تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[* الإتمام بالإمام إذا أسدل يديه ولم يجلس جلسة الاستراحة*]

ـ[محمد مرباح الأثري]ــــــــ[12 - 11 - 09, 01:23 م]ـ

* الإتمام بالإمام إذا أسدل يديه ولم يجلس جلسة الاستراحة* * (تفريغ فتوى للشيخ العلامة المحدّث محمد ناصر الدين الألباني من شريط بعنوان: فتاوى جدّة / رقم الشّريط: 26/ الوجه: أ) * بداية طرح السؤال: 1:06:36 نهاية طرح الجواب: 1:13:42 ... السّؤال: يقول النبّي صلى الله عليه وسلم: (إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا ... ). هل هو نفس الحكم إذا أسدل يديه و لم يجلس جلسة الاستراحة؟؟؟ ... الجواب: الأمر كذلك، ولكن لابد من شيء من التفصيل، المقصود من هذا الحديث واضحٌ جداّ، وقد جاء بيان القصد في بعض رواياته، ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام: (إنما جعل الإمام ليؤتمّ به فلا تختلفوا عليه). مقصود هذا الحديث أن تظهر وحدة المسلمين في هذا الركن العظيم ألا وهي الصلاة، فلا يخالفون الإمام إذا كان الإمام له رأي فيتابعونه عليه حينما يصلّون خلفه، وحين ذاك ’يأتي التفصيل التالي: من كان يسدل يديه اعتقادا منه أن هذا هو السُّنة، فيتابع على ذلك، وأما من كان لايضع وكان يسدل إهمالا وكسلا فلا يتابع، وعلى ذلك تقاس كل الهيئات التي قد يخالف بعض الأئمة شيئا منها كجلسة الاستراحة مثلا أو كرفع اليدين، أو وضع اليدين على الصدر. كل هذه الهيئات إن كان الإمام يخالف فيها اعتقادا منه أن هذا هو السنة فيتابع في ذلك، أما إذا كان مهملا فلا يتابع، نحن نرى مثلا كثيرا من أئمة المساجد في بعض البلاد العربية نعرف عنه أنه شافعي المذهب، و الشافعية كلهم تبعا لإمامهم أصابوا السنة حينما ذهبوا إلى شرعية رفع اليدين عند الركوع و الرفع منه، ولكنهم لا يرفعون، كما أن من السنة عندهم الجلوس جلسة الاستراحة، لا يستريحون، لماذا؟؟؟ لأنهم لا يهتمون بأداء السنن، من كان بهذه المثابة في تركه للسنن ليس اتباعا لما يعتقد أنه الصواب، إنما هملا و كسلا فهنا لا يتابع، لان الأصل في ذلك احترام رأيه أو احترام رأي إمامه الذي اتبعه و اقتنع بأنه على صواب فيما يفعله، فمن كان يفعل شيئا من الأمور يخالف رأي المقتدي فلا بد للمقتدي من متابعته إلا إذا كان الإمام يهمل فعل ذلك وليس عن اتباع منه لإمامه، وهذا بحث يطول في الواقع، ولكني أريد أن ألفت نظر بعض الناس الذين يستغربون متابعة الإمام وهم يعلمون أنه قد أخطأ، فمن منا لا يتابع الإمام إذا نسي التشهد الأوسط وقام إلى الركعة الثالثة؟ كل من كان خلفه يعتقد بأنه أخطأ حينما قام إلى الركعة الثالثة و ترك التشهد، فتركه للتشهد إن كان عن قصد فهو إثم وهذا لايتصور صدوره من إمام ولا وقع في ماضي الزمان ولا في حاله، أما إن كان عن خطأ و عن سهو فلا بد من اتباعه كما جاء النص في ذلك صريحا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا فظهور هيئة الصلاة وراء هذا الإمام في مظهر واحد هذه في الحقيقة مما يجعل المسلمين يتقارب بعضهم إلى بعض، وتذهب عنهم العصبية المذهبية التي كانت يوما ما سببا لتعداد الأئمة في المسجد الواحد، وتخلّف المسلم عن اقتدائه بالإمام المسلم لا لشيء سوى أنه مخالف له في المذهب. أقول أخيرا ما أحسن ما روى الإمام أبو داوود في سننه عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه لما صلى في عهد عثمان وراء عثمان في مِنى، صلى عثمان أربعا، وكلهم يعلمو ن أن النبي صلى الله عليه وآله و سلم في حجة الوداع إنما صلى قصرا ركعتين، لكن عثمان لأمر ما و لسنا في صدد بيان ذلك، صلى أربعا، أتمّ. وقد أنكب ذلك عليه بعض الصحابة و منهم عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه فعجب بعض أصحابه منه، حيث رأوه يصلي أربعا، فقيل له كيف ذلك وأنت تذكر بأن النبي صلى الله عليه و آله وسلم صلى ركعتين قصرا؟ فكان جوابه – وهذا بيت القصيد-: الخلاف شرّ. أي مخالفة الإمام في صفة صلاته شرّ فعلى المقتدي أن يتنازل عن رأيه الشخصي حينما يصلي وراء ذاك الإمام، فإذا صلى هو لوحده أو صلّى بالناس إماما جاء بالسنن التي يراها سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم. تفريغ الأشرطة لا يعني الاستغناء عنها.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير