تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين. وترك الإصرار هو التوبة، في صحيح مسلم عن الأغر المزني سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يا أيها الناس توبوا إلى ربكم فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة. وخرجه النسائي ولفظه: يا أيها الناس توبوا إلى ربكم واستغفروه فإني أتوب إلى الله وأستغفره كل يوم أكثر من سبعين مرة. وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة. وخرجه النسائي وابن ماجه ولفظهما: إني لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم مائة مرة. وفي المسند عن حذيفة قال: كان في لساني ذرب على أهلي ما أعدوه إلى غيره فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال: أين أنت من الاستغفار ياحذيفة إني لأستغفر الله كل يوم مائة مرة وأتوب إليه. وفيه عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني لأستغفر الله كل يوم مائة مرة وأتوب إليه. وفي السنن الأربعة عن ابن عمر قال: إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة يقول: رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم. وإنما قدم ذكر الشهادة بالتوحيد على طلب المغفرة لأن التوحيد أعظم الأسباب التي يستجلب بها المغفرة وعدمه مانع من المغفرة بالكلية وفي الحديث: ابن آدم إن جئتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لقيتك بقرابها مغفرة. وفي حديث سيد الاستغفار البداية بذكر التوحيد قبل طلب المغفرة وإذا اعترف العبد بذنبه وطلب المغفرة من ربه وأقر له أنه لا يغفر الذنوب غيره كان جديرا أن يغفر له ولهذا قال في الحديث: فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. وكذلك في دعاء سيد الاستغفار وكذلك في الدعاء الذي علمه الصديق أن يقوله في صلاته، وإلى هذا الإشارة بقوله في القرآن: ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله. وفي حديث أبي ذر المرفوع يقول الله عز وجل: من علم منكم أني ذو قدرة على المغفرة ثم استغفرني غفرت له ولا أبالي. وفي حديث علي عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن ربك ليعجب من عبده إذا قال رب اغفر لي ذنوبي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري. وفي الصحيح حديث الذي أذنب ذنبا فقال: رب عملت ذنبا فاغفر لي قال الله عز وجل: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي، ثم قال في الرابعة: فليعمل ما شاء. يعني ما دام على هذا الحال كلما أذنب استغفر. وفي السنن عن أبي بكر الصديق مرفوعا: ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة. التوبة والإستغفار يقبل في جميع آناء الليل والنهار وفي صحيح مسلم مرفوعا: إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها. ولكن بعض الأوقات أرجى قبولا فإذا وقعت التوبة والإستغفار في مظان الإجابة كان أقرب إلى حصول المطلوب ولهذا مدح الله تعالى المستغفرين بالأسحار قال: وبالأسحار هم يستغفرون. وفي الصحيح حديث النزول وأن الله يقول كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر: هل من مستغفر فاغفر له هل من تائب فأتوب عليه. قال الفضيل بن عياض: ما من ليلة اختلط ظلامها وأرخى الليل سربال سترها إلا نادى الجليل جل جلاله: من أعظم مني جودا والخلائق لي عاصون وأنا لهم مراقب أكلؤهم في مضاجعهم كأنهم لم يعصوني وأتولى حفظهم كأنهم لم يذنبوا فيما بيني وبينهم أجود بالفضل على العاصي وأتفضل على المسيء من ذا الذي دعاني فلم ألبه أم من ذا الذي سألني فلم أعطه من ذا الذي أناخ ببابي فنحيته أنا الفضل ومني الفضل أنا الجواد ومني الجود أنا الكريم ومني الكرم ومن كرمي أن أغفر للعاصي بعد المعاصي ومن كرمي أن أعطي العبد ما سألني وأعطيه ما لم يسألني ومن كرمي أن أعطي التائب كأنه لم يعصني فأين عني يهرب الخلائق وأين عن بابي ينتحي العاصون ما للعصاة مهرب من الله إلا إليه فيهربون منه إليه. هربت منه إليه بكيت منه عليه وحقه هو سؤلي لا زلت بين يديه حتى أنال وأحظى بما أرجي لديه أسأت ولم أحسن وجئتك تائبا وأني لعبد عن مواليه يهرب يؤمل غفرانا فإن خاب ظنه فما أحد منه على الأرض أخيب وهذا معنى لا ملجأ منك إلا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير