تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

: الابتلاء و الاختبار، و منهم قولهم فتنت الذهب في النار إذا امتحنته لتعرف جودته لتعرف جودته من رداءته، قال في لسان العرب: جماع معنى الفتنة الابتلاء و الامتحان و الاختبار، قال تعالى:: «إنما أموالكم و أولادكم فتنة». قال تعالى: «و لقد فتنا الذين من فبلهم» العنكبوت 3. أي اختبرنا و ابتلينا. • قال الجصاص: الفتنة ما يظهر به حال الشيء في الخير و الشر، تقول العرب: فتنت الذهب إذا عرضته على النار لتعرف سلامته أو غشه، و الاختبار كذلك، أيضا لأن الحالة تظهر فتصير المخيرة عن حالها. كلام الجصاص ج1 ص57. فلا تكفر: أي بتعلم السحر و استعماله، و في الآية إشارة إلى أن تعلم السحر كفر. • قال الزمخشري: فلا تكفر أي فلا تتعلم السحر معتقدا أنه حق فتكفر. بإذن الله: أي بإرادته و مشيئته و فيه دليل على أن في السحر ضررا مودعا إذا شاء الله تعالى حال بينه و بين المسحور، و إذا شاء خلاه حتى يصيبه ما قدره الله تعالى له، و هذا مذهب السلف بالأسباب و المسببات. لمن اشتراه: قال الألوسي: أي استبدل ما تتلوا الشياطين بكتاب الله و اللام للابتداء و تدخل على المبتدأ أو المضارع و دخولها على الماضي مع فذ كثير. قال تعالى: «لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير و نحن الأغنياء» آل عمران 181. خلاق: لغة: الخلاق بمعنى النصيب، قال تعالى: «أولئك لا خلاق لهم في الآخرة». • قال الزجاج: هو النصيب الوافر من الخير و أكثر ما يستعمل في الخير يكون على الشر قلة. شروا: أي باعوا أنفسهم به و يقال شرى بمعنى اشترى، و شرى بمعنى باع، و هي من الأضداد. مثوبة: الثواب و الجزاء أي لثواب و جزاء عظيم من الله تعالى على إيمانهم و تقواهم. الأحكام الشرعية: الحكم الأول: هل للسحر حقيقة و تأثير في الواقع؟ اختلف العلماء في أمر السحر هل هو حقيقة أم هو شعوذة و تخيل. • ذهب جمهور العلماء من أهل السنة و الجماعة إلى أن السحر له حقيقة و تأثير. • وذهب المعتزلة و بعض أهل السنة أن السحر ليس له حقيقة في الواقع و إنما هو خداع و أنه باب من أبواب الشعوذة و هو عندهم على ضروب: 1. التخيل و الخداع: و ذلك كما يفعله بعض المشعوذين حيث يريك أنه ذبح عصفور ثم يريك العصفور بعد ذبحه قد طار، وذلك لخفة حركته و المذبوح غير الذي طار لأنه يكون معه اثنان قد ذبح أحدهما و خبأ أحدهما و قد كان سحر سحرة فرعون من هذا النوع فقد كانت العصي مجوفة قد ملئت زئبقا و كذلك الحبال كان من أدم «جلد» محشوة زئبقا و قد خفروا تحت المواضع أسرابا و ملئوها نارا، فلما طرحت عليها الحبال و العصي و حمى الزئبق تحركت، لأنه من شدة الزئبق إذا أصابته الحرارة أن يتمدد، فتخيل الناس أن هذه الحبال و العصي حيات تتحرك و تسير. 2. الكهانة و العرافة بطريق التواطؤ: و ذلك كما يفعل العرافين و الكهنة حيث يوكلون أناسا للإطلاع على أسرار الناس، حيث إذا جاء أصحابها أخبروهم بها. و يزعمون أنها من حديث الجن و الشياطين لهم، و أنهم يتصلون بهم و يطيعونهم بواسطة الرقى و العزائم و أن الشياطين تخبرهم بالغيبيات فيصدقهم الناس و ما هي إلا مواهم لأشخاص قد أعدوهم لذلك. 3. و ضرب آخر من السحر عن طريق النميمة و الوشاية و الإفساد من وجوه خفية لطيفة و ذلك عام شائع في كثير من الناس و قد حكي أن امرأة أرادت إفساد ما بين الزوجين، فجاءت إلى الزوجة فقالت لها إن زوجك معرض عنك و يريد سواك و لكن لا بد أن تأخذي من شعر حلقه بالموسى ثلاثة شعرات إذا نام و تعطنيها حتى يتم سحره، فاغترت المرأة لقولها و صدقتها ثم ذهبت للرجل و قالت له ن امرأتك قد أحبت رجلا و قد عزمت على أن تذبحك بالموسى عند النوم لتتخلص منك و قد أشفقت عليك ولزمني نصحك فتيقظ هذه الليلة و تظاهر بالنوم فستعرف صد ق كلامي. فلما جاء الليل تناوم الرجل في فجاءت زوجته لتحلق بعض شعرات من حلقه ففتح الرجل عينيه وقد أهوت بالموسى إلى حلقه فقام إليها فقتلها فوصل الخبر إلى أهلها فجاؤوا فقتلوه وهكذا كان الفساد بسبب الوشاية والنميمة. 4.الاحتيال: وذلك بإطعام الإنسان بعض الأدوية المؤثرة في العقل أو إعطائه بعض الأطعمة التي لها تأثير على الفكر والذكاء كإطعامه دماغ الحمار الذي إذا أطعه إنسان تبلد عقله وقلت فطنته مع أدوية

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير