تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل تصلى تحية المسجد عند غروب الشمس]

ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[15 - 02 - 10, 06:54 ص]ـ

مشايخنا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل تُصلَّى تحية المسجد إذا دخل المسجد عند غروب الشمس (أو طلوعها) علماً أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان ينهى عن الصلاة ودفن الموتى في هذه الأوقات، كونها تطلع وتغرب بين قرني الشيطان. بمعنى هل يُقدّم المستحب على المكروه

بارك الله فيكم جميعاً

لا يتعلم العلم مستحيي ولا مستكبر

ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[15 - 02 - 10, 07:36 ص]ـ

سئل شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ:

كثر القول في تحية المسجد منهم من قال: إنها لا تفعل في أوقات النهي مثل عند طلوع الشمس وعند غروبها، ومنهم من قال: إنها تجوز حيث إنها من ذوات الأسباب التي لا توقيت لها وتفعل حتى ولو كانت الشمس قد مضى نصفها في الغروب: أرجو إفادتيعن ذلك تفصيلياً؟.

فأجاب:

في هذه المسألة خلاف بين أهل العلم، والصحيح أن تحية المسجد مشروعة في جميع الأوقات حتى بعد الفجر وبعد العصر لعموم قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين " متفق على صحته، ولأنها من ذوات الأسباب كصلاة الطواف وصلاة الخسوف، والصواب فيها كلها أنها تفعل في أوقات النهي كلها كقضاء الفوائت من الفرائض لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في صلاة الطواف: " يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحداً طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار " أخرجه الإمام أحمد وأصحاب السنن بإسناد صحيح، ولقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: في صلاة الكسوف: " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلوا حتى تنكشف " (1) ( http://www.binbaz.org.sa/mat/1007#_ftn1#_ftn1) متفق على صحته، وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك " (2) ( http://www.binbaz.org.sa/mat/1007#_ftn2#_ftn2)، وهذه الأحاديث تعم أوقات النهي وغيرها، وهذا القول هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم ـ رحمة الله عليهما ـ، والله ولي التوفيق.


(1) رواه البخاري في (الجمعة) برقم (1000)، ومسلم في (الكسوف) برقم (1522) واللفظ له.
(2) ( http://www.binbaz.org.sa/mat/1007#_ftnref2#_ftnref2) رواه البخاري في (مواقيت الصلاة) برقم (562)، ومسلم في (المساجد ومواضع الصلاة) برقم (1103).
نشرت في (كتاب الدعوة) الجزء الأول ص (54)، مجموع فتاوى و مقالاتمتنوعة الجزء الحادي عشر.

**********

وسئل ـ رحمه الله ـ:
هل تحية المسجد مشروعة في جميع الأوقات وفي أوقات النهي؟
فأجاب:
نعم، تحية المسجد مشروعة في جميع الأوقات؛ لأنها من ذوات الأسباب فإذا دخل المسجد بعد العصر ليجلس حتى ينتظر المغرب , أو للدروس , أو لأسباب أخرى يصلي تحية المسجد، وهكذا لو جاء بعد الفجر يصلي تحية المسجد؛ لأنها من ذوات الأسباب، النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: " إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين "، فالأفضل أن يركع ركعتين قبل أن يجلس , وهكذا لو كسفت الشمس بعد العصر صلي لها؛ لأنهامن ذوات الأسباب , وهكذا لو طاف في مكة طاف في الكعبة بعد العصر, أو بعد الفجر فإنه يصلي ركعتين، لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحداً طاف بهذا البيت فصلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار ".

**********

وسئل ـ رحمه الله ـ:
عندما يأتي المصلي لصلاة المغرب ويدخل المسجد هل عليه أن يصلي تحية المسجد أم لا. وهل عليه أن يصليها بعد الانتهاء من صلاة المغرب؟

فأجاب:
إذا دخل المسلم المسجد فإنه يصلي ركعتين تحية للمسجد سواء كان دخوله في المسجد للمغرب (1) أو بعده حتى ولو كان الوقت آخر النهار قبل الغروب، فإنه يصلي تحية المسجد لأنها من ذوات الأسباب، وليس لها وقت نهي بل يشرع لأي داخل أن يصلي ركعتين ثم يجلس وهاتان الركعتان يقال لها: تحية المسجد، فإذا دخل المسجد قبل الصلاة فالسنة له أن يصلي هاتين الركعتين. لعموم قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين " (2) متفق على صحته. فإنه يعم أوقات النهي وغيرها في أصح قولي العلماء.
أما سنة المغرب الراتبة فهي بعد الصلاة وهكذا العشاء ركعتان بعد صلاة العشاء لكن تحية المسجد هي التي للمسجد ليس لها علاقة بصلاة المغرب أو غيرها، فإذا دخل المسجد في أي وقتٍ وهو على وضوء صلى ركعتين ليلاً أو نهاراً أو عصراً أو ضحى وهكذا صلاة الكسوف إذا كسفت الشمس ظهراً أو عصراً صليت صلاة الكسوف لأنها من ذوات الأسباب، وهكذا لو طاف بعد صلاة الفجر أو العصر صلى ركعتي الطواف لأنها من ذوات الأسباب.
وقد صح عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: " يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحداً طاف بهذا البيت أو صلى أي ساعةٍ شاء من ليلٍ أو نهار " (3) أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن الأربعة بإسنادٍ صحيح.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير