[التأسي بالرسول صلى الله عليه وسم في الحج - للشيخ الفاضل سعد الشثري]
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[04 - 01 - 10, 11:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في الحج
لفضيلة الشيخ – سعد بن ناصر الشثري – نصره الله بالكتاب والسنة
التأسي بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يترتب عليه أجور كثيرة وثواب جزيل فالله تعالى يقول {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عنه فانتهوا} الحشر7 ويقول الله تعالى {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} آل عمران31 ويقول الله تعالى {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} الأحزاب21
قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (لتاخذوا عني مناسككم) كما في صحيح مسلم وجاء في السنن هذا الحديث بلفظ (خذوا عني مناسككم) قوله مناسككم جمع منسك والمنسك المراد به أعمال الحج والعمرة
والتأسي بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذا لا يكون الا بالاعمال التي تكون من صلب الحج ومن هنا أفعال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم التي فعلها في موسم الحج نوعان
1= مناسك جزء من أجزاء الحج
2= أفعال فعلها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا على جهة القربة والعبادة وانما فعلها اتفاقا أو عادة في مثل هذا النوع لا يشرع التأسي بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
اختلف العلماء في أفعال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم التي هي نسك هل هي للوجوب أو للاستحباب ويؤخذ الوجوب من دليل آخر والصواب أنها أفعال واجبة لان قوله (لتاخذوا عني مناسككم) هذا فعل أمر فعل مضارع مسبوق بلام الامر فيكون للوجوب وكذالك اللفظ الثاني (خذوا عني) لفظ أمر والاصل في الاوامر أن تكون للوجوب و الادلة على الوجوب كثيرة منها قوله تعالى {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} النور63 وكذالك قول الله {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً} الأحزاب36
ويدل على هذا أن النصوص جاءت بذم من عصى الرسول قال تعالى {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً} النساء80 وقال سبحانه {وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً} الأحزاب36 وقال تعالى {قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} آل عمران32
و يصرف الفعل النبوي في المناسك من كونه للوجوب الى الندب بالادلة ومن تلك الادلة أن يرخص النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ذالك الفعل ترخيصا عاما من مثل المبيت في منى في اليوم الثامن ليلة يوم عرفة، لما جاءه عروة ولم يبت ليلة التاسع في منى لم ينكر عليه ولم يطالبه بفدية ولا جزاء
وفيه أيضا أن طواف القدوم ليس بواجب لان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم ينكر على عروة هذا الامر
اما النوع الاخر وهي الافعال التي فعلها عادة واتفاقا وليس تعبدا فإننا لو اتبعنا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيها ووافقناه في الصورة الظاهرة للفعل الا أننا نخالفه في الصورة الباطنة التي هي النية، وموافقة النبي في الامر الباطن أولى من موافقته في الظاهر ومخالفته في الباطن
ونلاحظ بعض الناس يخالف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في النسك وهذا لاشك انه واقع في البدعة، ومن تلك الافعال التي نراها أنه يزيد في عدد الحصى الذي يرميه في الجمرات عن سبع حصيات وهذه زيادة غير مشروعة وهي بدعة
كذالك أيضا اولائك الذين يتقربون الى جبل عرفة قربة لله نقول هذا الفعل لم يفعله النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لانه ما صعد الجبل، إذن إذا فعله الانسان على جهة التقرب لله يكون بدعة
¥