تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما بعد فقد رد أستاذ المذهب الطُّرطوشي الفِهري عصري ابن رشد الجد على جامدي الأندلس ومتعصبتهم حتى تسبب ذلك في هجرته إلى الشام، ورد مجدد المذهب الشاطبي اللخمي على من أفسدوا المذهب من المتأخرين كابن بشير وابن شاس، ورد المقّري الأب بأسلوبه الرصين على متعصبة القرويين، وتقي الدين الهلالي في طليعة الناهضين بالمذهب عن الدهماء والفروعيين، ولن يزال الربانيون يذبون ولا يُخذلون، وهذه نماذج مما جرى به العمل حتى يتنزّه كل مالكي أصيل عن هذا العمل: قراءة البردة في تشييع الجنائز، قراءة القرآن على القبور، ملازمة الدعاء بعد الصلاة جماعة، الاعتداد بالأشهر بدل القروء للمطلقات، جعل طلاق العوام كله بائنا لا رجعية فيه، ترك اللعان رأسا، عدم جواز الوقف على البنات ... ومما جرى به العمل: اعتقاد السنوسية، إقامة المهرجانات على قبور الأولياء، لزوم الطريقة "الكَرفوصية" ... وهلمّ جرا! إنه العمل!!

وأنصح كل منصف أن يَرِد على منظومة العمل الفاسي ثم يُصدر برأي نزيه يتقي به نار جهنم. والسلام

بالله أسألك يا أخي ابراهيم، أخلط مقصود هو هذا الذي كتبت؟ أم فقط أحسنت وضع السهم في كبد القوس وأخطأت الهدف؟ من قال أن ما ذكرته من العمل الفقهي المعتبر عند أعلام المذهب، فالحديث في واد والتمثيل في واد، وما هذا منك بإنصاف يرحمك الله، نحن نتكلم عن العمل الذي هو صورة من صور الاستحسان المآلي لا العمل بمفهومه العام، والمقصود كذلك عمل القضاة في الأحكام والنوازل التي ترد عليهم، ولا يسبقن إليك غفر الله لنا ولك أن تفهم من حديث الشاطبي في الاعتصام أنه يقصد العمل الذي نحن بصدد مناقشته، ويظهر أن لك قدرا من الفهم تدرك به المقصود، فلا تعمم جزاك الله خيرا.

وكنت سألتني إن كان العمل دليلا؟ أخي الكريم: القول بأن العمل دليل لا يقول به عاقل، وليس كل عمل مستمر، فلكل عمل مصلحته التي من أجلها عُمل به، ولاحظ أننا نتحدث عن جريان العمل بقول من أقوال المذهب في بلد معين، فلا تصح تعديته إلى غيره، وليس المالكية بدعا في ذلك فقد قال ابن الصلاح رحمه الله ـ ولا يخفاك أنه شافعي ـ: " إن القول القديم إذا قيل فيه أنه جرى به العمل فإن هذا يدل على أن القول القديم هو المفتى به".

فليس إذن الأخذ بما جرى به العمل إلا استثناء من القواعد العامة التي تبقى هي الأصل، فلو زال الموجب للعمل لم يصح اعتباره، ودعني هنا أحاول أن أتذكر كلمات للشاطبي مجملها أنه إذا كان لعلماء المذهب في نازلة ما قولان عمل الناس وفاقا لأحدهما رغم كونه مرجوحا فلا ينهون عنه لما في ذلك من التشويش والخصام، ,اذكر جيدا أنه قال: " وربما يخالفني في ذلك غيري وذلك لا يصدني عن القول به ولي فيه إسوة" هكذا حفظتها هذه الجملة، ولا أذكر في أي كتب الشاطبي هي.

فلا موجب هنا أن تجلب بأمثلة بعيدة عن المقصود، فأي أعلام المذهب المعتبرين قال بقراءة البردة أو فرض السنوسية، نعم هناك بدع في العبادات لم يسلم منها مذهب عملت به العامة، فحديثنا يا ابن الكرام عن العمل لدى العلماء لا العامة، وما كل من خطب كان عالما ولا من ألف رسالة صار نحريرا، فلسنا هنا مع من يداهن ما اعتاده العامة، وأنا معك أن كثيرا من العمل هو من عمل الشيطان وعمل غير صالح، لكن إطلاق رد العمل لا يستقيم، وكل ما ذكرت من أمثلة لا ينطبق على واحد منها الشروط التي تقيد الأخذ بما جرى به العمل.

وأنت ايها الفاضل عمدت إلى نموذج خلط سيئا وصالحا فنفخت فيه وجعلت القول بأنه طامة وقاية من جهنم، وما زدت على أن كنت مقلدا للشيخ الهلالي رحمه الله والشيخ أحمد بن الصديق الغماري في موقفهما من منظموة عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي، وأما استدلالك بالإمام الطرطوشي فهذا ليس بعجب منه في ذلك الزمن الذي كثرت فيه البدع فكان رده العمل من باب سد الذريعة ليس إلا. فارجع إلى شروط العمل في البوطليحية وانظر هل يستقيم ما فيها مع أمثلتك تلك.

غفر الله لنا ولك.

ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[03 - 11 - 09, 02:35 ص]ـ

جزيت خيرا أخي يوسف، سأجيبك بما تقر به عينك إن شاء الله، لكن ما أوضحتَ، ما حقيقة هذا العمل؟ دليل أم قاعدة أم ضابط .... ؟ وما هو دليله؟

ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[03 - 11 - 09, 03:55 م]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير