2) الأصل أن إبليس قرين آدم وحواء قال تعالى فى سورة الأعراف ((فوَسْوَس لهُمَا الشّيطانُ ليُبدىَ لهُما ماوُرى عنهُما مِنْ سوْءاتهِمَا وقال .. )) فلا يمنع أن قرناء بنى آدم فرع عن الأصل قال تعالى فى سورة الأعراف ((يابنى آدَمَ لايَفْتننّكم الشّيطانُ كَمَا أخْرجَ أبَويكُم من الجنّة .. )) و قال تعالى فى سورة سبأ ((وَقدْ صدّقَ عَليهِم إبليسُ ظنّه فاتبعوهُ إلا فَريقاً مِن المُؤمنين .. )).
وقال تعالى فى سورة الحجر ((قَالَ فاخْرُجْ مِنها فإنّكَ رَجيم)) وقال تعالى فى سورة النحل ((فإذا قَرَأت القُرآنَ فاسْتعذْ بالله مِن الشّيطانِ الرَجِيم .. )).
3) إن قال قائل كيف يوسوس إبليس لهذا العدد من البشر فى وقت واحد
فنقول: ليس ذلك على الله تعالى بعزيز أن يعطيه القدرة على ذلك كما أعطى ملك الموت القدرة على قبض أرواح الكثير من البشر فى وقت واحد وكما أعطى تعالى منكر ونكير القدرة على سؤال أهل القبر فى وقت واحد والله أعلم.
أين القرين؟
لكى نعرف أين القرين أهو داخل الإنسان أم خارجه يجب أن نعرف كيفية الوسوسة التى يحدثها القرين فى النفس البشرية ..
قال تعالى فى محكم التزيل: ((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ)) من سورةالحجر , وقال تعالى ((خَلَقَ الإنسان مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ)) من سورة الرحمن.
وهذا يعني أن عنصرى التراب والحرارة دخلتا في تكوين الإنسان، والحرارة صفة نارية وهى أصل خاق الجن، والجن فاقد للصورة الترابية، فلذلك هو أقل درجة في المرتبة الخَلقية، وكذلك فهو فاقد للصورة المائية، لأن الإنسان خُلق من ماءٍ مَهين، ولذلك تختلف القوانين بين الجنسين، ولكي يتحقق التعامل بين الجنسين فلا بد لأحدهما أن يخترق قانون الآخر في التعامل ولإتمام هذا التعامل لابد من وجود وسيط بين العالمين وهو مايطلق عليه الجسد الأثيرى الذى هو الجسد المادى تماماً ولكن بطبيعة جنية فيجرى الشيطان فى هذا الجسد الأثيرى مجرى الدم فى العروق لأمكانية ذلك فهو من مادته الغير مرئية ويكون بذلك يجرى فى الجسد المادى لتطابق الجسدين جملة وتفصيلاً فيحدث فيه الوسوسة والله أعلم!!
قال ابن عقيل [فإن قال لك قائل كيف الوسوسة من إبليس وكيف وصوله إلى القلب قل هو كلام على ما قيل تميل إليه النفوس والطبع وقد قيل يدخل في جسد ابن آدم لأنه جسم لطيف ويوسوس وهو أنه يحدث النفس بالأفكار الردية قال تعالى ((يوسوس في صدور الناس)) فإن قالوا فهذا لا يصح لأن القسمين باطلان أما حديثه فلو كان موجوداً لسمع بالآذان وأما دخوله في الأجسام فالأجسام لا تتداخل ولأنه نار فكان يجب أن يحترق الإنسان قيل أما حديثه فيجوز أن يكون شيئا تميل إليه النفس كالساحر الذي يتوخى النفث إلى المسحور وإن لم يكن صوتا وأما قوله لو أنه دخل فيه لتداخلت الأجسام ولاحترق الإنسان فغلط لأن الجن ليسوا بنار محرقة وإنما هم خلقوا من نار في الأصل وأما قولك إن الأجسام لا تتداخل فالجسم اللطيف يجوز أن يدخل إلى مخارق الجسم الكثيف كالروح عندكم أو الهواء الداخل في سائر الأجسام والجن جسم لطيف] اهـ من أكام المرجان للشبلى.
وسنتطرق لهذا الموضوع بشىء من التوسع عندما شرح آية ((يراكم هو وقبيله من حيث لاترونهم)) بمنظور علمى إن شاء الله.
والذى يهمنا أن الجريان فى الدم بالوسوسة جريان حقيقى وليس جرياناً مجازياً كما ظن البعض ..
ـــ وأقوى ما فى الباب ماأخرجه البخارى عَنْ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَتْ كُنْتُ أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَثِيرَةً شَدِيدَةً فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَسْتَفْتِيهِ وَأُخْبِرُهُ فَوَجَدْتُهُ فِي بَيْتِ أُخْتِي زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَثِيرَةً شَدِيدَةً فَمَا تَأْمُرُنِي فِيهَا قَدْ مَنَعَتْنِي الصِّيَامَ وَالصَّلاةَ قَال: َ أَنْعَتُ لَكِ الْكُرْسُفَ فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الدَّمَ قَالَتْ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ: فَتَلَجَّمِي قَالَتْ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ قَال: فَاتَّخِذِي ثَوْبًا قَالَتْ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ إِنَّمَا أَثُجُّ ثَجًّا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: سَآمُرُكِ بِأَمْرَيْنِ أَيَّهُمَا صَنَعْتِ
¥