تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

منغص فما فاز باللذات من ليس يقدم فصم يومك الأدنى لعلك في غد تفوز بعيد الفطر والناس صوم فيا بائعا هذا ببخس معجل كأنك لا تدري بلى سوف تعلم فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم قوله صلى الله عليه وسلم بعد هذا: وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة. فهذا يشتمل على أعلى نعيم المؤمن في الدنيا والآخرة وأطيب عيش لهم في الدارين، فأما لذة النظر إلى وجه الله عز وجل فإنه أعلى نعيم أهل الجنة وأعظم لذة لهم كما في صحيح مسلم عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا دخل أهل الجنة الجنة نادى المنادي: يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزه، فيقولون: ما هو ألم يبيض وجوهنا ألم يثقل موازيننا ألم يدخلنا الجنة ألم يجرنا من النار، قال: فيكشف الحجاب فينظرون إليه فو الله ما أعطاهم شيئا هو أحب إليهم من النظر إليه وهو الزيادة ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: للذين أحسنوا الحسنى وزيادة. وفي رواية لابن ماجه وغيره في هذا الحديث: فوالله ما أعطاهم شيئا هو أحب إليهم ولا أقر لأعينهم من النظر إليه. وخرج عثمان الدارمي من حديث ابن عمر مرفوعا: إن أهل الجنة إذا بلغ بهم النعيم كل مبلغ فظنوا أنه لا نعيم أفضل منه تجلى الرب تبارك وتعالى عليهم فينظرون إلى وجه الرحمن فنسوا كل نعيم عاينوه حين نظروا إلى وجه الرحمن. وخرجه الدارقطني بنقصان منه وزيادة وفيه: فيقول يا أهل الجنة هللوني وكبروني وسبحوني كما كنتم تهللوني وتكبروني وتسبحوني في دار الدنيا، فيتجاوبون بتهليل الرحمن فيقول الله تبارك وتعالى لداود عليه السلام: يا داود مجدني، فيقوم داود فيمجد الله عز وجل. وفي سنن ابن ماجه عن جابر مرفوعا: بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور فإذا الرب جل جلاله قد أشرف عليهم فقال: السلام عليكم يا أهل الجنة وهو قوله تعالى: سلام قولا من رب رحيم. فلا يلتفتون إلى شيء مما هم فيه من النعيم ما داموا ينظرون إليه. وخرج البيهقي من حديث جابر مرفوعا: إن أهل الجنة يزورون ربهم تعالى على نجائب من ياقوت أحمر أزمتها من زمرد أخضر فيأمر الله بكثبان من مسك أذفر أبيض فتثير عليها ريحا يقال لها المثيرة حتى تنتهي بهم إلى جنة عدن وهي قصبة الجنة فتقول الملائكة: ربنا جاء القوم، فيقول: مرحبا بالصادقين مرحبا بالطائعين، قال: فيكشف لهم الحجاب فينظرون إليه ويتمتعون بنوره حتى لا يبصر بعضهم بعضا، ثم يقول: ارجعوا إلى القصور بالتحف فيرجعون وقد أبصر بعضهم بعضا، فذلك قوله تعالى: نزلا من غفور رحيم. وفي مسند البزار من حديث حذيفة مرفوعا في حديث يوم المزيد: أن الله يكشف تلك الحجب ويتجلى لهم فيغشاهم من نوره ما لولا أن الله تعالى قضى أن لا يحترقوا لاحترقوا مما غشيهم من نوره فيرجعون إلى منازلهم وقد خفوا على أزواجهم مما غشيهم من نوره فإذا صاروا إلى منازلهم تراد النور وأمكن وتراد وأمكن حتى يرجعوا إلى صورهم التي كانوا عليها. ويروى من حديث أنس مرفوعا: إن الله يقول لأهل الجنة إذا استزارهم وتجلى لهم: سلام عليكم يا عبادي انظروا إلي فقد رضيت عنكم، فيقولون: سبحانك سبحانك، فتتصدع له مدائن الجنة وقصورها ويتجاوب فصول شجرها وأنهارها وجميع ما فيها، سبحانك سبحانك، فاحتقروا الجنة وجميع ما فيها حين نظروا إلى وجه الله تعالى. ويروى من حديث علي مرفوعا: إن الله يتجلى لأهل الجنة عن وجهه فكأنهم لم يروا نعمة قبل ذلك وهو قوله: ولدينا مزيد. ويروى من حديث أبي جعفر مرسلا: إن أهل الجنة إذا زاروا ربهم تعالى وكشف لهم عن وجهه قالوا: ربنا أنت السلام ومنك السلام وبك حق الجلال والإكرام، فيقول تعالى: مرحبا بعبادي الذين حفظوا وصيتي وراعوا عهدي وخافوني بالغيب وكانوا مني على كل حال مشفقين، فقالوا: وعزتك وعظمتك وجلالك ما قدرناك حق قدرك وما أدينا إليك كل حقك فأذن لنا بالسجود لك، فيقول لهم عز وجل: إني قد وضعت عنكم مؤنة العبادة وأرحت لكم أبدانكم فطالما أنصبتم لي الأبدان وأعنيتم الوجوه فالآن أفضيتم إلي روحي ورحمتي وكرامتي فسلوني ما شئتم وتمنوا علي أعطكم أمانيكم فإني لم أجزكم اليوم بقدر أعمالكم ولكن بقدر رحمتي وكرامتي، فما يزالون في الأماني والعطايا والمواهب حتى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير