تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[يا حجاج الداخل: هل تعلمون أن الإفراد أفضل من التمتع؟]

ـ[محمد الفراج]ــــــــ[24 - 11 - 09, 09:05 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[يا حجاج الداخل: هل تعلمون أن الإفراد أفضل من التمتع؟]

في شهر ذي القعدة من عام 1412هـ كتبت مقالاً في مجلة اليمامة موجهاً لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله, بعنوان: (الحج بالإفراد قد يقلل الطائفين نصف مليون). وعلمت فيما بعد أن سماحته قد اهتم بالموضوع وأحاله إلى لجنة لدراسته, وقد تكون هذه اللجنة أعدت الدراسة المطلوبة, لكني لم أر شيئاً عن نتيجة هذه الدراسة, ولذا فقد رأيت بعث الموضوع من جديد؛ لأن أموراً جديدة ظهرت تستدعي طرح هذا الموضوع وغيره من الموضوعات التي تصب في خدمة توجه الدولة الجاد إلى تخفيف الزحام وتيسير سبل الحج, وآخر الخطوات المتخذة في هذا الصدد والتي لجأت إليها الدولة - وفقها الله- مضطرة, وكانت تتحاشى اللجوء إليها, هي تقنين الحج للسعوديين وضرورة حصولهم على التصريح الذي يسمح لهم بالحج ويمنعهم من تكراره قبل مضي خمسة أعوام, ولا شك في أن إقدام الدولة على هذا القرار يعني أنها قد استنفدت آخر سهم في الجعبة وأن الأمر عندها قد وصل مرحلة الضرورة, وهذا ليس بمستغرب على هذه البلاد المباركة التي جعلت خدمة الحجاج والسعي على راحتهم شغلها الشاغل وهمها الأول, ويجدر بنا نحن المواطنين أن نقف مع الدولة وندعمها في هذا التوجه الخيّر والهدف النبيل, وذلك بالتعاون والسمع والطاعة وتقبّل هذه التنظيمات بصدر رحب؛ لأنها تصب في خدمة أجهزة الدولة وتيسير مهماتها وخدمة المسلمين وراحتهم وإيثارهم, كما يجدر بنا أن نسهم مع الدولة في اقتراح ما نراه من الحلول التي تيسر الحج وتخفف الزحام وتريح الحجاج حتى ولو كانت حلولاً جزئية. وأحسب أن هذا الموضوع الذي سبق أن طرحته ورأيت تجديد طرحه الآن على إلحاح من عدد من الزملاء وطلاب العلم الذين أظهروا اهتماماُ به منذ طرحته في المرة الأولى وما زالوا, وهو الدعوة إلى اختيار نسك الإفراد من قبل حجاج الداخل الذين يصل عددهم – عادة- إلى حدود المليون, بدل نسك التمتع الذي دأبوا على اختياره بناءً على الرأي المشهور في المذهب والذي يفتي به غالباً مشايخ المملكة وهو أن أفضل الأنساك الثلاثة هو التمتع. ولست أعني جميع حجاج الداخل, وإنما أخص منهم من أدوا مناسك العمرة في رمضان أو غيره من أشهر العام نفسه الذي ينوون الحج فيه, فإن الإفراد في حق هؤلاء أفضل من التمتع. وقبل أن يقول قائل: كيف تفتي في مثل هذه الأمور الشرعية الحساسة بناءً على رغبة أو استحسان؟ فإني أقول: إن مثلي لا يجرؤ على ذلك قبل أن يبحث المسألة ويستند فيها على رأي قاطع ممن يعتد به من العلماء, فقد رجعت إلى عدد كبير من كتب الفقه المعتبرة, وخرجت بنتيجة طيبة, وأود أن أطلع القراء على خلاصتها, ثم أدعمها ببعض النصوص, على النحو التالي:

أولاً: لا خلاف بين العلماء في أن الحاج مخير بين الأنساك الثلاثة, وهي التمتع والإفراد والقران, وإنما الخلاف بينهم في الأفضل منها.

ثانياً: مذهب الإمام مالك والإمام الشافعي تفضيل الإفراد مطلقاً, ومذهب الإمام أبي حنيفة تفضيل القران, ومذهب الإمام أحمد تفضيل التمتع بصفة عامة.

ثالثاُ: هناك صور وحالات معينة يتفق فيها الأئمة الأربعة وجمهور الصحابة على تفضيل (الإفراد) على بقية الأنساك, وهذه الصور والحالات هي محل الشاهد, وهي التي حملتني على طرح هذا الموضوع من أجل إبرازها وإظهارها وعرضها على سماحة المفتي وغيره من طلاب العلم للنظر فيها وتوجيه الناس إلى الرأي الصحيح, وخلاصتها: أن الشخص إن كان قد جاء بعمرة في عامه هذا ثم رجع إلى بلاده وأنشأ الحج بعد ذلك في العام نفسه فالإفراد أفضل في حقه من التمتع أو القران. وهذه بعض النصوص التي توضح هذا الأمر وتؤيده:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير