[الإلمام بمسائل وأحكام أهل مكة وحاضري المسجد الحرام]
ـ[زيد سلطان الشريف]ــــــــ[26 - 11 - 09, 11:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإلمام بمسائل وأحكام
أهل مكة وحاضري المسجد الحرام
إعداد
زيد سلطان الشريف
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهديه الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً .. أما بعد ..
فهذا بحث وجيز في أحكام أهل مكة وحاضري المسجد الحرام وقد طرأت فكرة إعداد لبحث في أحد مجالس شيخنا الشيخ هاني الجبير عندما سأل أحد الطلبة عن كتاب يجمع مسائل وأحكام أهل مكة فذكر الشيخ أنه لا يعرف ثم قال ونتمنى أن يفيدنا أحدكم ببحث يجمع هذه المسائل فتشوقت النفوس لمراجعة مثيل هذه الأحكام وهي أحكام دقيقة فبدأنا هذا البحث , فقد جمعنا هذه المسائل حسبما وقفنا عليه فيما توفرت لدينا فيه المراجع وكان اعتمادي الأكبر في هذا البحث على المذهب الحنبلي وكتب الحنابلة وعلى رأسها كتاب الإمام الشيخ موفق الدين ابن قدامه.
أسأل الله أن ينفع بهذا البحث وجزى الله كل من قدم لي عوناً في هذا البحث ...
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
المراجع:
1. المغني لابن قدامه 2. الفروع لابن مفلح
3. معونة أوي النص لابن النجار الفتوحي 4. الروض المربع للبهوتي
5. الشرح الممتع لابن عثيمين 6. المجموع للنووي
7. مجموع الفتاوى لابن تيمية 8. سبل الصنعاني
9. نيل الأوطار للشوكاني 10. تفسير الطبري
11. تفسير القرطبي 12. تفسير ابن كثير
13. التحرير والتنوير 14. فتح القدير للشوكاني
المسألة الأولى: من هم حاضري المسجد الحرام:
أولاً قبل الشروع في مسائل أهل مكة وحاضري مكة لابد أن نعرف من هم حاضرو المسجد الحرام , لا شك أن أول ما يتبادر إلى الذهن هم أهل مكة فهل المقصود أهل مكة فقط؟ أو يدخل في هذا المعنى أناس من غير أهل مكة وسكانها فحاضر أصلها حضر.
يقول ابن منظور في لسان العرب: وحاضروا والحياة وحاضرها: الكائنون عليها قريباً منعاً لإنمام يحضرونها.
فقد يقول أن هذا هو المعنى اللغوي ولكن من هم المقصودون في القرآن الكريم فأحياناً تصرف بعض الألفاظ عن المعنى اللغوي إلى المعنى الشرعي أو الحقيقة الشرعية أو أن لها وجهاً ثم نقف عليها في اللغة لقلة علمنا في هذا المبحث فترجع إلى ما قاله المفسرون:
ذكر الإمام الطبري في غلاف المفسرين في معنى حاضري المسجد الحرام:
القول الأول أنهم أهل الحرم خاصة وذهب إلى هذا ابن مجاهد , قال الطبري حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة وذلك كن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام , قال قتادة: ذكر لنا أن ابن عباس كان يقول: يا أهل مكة إنه لأمتعه لكم أحلت لأهل الأفاق وحرمت عليكم إنما يقطع أحدكم وادياً أو قال أيجعل بينه وبين الحرم وادياً ثم يهل بعمرة , وساق بسنده عن سفيان أنه قال بلغنا عن ابن عباس في قوله " حاضري المسجد الحرام " قال: هم أهل الحرم والجماعة عليه.
ثم ذكر الطبري أنه ذهب آخرون وقالوا عني بذلك أهل الحرم ومن كان منزله دون المواقيت أي مكة ذهب إلى هذا التفسير مكحول وابن المبارك وعطاء ودله الطبري أنه ذهب بعضهم فقال: " بل عني بذلك أهل الحرم ومن قرب منزله منه ". ذهب إلى هذا الزهري وابن زيد.
ثم قال الطبري بعد سرده للأقوال فقال: " وأول الأقوال في ذلك بالصحة عندنا قول من قال: إن حاضري المسجد الحرام من هو حوله ممن بينه وبينه من المسافة ما لا تقصر إليه الصلوات لأن حاضر الشيء في كلام العرب هو الشاهد له بنفسه وإذا كان ذلك كذلك , وكان لا يستحق أن يسمى غائباً إلا من كان مسافراً شاخصاً عن وطنه وكان المسافر لا يكون مسافراً إلا بشخوصه عن وطنه إلى ما تقصر في مثله الصلاة وكان من لم يكن كذلك لا يستحق اسم غائب عن وطنه ومنزله كان كذلك من لم يكن من المسجد الحرام على ما تقصر إليه الصلاة غير مستحق أن يقال هو من غير حاضريه إذ كان الغائب عنه هو من وصفنا صفته.
¥