان الرجال. وسمع لهم من سمع، وانساق كثير ن المسلمين لهذه الأفكار، لانتفاء الحصانة، وضعف القناعة، فتمثلوها، وطبقوها، فحدث في تاريخ الإسلام حدث غير سابق، غريب كل الغربة عن أخلاق المسلمين، حيث خرجت المرأة المسلمة سافرة، تتشبه في لباسها بالكافرة.
صارت المرأة في الصورة التي أرادها المتحررون، ومرت عقود، وشارف قرن على الأفول، كن تلك البلدان المتحررة ما زالت من دول العالم الثالث، فأين التقدم الذي يجئ مع كشف الوجه.
والدعوات نفسها تعاد في مأرز الإسلام، ومأوى الإيمان من دون اعتبار.
إن أخطر ما في الأمر هو تبني مذهب الكشف طائفة من المنتسبين للتيار الإسلامي ممن كانوا يعارضون هذا المذهب!!.
عبدالعزيز بن محمد السريهيد
من كتاب الدلالة المحكمة لآيات الحجاب على غطاء وجه المرأة.
لفضيلة الدكتور: لطف الله خوجه.
الاستاذ المساعد بقسم العقيدة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[25 - 10 - 09, 10:32 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[25 - 10 - 09, 10:47 م]ـ
أثابك الله
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[25 - 10 - 09, 11:20 م]ـ
المقال في الجملة: جيد المبنى، مشيد المعنى. إلا أنه عديم الإنصاف. مع كثير تخبط وغلوٍ وإسراف!
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[26 - 10 - 09, 02:26 ص]ـ
مع أنني أرى أن كشف الوجه جائز .. وأن ستره واجب عند ظروف معينة ..
لكنني أتعجب من المثقفين الذين يشنون حروباً شرسة ضد المحجبات والمنقبات ولا يحركون ساكناً إزاء الكباريهات العلنية والعري الفاضح الذي تبثه الفضائيات ..
لا ضمائر ولا غيرة على الآداب ولا وازع ديني يحرضهم ضد تلك الظاهرة الخطيرة ..
لكنهم يصبحون أحباراً وحاخامات في حربهم المسعورة ضد الحجاب والنقاب ..
!!!!!!!!
ـ[أبو زياد يوسف عبدالله الدخيل]ــــــــ[26 - 10 - 09, 10:32 ص]ـ
المقال في الجملة: جيد المبنى، مشيد المعنى. إلا أنه عديم الإنصاف. مع كثير تخبط وغلوٍ وإسراف!
هلاّ أفدتنا أبا أحمد ما هو عدم الانصاف في الكلام الذي ذكره السريهيد وما هو التخبط والغلو والاسراف فيه!!!!!!!!!!!!
فأفدنا نكن لك من الشاكرين؟!!!!
¥