[هل يصح تصويب النبي لمن لم يأخذ بالظاهر؟]
ـ[أبو عدي القحطاني]ــــــــ[05 - 11 - 09, 09:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وبعد:
فقد قال معالي الشيخ العلامة محمد بن محمد بن محمد المختار الشنقيطي في أول درس له في شرح عمدة الفقه بالمسجد النبوي:
[المذاهب الأربعة:
الخلاف بينها منحصر في مسائل معينة، وهناك عند العلماء في الفقه مسائل تسمى: مسائل الأصول، ومسائل تسمى: مسائل الفروع.
ففي كل كتاب وكل باب من أبواب الفقه مسائل تسمى: مسائل الرؤوس أو مسائل الأمهات.
فمثلاً: في الوضوء، تجد المسائل التي هي الرأسية في الوضوء شبه متفق عليها، فكلهم يتفق أن الوضوء واجب، وكلهم يتفق على فرضية الأعضاء الأربعة التي أُمر بغسل ما أُمر بغسله ومسح ما أُمر بمسحه منها من أعضاء الوضوء، القواعد الأساسية في الوضوء هذه شبه متفق عليها، في الصلاة شبه متفق عليها، في الزكاة شبه متفق عليها، إنما يقع الخلاف في مسائل مفرعة على هذه الأصول أو مستتبعة لهذه الأصول، وقد يقع الخلاف في بعض الأصول في بعض الأبواب، لكن الأكثر لو جمعت المذاهب الأربعة بالاستقراء والتتبع لمن درس الفقه وحصله، وبالمناسبة لا يحكم على الفقه إلا من قرأه، وقل أن تجد أحداً قرأ الفقه إلا وهو يعرف قدره، ويعرف قدر العلماء، ويعرف الحق الموجود فيه، ويعرف نعمة الله على هذه الأمة بهذا الفقه.
ولذلك المذاهب الأربعة لاحرج ولاعتبى أن تقرأ مذهباً معيناً لكن بالدليل، ولاتتعصب لهذا المذهب لأن أئمة السلف ودواوين العلم كلهم تتلمذوا على مذهب معين، لكن لم يتعصبوا ولم يردوا نص الكتاب والسُّنة لأهواء الرجال وآراء الرجال أبداً، إنما تقرأ فلن تجد عالماً مبرَّزاً إلا وقد قرأ فقه المذهب ثم لم يتعصب، وتوسع من خلال هذا الفقه إلى غيره.
والسبب في هذا أن هؤلاء الأربعة والإمام الظاهري داود الظاهري، وهو المذهب الخامس كلاهما مسلكان أقرهما رسول الله- r- أقر من أخذ بظاهر النص وأقر من أخذ بمعنى النص في قصة بني قريضة المشهورة، فإن النبي - r- لما قال للصحابة: ((لاتصلوا إلا في بني قريضة)) اختلف الصحابة في الطريق، فمنهم من صلى العصر في وقته وقال: إن رسول الله- r- أراد منا أن نستعجل، ومنهم من أخر العصر إلى بني قريضة لأنه أخذ بظاهر قوله: ((لاتصلوا العصر إلا في بني قريضة))، فالطائفة الأولى نظرت إلى المعنى، والطائفة الثانية نظرة إلى اللفظ، قال الراوي: فلم يعنف كلتا الطائفتين، يعني لم يعنف هؤلاء ولا هؤلاء.
ولكن قال للتي صلت في الوقت: ((أصابت السُّنة)).
فدل على أن الفهم والاستنباط هو الأساس، هو المهم والأهم، ولايمنع هذا أن نقول إن الأصل أن يأخذ الإنسان بظاهر النص حتى يدل الدليل على خلافه.]
http://www.shankeety.net/Alfajr01Beta/index.php?module=Publisher§ion=Topics&action=ViewTopic&topicId=315
شكر الله للشيخ، ورضي عنه وأرضاه، وبارك له وبه، ونفع به الإسلام والمسلمين.
قوله: (ولكن قال للتي صلت في الوقت: " أصابت السنة ")، بحثت عنها في كتب الحديث فلم أجدها، فهل من كريم يرشدني لموطنها، فأكن أكثر من ممتن وشاكر له Question
ـ[أبو عدي القحطاني]ــــــــ[03 - 07 - 10, 09:39 ص]ـ
........