تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو محمد الوهبي]ــــــــ[18 - 11 - 09, 10:52 م]ـ

جزاك الله خيراً وعفا عنك فقد استفدت منك كثيراً وكانت مستغلقة علي قبل ذلك.

واعتذر بأن عرضي للاستشكال لم يكن واضحاً حيث أني راجعته قبل قليل فوجدت أني لم أعرضه بالشكل المناسب ولكن يبدو أنك أطلت النظر حتى فهمت استشكالي فجزاك الله خيراً.

ـ[أبو مصطفى الأثري]ــــــــ[19 - 11 - 09, 05:10 ص]ـ

أخي الكريم تعال نفصل كلام ابن قدامة.

ببساطة هناك مسألتان:

الأولى مسألة الفساد وعدمه, وتشبيه القبلة بالمضمضة جيئ به لنفي الفساد في كل منهما, إذن القبلة لمن تتحرك شهوته ولغيره والمباشرة ببعض الجسد أو بكله لمن تتحرك شهوته ولغيره والمضمضة بالغ فيها أم لم يبالغ كل ذلك لا يفسد الصوم فيمكن تشبيه ما هو غير معلوم للسائل بما هو معلوم معروف, وهذا ما أريد من التشبيه في النقل الأول.

ويمكن أن نقول كل هذه الأمور مستوية في أنها لا تفسد الصوم فالفساد لا يتجزأ حتى نقول هذا يفسد أكثر من هذا وكذا عدمه.

الثانية مسألة كراهة ما يعرض الصوم للفساد وقد ذكر ابن قدامة رحمه الله تعالى فيها شيئا واحدا فيما نقلت أنت وهو القبلة بشرط تحريك الشهوة , وذكر في من لا تتحرك شهوته روايتان في الكراهة: يعني إحداهما تكره والأخرى لا تكره.

والذي أفهمه من قول الفقهاء: (إذا لم تتحرك شهوته) أي بحيث لا يملك إربه كما جاء في صحيح مسلم عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُنِي وهو صَائِمٌ وَأَيُّكُمْ يَمْلِكُ إِرْبَهُ كما كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْلِكُ إِرْبَهُ

أما انتفاء الشهوة مطلقا في التقبيل والمباشرة فيما دون الفرج فلا يمكن أن أفهمه إلا إذا فهمت عدم الشهوة في المباشرة في الفرج؟!!!

المعنى اللغوي للمباشرة:لمس البشرة للبشرة بشهوة ودونها بقصد ودونه, وهذا ليس مرادا ههنا, والمعنى الاصطلاحي يشمل القبلة وغيرها ,انظر كلام الفقهاء حين يفرقون بين المباشرة التي هي الجماع وبين المباشرة التي هي دونه يقيدون الثانية فيما دون الفرج تأمل هذا الفرق يظهر لك المراد بالمباشرة الاصطلاحية.

ولا شك أن القبلة هي نوع مباشرة فبين قوله مباشرة وقبلة عموم وخصوص مطلق فكل قبلة مباشرة وليس العكس

وهل من فرق في الحكم بين المباشرة والقبلة؟

يمكن القول بالفرق لأن الكراهة توصف بالأشد والأخف فهي تتجزأ فكلما كان الفعل ممن لا يملك إربه أكثر تعريضا للصوم للفساد كان أشد كراهة هذا كله ما لم يخش الإنزال.

أما إن خافه فتلك مسألة ثالثة حكمها الحرمةو لم يأت الحديث عنها فيما نقلتَ من كلام الموفق رحمه الله تعالى

قال البهوتي رحمه الله تعالى في شرح منتهى الإرادات ج1/ص487: (وكره له قبلة ودواعي وطء كمعانقة ولمس وتكرار لمن تحرك شهوته لأنه صلى الله عليه وسلم نهى عن القبلة شابا ورخص لشيخ حديث حسن رواه أبو داود من حديث أبي هريرة ورواه سعيد عن أبي هريرة وأبي الدرداء وكذا عن ابن عباس بإسناد صحيح فإن لم تتحرك شهوته لم تكره لما تقدم ولأنه صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم لما كان مالكا لأربه وغير ذي الشهوة في معناه).

والذي أوقعك في الإشكال ودعوى التعارض أنك بارك الله فيك جئت بقضية القبلة من المسألة الأولى والتي الحكم فيها وفي المباشرة دون الفرج واحد لأن الحكم بالفساد وعدمه لا يتجزأ وبقضية المباشرة من المسألة الثانية والتي الحكم فيها في التقبيل والمباشرة يقبل التجزأ والوصف الشدة في الكراهة وأردت أن تقارن بينهما وتفرق فحصل اللبس, أسأل الله تعالى لي ولك التوفيق والرشاد

ـ[أبو محمد الوهبي]ــــــــ[19 - 11 - 09, 06:16 ص]ـ

جزاك الله خيراً على هذا التفصيل الجميل.

ومنشأ الإشكال عندي في الحقيقة هو أني ظننت أن المراد بالمباشرة في قول ابن قدامة: "وتحرم المباشرة" هو ما دون الجماع لا الجماع , وهذا لم أستقل بفهمه هكذا بل سمعت عالماً جليلاً من أكبر فقهاء هذا الزمن إن لم يكن أفقههم يشرح كتاب الكافي فلما جاء عند هذا الموضع انتقده وقال بل المباشرة مباحة والآية لا يصح الاستدلال بها لأن المراد بالمباشرة في الآية الجماع وذكر قاعدة وهي أن كل ما ورد في القرآن بلفظ المباشرة فالمراد به الجماع لا ما دون ذلك من التقاء البشرتين سواء أكان بشهوة أو بغير شهوة , فحصل عندي إشكال وهو كيف يحرم ابن قدامة المباشرة ثم يذكر أن القبلة مكروهة أو مباحة على ما فيه من تفصيل وهما كالشيء الواحد.

ثم لما قرأت كلام الأخ هشام عدت إلى كلام ابن قدامة وتأملته فإذا هو يفرق بين المباشرة التي يدخل فيها الجماع وبين المباشرة التي هي فيما دون ذلك إذ أنه قال: "وتحرم عليه المباشرة للآية" ثم قال: "فإن باشر فيما دون الفرج"فدل على أن الذي قاله في أول الفصل يدخل فيه المباشرة في الفرج وأن المباشرة شيء والمباشرة دون الفرج شيء آخر وهذا أشار إليه الأخ هشام أيضاً.

وقد استفد مما عرضته فجزاك الله خيراً ونفع بك وجمعنا وإياك في جنات النعيم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير