ثبت كذالك سعيه بين الصفا والمروة وقبل صعوده في الصفا وقال (ابدأ من حيث بدأ الله) وفي لفظ (ابدؤوا وكلا اللفظين يدل على الوجوب) وكون الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فعله رد على من يقول بمجرد استحباب السعي واختلف الفقهاء على هل السعي واجب أو ركن أو مستحب ثلاثة أقوال، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يسع بين الصفا والمروة الى في نسك فدل هذا انه لا يصح لنا أن نتطوع لسعي تطوعا مطلقا
والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حجته لما حج قارنا لم يسع الا مرة واحدة دل ذالك على أن السعي لا يجب على القارن والمفرد الا مرة واحدة
أيضا من فعله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما صعد الصفا قال الذكر الوارد وحد الله وكبره ثم قال (لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير إلى آخر ما ورد وحمله العلماء على الاستحباب
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بين العلمين في مقر الوادي سعى وأسرع وهذا حمله الجمهور على الاستحباب وذالك أن عددا من الصحابة لم يفعلوه في عهد النبوة فلم ينكر عليهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ثم بعد ذالك يرقى من على المروة ويستقبل القبلة ويدعو بمثل دعاءه على الصفا وهذا الدعاء على جهة الاستحباب لان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يعلم أصحابه هذا الذكر ولم ينكر على من لم يقله وجاء في حديث ابن عمر بالنسبة للمشي بين العلمين قال (أن أسعى بين الصفا والمروة فقد رأيت الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يسعى وان امشي فقد رايت الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يمشي وأنا شيخ كبير) يعني سأمشي ولن أسعى
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد فراغه من السعي لم يحلق راسه ولم يقصره وذالك لانه حج قارنا على الصحيح فالقارن يبقى على إحرامه حتى طواف الافاضة
أو رمي الجمار مع الحلق، والتحلل الاكبر في الحج لا يحصل الا بالسعي بين الصفا والمروة
من هديه صلى الله عليه وعلى آله وسلم محافظته على الصلاة وقصره في الصلاة الرباعية وهذه الافعال ليست من مناسك الحج
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما دخل البيت لم يصل تحية المسجد بل ابتدأ بالطواف فهذا هو المشروع في حق داخل البيت ولا يدل هذا على وجوب الطواف بالبيت كلما دخل الانسان المسجد الحرام ولم يطف بالكعبة
أيضا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ايام التلوية وأيام منى كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقصر الرباعية ولا يجمع
فالحج الاكمل والافضل أن يقصر الانسان صلاته في ايام منى بدون أن يجمع الصلوات
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى المغرب والعشاء يوم التاسع من ذي الحجة بمزدلفة جمعا وقصرا المغرب ثلاثا ثم العشاء ركعتين، وفي عرفة صلى الظهر جمعا وقصرا بآذان واحد وإقامتين، والاصوب في هديه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه في الصلوات المجموعة هكذا فعل أذن للصلاتين باذان واحد وإقامة لكل صلاة إقامة مستقلة
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بمزدلفة لم يتطوع لا قبل العشاء ولا بعدها، وفي الصباح لم يجمع الحصا بمجرد وروده الى المزدلفة بل جمعه في الطريق بين مزدلفة ومنى في صباح يوم العيد
من هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في عرفة انه لم يدخلها الا بعد زوال الشمس وصلى الظهر والعصر خارج عرفة وتكلم بخطبته المشهورة خارج حدود عرفة ثم دخل عرفة
ولذالك يلاحظ أن جزء المسجد هو الثلث المتقدم ليس في عرفة وانما هو خارج حدود عرفة
ولما دخل صلى الله عليه وعلى آله وسلم عرفة بقي على راحلته يدعو الله ويذكره ويوحده حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا فالبقاء في عرفة الى غروب الشمس من واجبات الحج عند الجمهور لحديث المناسك
وبعد ذالك يذهب الى المزدلفة ويكثر من التلبية
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما خرج من عرفة الى المزدلفة كان يمشي مشيا هينا وقد امسك راس بعيره بالحبر لان لا تسرع حتى أن راسها ليصيب مورك رحله أي الخشبة التي في مقدمة الرحل فيقول بيده اليمنى أيها الناس السكينة السكينة
ومن هديه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في التنقل بين المشاعر انه كان يركب ولم يكن يمشي فهذا دليل على استحباب إراحة النفس بحيث لا يتعبها فإذا جاءت مناسك الحج أداها على اكمل الوجوه
¥