تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهي شهادة مرجحة قطعا على ما استدل به المجوزون من شهادات لبعض كبار السن على بعض ما يتذكرونه من كون الصفا في الماضي كانت له امتدادات شرقية كبيرة تصل إلى حوالي الأربعين مترا، وهو أمر غير مقبول قطعا، لعدة أمور:

1: أنها شهادة معارضة بشهادة العلماء المتقدم ذكرهم في اللجنة التي كونها الشيخ محمد بن إبراهيم، وهي شهادة موثقة ومكتوبة لا يتطرق إليها احتمال وهم أو نسيان، بينما شهادة كبار السن الآن على أمر مضى عليه ما يقرب من خمسين عاما، مع ضعف الذاكرة، وعدم التدوين والتوثيق، واحتمال الوهم والخلط بين جبل الصفا وجبل أبي قبيس المتصل به هي في الحقيقة شهادة لا تفيد حتى مجرد الظن.

2: أن المؤرخين كأبي إسحاق الحربي والأزرقي والفاكهي رحمهم الله قد أشاروا إلى أن جبل أبي قبيس كان يلتف خلف جبل الصفا ويتصل به من الناحية الشرقية، قال أبو إسحاق الحربي رحمه الله في كتابه المناسك: " وحيالها (أي منارة المسجد الحرام) جبل أبي قبيس، يتعرج خلف الصفا طرف منه ". (37)

وقد نص الأزرقي والفاكهي رحمهما الله على أن العلم الأخضر الأول من جهة الصفا والمحدد لنهاية المسعى من الناحية الشرقية كان يقع في أصل جبل أبي قبيس ويتصل به، (38) أي أنه لا وجود لاتساع شرقي للصفا بعد حدود المسعى القديم (المتمثلة في العلم الأخضر) كما توهم ذلك الشهود، بل المشاهد هنالك في الواقع هو جبل أبي قبيس وليس الصفا.

ثالثا: أن المسعى من الناحية الشرقية محدد بعلمين أخضرين لم يتجاوزهما عبر التاريخ لا في عهد النبي عليه الصلاة والسلام إبان حجة الوداع ولا في ما توارد على المسجد الحرام من توسعات متكررة بعد ذلك في زمن الخلفاء الراشدين وخلافة الزبير رضي الله عنهم أو في خلافة الخليفة العباسي المهدي رحمه الله إلى وقتنا هذا قبل التوسعة الأخيرة للمسعى، فلا يستطيع أحد أن يدعي أن المسعى الشرعي الصحيح كان أوسع وأعرض من الناحية الشرقية من المسعى القديم الذي كان موجودا قبل التوسعة.

وذلك لأن العلم الأخضر الأول من جهة الصفا كان موضوعا في أصل جبل أبي قبيس المتصل بالصفا من الناحية الشرقية كما نص على ذلك الأزرقي والفاكهي رحمهما الله، والعلم الأخضر الثاني من الناحية الشرقية كان موضوعا على باب دار العباس رضي الله عنه وهي حدود تاريخية قديمة وقائمة من زمن النبوة ومنقولة إلينا بالنقل المستفيض والمتواتر.

وفي نهاية هذه الورقة أدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.

قائمة المراجع:

1: صحيح مسلم ج2/ص896

2: رواه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما ج2/ص884

3: صحيح البخاري ج2/ص560

4: يمكن الاستماع للمقطع الصوتي للفتوى مباشرة عن طريق موقع اليوتيوب الإلكتروني على الشبكة الدولية على الرابط التالي:

####

5: انظر موقع نور الإسلام على الشبكة الدولية على هذا الرابط:

www.islamlight.net/index.php?option=*******

6 : انظر الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ صالح الفوزان على الرابط التالي: http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=120

7 : انظر مكتبة صيد الفوائد على الشبكة الدولية على الرابط التالي:

http://www.saaid.net/book/open.php?book=4574&cat=83

8 : انظر موقع لواء الشريعة على الشبكة الدولية بتاريخ: 19 - 5 - 2009 على الرابط التالي:

http://www.shareah.com/index.php?/records/view/action/view/id/2494/

9 : الموقع الرسمي للدكتور عبد الكريم الخضير على الرابط التالي:

http://www.khudheir.com/ref/1320

10 : موقع الإسلام اليوم. نوافذ بتاريخ 18/ 10 / 2009 على الرابط التالي:

http://islamtoday.net/nawafeth/artshow-32-6226.htm

11 : فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم 5/ 141

12: أضواء البيان في تفسير القرآن 5/ 253

13: انظر حسن المسعى في الرد على القول المحدث في عرض المسعى على موقع: الإسلام اليوم. بحوث ودراسات، بتاريخ: 12 يونيو 2008 على الرابط التالي:

http://islamtoday.net/bohooth/artshow-86-12950.htm

14 : انظر موقع الدرر السنية على الرابط التالي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير