تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أَجْزَأَ عَنْكِ فَإِنْ قَوِيتِ عَلَيْهِمَا فَأَنْتِ أَعْلَمُ فَقَالَ إِنَّمَا هِيَ رَكْضَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ فَتَحَيَّضِي سِتَّةَ أَيَّامٍ أَوْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي عِلْمِ اللَّهِ ثُمَّ اغْتَسِلِي فَإِذَا رَأَيْتِ أَنَّكِ قَدْ طَهُرْتِ وَاسْتَنْقَأْتِ فَصَلِّي أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً أَوْ ثَلاثًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً وَأَيَّامَهَا وَصُومِي وَصَلِّي فَإِنَّ ذَلِكِ يُجْزِئُكِ وَكَذَلِكِ فَافْعَلِي كَمَا تَحِيضُ النِّسَاءُ وَكَمَا يَطْهُرْنَ لِمِيقَاتِ حَيْضِهِنَّ وَطُهْرِهِنَّ فَإِنْ قَوِيتِ عَلَى أَنْ تُؤَخِّرِي الظُّهْرَ وَتُعَجِّلِي الْعَصْرَ ثُمَّ تَغْتَسِلِينَ حِينَ تَطْهُرِينَ وَتُصَلِّينَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا ثُمَّ تُؤَخِّرِينَ الْمَغْرِبَ وَتُعَجِّلِينَ الْعِشَاءَ ثُمَّ تَغْتَسِلِينَ وَتَجْمَعِينَ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ فَافْعَلِي وَتَغْتَسِلِينَ مَعَ الصُّبْحِ وَتُصَلِّينَ وَكَذَلِكِ فَافْعَلِي وَصُومِي إِنْ قَوِيتِ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَهُوَ أَعْجَبُ الامْرَيْنِ إِلَيَّ.

وفي موطأ مالك عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سُفْيَانَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ تَسْتَفْتِيهِ فَقَالَتْ إِنِّي أَقْبَلْتُ أُرِيدُ أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِبَابِ الْمَسْجِدِ هَرَقْتُ الدِّمَاءَ فَرَجَعْتُ حَتَّى ذَهَبَ ذَلِكَ عَنِّي ثُمَّ أَقْبَلْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ هَرَقْتُ الدِّمَاءَ فَرَجَعْتُ حَتَّى ذَهَبَ ذَلِكَ عَنِّي ثُمَّ أَقْبَلْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ هَرَقْتُ الدِّمَاءَ فَقَالَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِنَّمَا ذَلِكِ رَكْضَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ فَاغْتَسِلِي ثُمَّ اسْتَثْفِرِي بِثَوْبٍ ثُمَّ طوفى.

يعني من أثر الشيطان لأن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، فركضة هي بمعنى أنها من أثر فعل الشيطان في العبد؛ لأن الركضة تكون في الغالب بالرجل كما في قوله تعالى ((ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ((والركضة: دفعة شديدة بالرجل، فركضة من الشيطان: يعني أن الاستحاضة ليست شيئاً طبيعياً خلقه الله – جل وعلا - في بنات آدم، وإنما هو من الشيطان والركض يكون لعرق العاذل الذى هو داخل الرحم.

وفى هذا الحديث دلالة قوية على أن ذلك من فعل القرين الذى يجرى مجرى الدم وليس كما يظن البعض أنه بسبب المس والسحر بإطلاق بدليل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخبرها أن تتعالج وتطرق باب الرقية حيث أن هذا الأمر مما لاسبيل إلى إيقافه إلا أن يتغمد الله المرأة برحمته ويصرف عنها الشيطان لاسيما أن اللاتى حدث معهن الاستحاضة فى زمنه قرابة من عشر صحابيات (فاطمة بنت أبي حبيش، حمنة بنت جحش، أم حبيبة بن جحش، زينب بنت جحش، أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، سودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أسماء بنت عميس، سهلة بنت سهيل، أسماء بنت مرث، بادية بنت غيلان) راجع غير مأمور المنتفى من فرائد الفوائد لابن عثيمين رحمه الله، فهل كل هؤلاء الصحابيات يعانين من مس أو سحر؟!!

قال ابن قتيبة - رحمه الله - في تأويل مختلف الحديث ص328 (قوله للمستحاضة إنها ركضة الشيطان، والركضة الدفعة إنَّه لا يخلو من أحد معنيين إمَّا أن يكون الشيطان يدفع ذلك العرق فيسيل منه دم الاستحاضة ليفسد على المرأة صلاتها بنقض طهورها، وليس بعجيب أن يقدر على إخراج ذلك الدم بدفعته من يجري من بن آدم مجرى الدم …) اهـ.

وقال ابن الأمير الصنعاني في سبل السلام (1/ 102) (معناه أن الشيطان قد وجد سبيلاً إلى التلبيس عليها في أمر دينها وطهرها وصلاتها،حتى أنساها عادتها وصارت في التقدير كأنها ركضه منه، ولا ينافي ما تقدم من أنه عرق يقال له العاذل لأنه يحمل على أن الشيطان ركضه حتى انفجر والأظهر أنها ركضة منه حقيقة إذ لا مانع من حملها عليه) اهـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير