فأما معرفة الرواية الأصح هذا لا يأتي إلا بمعرفة أيوب و خالد و مكانتيهما في رواة الحديث.
الترجيح بين الرويات
رواة الحديث
أيوب السختياني
نقل الذهبي في (سير أعلام النبلاء): قال محمد بن سعد الكاتب: كان أيوب ثقة، ثبتا في الحديث، جامعا، كثير العلم، حجة، عدلا.
وقال أبو حاتم وسئل عن أيوب، فقال: ثقة، لا يسأل عن مثله.
قلت: إليه المنتهى في الاتقان.
قال ابن المديني: له نحو من ثمان مئة حديث.
وأما ابن علية، فقال: كنا نقول: حديث أيوب ألفا حديث، فما أقل ما ذهب علي منها.
وسئل ابن المديني عن أصحاب نافع، فقال: أيوب وفضله، ومالك وإتقانه، وعبيد الله وحفظه ....
قال حماد بن زيد: أيوب عندي أفضل من جالسته، وأشده اتباعا للسنة
وروى جرير الضبي عن أشعث، قال: كان أيوب جهبذ (2) العلماء.
قال سلام بن أبي مطيع: كان أفقههم في دينه أيوب.
قالوا لمالك: إنك تتكلم في حديث أهل العراق، وتروي مع هذا عن أيوب، فقال: ما حدثتكم عن أحد، إلا وأيوب أوثق منه.
قال علي بن المديني: لايوب نحو من ثمان مئة حديث.
وآخر من روى حديثه عاليا، أبو الحسن بن البخاري.
خالد ابن مهران (الحذاء)
نقل الذهبي في (سير أعلام النبلاء) قال:
وثقه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين وجماعة. وحديثه في الصحاح. قال أبو حاتم الرازي: يكتب حديثه ولا يحتج به وقال عباد بن عباد: أراد شعبة أن يضع من خالد الحذاء. فأتيته أنا وحماد بن زيد، فقلت له: مالك: أجننت؟! أنت أعلم! قال: وتهددناه فأمسك. قال يحيى بن آدم: قلت لحماد بن زيد: ما لخالد الحذاء في حديثه؟ قال: قدم علينا قدمة من الشام، فكأنا أنكرنا حفظه. وقال عبد الله بن أحمد، حدثني أبي قال: قيل لاسماعيل بن علية في هذا الحديث.
فقال: كان خالد يرويه، فلم كن يلتفت إليه. ضعف ابن علية أمره. يعني الحذاء.
قال يحيى بن آدم: حدثنا عبد الله بن نافع القرشي أبو شهاب قال: قال لي شعبة: عليك بحجاج بن أرطاة، ومحمد بن إسحاق فإنهما حافظان، واكتم علي عند البصريين في خالد الحذاء، وهشام يعني ابن حسان.
قلت: هذا الاجتهاد من شعبة مردود، لا يلتفت إليه.
بل خالد وهشام محتج بهما في " الصحيحين " هما أوثق بكثير من حجاج وابن إسحاق، بل ضعف هذين ظاهر، ولم يتركا. اهـ
فأيوب السختياني و خالد ابن مهران (الحداء) من الثقات و لا يلتفت إلى أي كلام فيهما , لكن خالدا تكلم فيه ولذلك أورده الذهبي في الميزان وكذلك العقيلي في الضعفاء
402
وخلاصته أن أيوب أوثق من خالد ذلك بتزكية المحدثين له و كلاهما ثقات
قال أبو حاتم (الجرح والتعديل 3/ 457): - أيوب أحب إليّ من خالد في كل شيء.
وهدا الإضطراب في المتن يوهن رواية خالد و يقوي رواية أيوب
فربما خالد الحذاء أخطأ في نسبةالجلسة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم. و خالفه مَن هو أحفظ منه و أثبت،فنسبها إلى عمرو بن سلِمة، و ميّزها عن صفة الصلاة التي صلاها مالك بن الحويرث رضيالله عنه. بل و استغربها و نبّه على أنّ الناس لا يفعلونها. و يعني بالناس مَنأدرك مِن التابعين.
ـ[طارق أبو وردة]ــــــــ[03 - 12 - 09, 04:21 ص]ـ
الاحاديث التي لم تذكر فيها جلسة الإستراحة
كثيرة هي الأحاديث التي لم تدكر فيها جلسة الإستراحة و هي قسمان قسم نفاها و قسم لم يذكرها لا نفيا و لا إثباتا و تراوحت صحتها بين الضعيف و الصحيح و الحسن لغيره بكثرة طرقها:
ونذكر أولها و أصحها حديث أيوب السختياني في البخاري و غيره و هو حجة على القائلين بسنيتها:
الحديث -1 -
فروى البخاري في باب (المكث بين السجدتين) عنه عن أبي قلابة:
" أن مالك بن الحويرث قال لأصحابه: ألا أريكم كيف صلاةرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ - و ذلك في غير حين صلاة - فقام ثم ركع فكبر ثم رفعرأسه فقام هنيئة ثم سجد ثم رفع رأسه ثم انتظر هنيئة ثم سجد، ثم قال أبو قلابة: صلى صلاة شيخنا هذا؛ يعني عمرو بن سلمة. قال أيوب: وكان عمرو يصنع شيئا لا أرىالناس يصنعونه؛كان إذا رفع رأسه من آخر السجدتين في الأولى والثالثة استوى قاعداثم يقوم"
قلت: هدا حديث صريح صحيح يبين إباحة جلسة الإستراحة في الصلاة و يبين الإجماع على تركها كما قال أيوب و هم التابعون في زمنه , نرجع لهدا بعد ذكر الأحاديث.
الحديث -2 -
¥