ومن أفعاله صلى الله عليه وعلى آله وسلم انه طاف طواف الافاضة في يوم العيد بثيابه ولم يطف بإحرامه فدل هذا على أن الطائف بالبيت طواف إفاضة يطوف بإحرامه إذا كان قد تحلل قبل ذالك والرمي والحلق أو التقصير
والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قبل سفره طاف للوداع فيدل على مشروعية طواف الوداع والاصل وجوبه
استدل طائفة من أهل العلم بكون النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم توضأ ثم طاف بالبيت على أن الوضوء شرط من شروط صحة الطواف قالوا لحديث (لتاخذوا عني مناسككم) وهذا هو مذهب جمهور أهل العلم ومن هنا فالطهارة شرط لصحة الطواف عند أهل العلم
وذهبت طائفة وهي إحدى الروايتين عن احمد وقول مشهور عند الحنفية بان الطواف بالبيت لا يشترط له الطهارة من الحدث الاصغر وقالوا أن فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للوضوء لا يدخل تحت (لتاخذوا عني مناسككم) لان الوضوء ليس من المناسك ومن هنا لا يصح أن نوجب الوضوء لهذا الحديث والقول الثاني أقوى لانه لازال أن غير المميزين يطاف بهم على البيت
من المعلوم أن طواف غير المميزين يكون بدون وضوء لان الوضوء لا يصح منهم
كذالك في استلام الحجر الاسود كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يستلم الحجر الاسود في جميع الاشواط بدا من الاول الى السابع بل بعد سنة الطواف استلم الحجر الاسود فيدل هذا على مشروعية استلام الحجر الاسود وصرفنا هذا الى الاستحباب دون الوجوب لان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثبت عنه انه طاف بالبيت ولم يكن يقبل الحجر الاسود
من أفعاله صلى الله عليه وعلى آله وسلم انه عند محاذاة الحجر كان يكبر بيديه ولم يكن يشير بيده ولم يكن يقف عند الحجر الاسود وكان يقول عند محاذاته الله اكبر اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك واتباعا لسنة نبيك صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بعض الفقهاء يزيد ووفاء بعهدك وهذه اللفظة (ووفاء بعهدك) لم ترد عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن ثم فان زيادتها تكون بدعة
وقد مسح النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الركن اليماني ولم يقبله ولما ركب على بعيره في الطواف لم يكن يشير الى الركن اليماني وإنما يمر عليه بدون إشارة ولا تكبير
ومن هديه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الطواف أن يقول بين الركنين (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار) ولم يكن صلى الله عليه وعلى آله وسلم يستلم بقية الاركان التي تقع شمال البيت بجوار الحطين يسمى بحجر إسماعيل
والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الطواف لم يكن يرفع صوته بدعائه بل يخفض الصوت وقد جاء في قوله تعالى {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} الأعراف55 يعني بدون رفع صوت كما كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يسرع في الاشواط الثلاثة في طواف العمرة وطواف القدوم وان يرمل في الاشواط الثلاثة
وهكذا أيضا في طواف القدوم وطواف العمرة كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يضطبع يعني يجعل وسط الرداء تحت كتفه اليمنى ويجعل طرفي الرداء تحت كتفه اليسرى بحيث تكون كتفه اليمنى مكشوفة في جميع الطواف فلما انتهى عدل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رداءه فغطى كتفيه
ثبت عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم انه تكلم في الطواف وراى رجلا يقود رجلا بخيط فقال له قده بيدك وبعد ذالك صلى صلى الله عليه وعلى آله وسلم ركعتين خلف مقام إبراهيم، وثبت أنه أقر أصحابه أنه صلى خارج مكة في هتين الركعتين
وهل ركعتا الطواف واجبة أو لا؟ قالت طائفة أنها واجبة لانها من أفعال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفي المناسك فواجبة، والجمهور على عدم وجوبها كما هو مذهب احمد والشافعي واحد القولين لمالك قالوا لان الصلاة ليست نسكا مستقلا في الحج ولحديث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال (أعلمهم أن الله افترض عليهم في اليوم والليلة خمس صلوات) فدل ذالك على عدم وجوب صلاة أخرى غير هذه المكتوبة
¥