تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد ذكر قتادة، عن ابن عمر، أنه رأى رجلاً صلى في مقامه الذي صلى فيه الجمعة، فنهاه عنه، وقال: لا أراك تصلي في مقامك.

قال سعيدٌ: فذكرته لابن المسيب، فقال: إنما يكره ذلك للإمام يوم الجمعة.

وعن عكرمة، قال: إذا صليت الجمعة فلا تصلها بركعتين حتى تفصل بينهما بتحولٍ أو كلامٍ.

خرَّجهما عبد الرزاق.

ومذهب مالك: أنه يكره في الجمعة أن يتنفل في مكانه من المسجد، ولا ينتقل منه وإن كان مأموماً، وأما الإمام فيكره أن يصلي بعد الجمعة في المسجد بكل حالٍ.

وقد قال الشافعي في سنن حرملة: حديث السائب بن يزيد، عن معاوية في هذا ثابتٌ عندنا، وبه نأخذ.

قال: وهذا مثل قوله لمن صلى وقد أقيمت الصلاة: " أصلاتان معاً؟! " كأنه أحب أن يفصلهما منها حتى تكون المكتوبات منفرداتٍ مع السلام بفصلٍ بعد السلام.

وقدروي أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اضطجع بعد ركعتي الفجر.

وروى الشافعي، عن ابن عيينة، عن عمروٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عباسٍ، أنه كان يأمر إذا صلى المكتوبة، فأراد أن يتنفل بعدها أن لا يتنفل حتى يتكلم أو يتقدم.

قال: وقال الشعبي: إذا صليت المكتوبة، ثم اردت أن تتطوع، فاخط خطوةً. أهـ

القول فيما ورد عن ابن عمر في ذلك:

أما أثر ابن عمر المتقدم الذي رواه ابن أبي شيبة من وجه آخر عن أيوب، عن نافع، قال: «كان ابن عمر يصلي سبحته مكانه».

قلت: لعله كان يقطع بينهما بحديثٍ، يدل على ذلك أنه كان ـ رضي الله عنه ـ ينهى عن ذلك:

قال حربٌ، حدثنا محمد بن آدم، حدثنا أبو المليح الرقي، عن حبيبٍ، قال: كان ابن عمر يكره أن يصلي النافلة في المكان الذي يصلي فيه المكتوبة، حتى يتقدم، أو يتأخر، أو يتكلم ".

وهذه الرواية تخالف رواية نافع التي خرجها البخاري.

وقد ذكر قتادة، عن ابن عمر، أنه رأى رجلاً صلى في مقامه الذي صلى فيه الجمعة، فنهاه عنه، وقال: لا أراك تصلي في مقامك.

وكذا الجواب عما جاء من فعل القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، الذي رواه ـ أيضاً ـ ابن أبي شيبة عن معتمر، عن عبيد الله بن عمر، قال: «رأيت القاسم وسالماً يصليان الفريضة ثم يتطوعان في مكانهما».

الأحاديث الضعيفة الواردة في وصل النافلة بالفريضة دون خروج أو كلام، وخاصة فيما ورد في صلاة المغرب:

(1) عن حذيفة، قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " عجلوا بالركعتين بعد المغرب فإنهما يرفعان مع المكتوبة ".

رواه المروزي في قيام الليل ـ كما في مختصره للمقريزي ص (83) ـ، وابن عدي في الكامل (3/ 1057)، والديلمي في مسند الفردوس (3/ 11) حديث (4009) من طريق محمد بن الفضل، عن زيد العمي، عن أبي العالية، عن حذيفة به.

وإسناده واه.

محمد بن الفضل، هو ابن عطية، كذبوه. التقريب (6225).

وزيد العَمّي، هو ابن الحواري، ضعيف. التقريب (2131).

قال ابن عدي: " هذا البلاء فيه أظنه من محمد بن الفضل، وهو خراساني أضعف من زيد ".

وقال الشيخ الألباني في الضعيفة (8/ 316) حديث (3855): " ضعيف جداً ".

ورواه البيهقي في شعب الإيمان (6/ 315) حديث (2804) من طريق سويد بن سعيد، عن عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه به.

وفي إسناده: سويد بن سعيد، صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه ". التقريب (2690).

وعبد الرحيم بن زيد العمي البصري، وهاه ابن معين، فقال: " ليس بشيء " (تاريخ الدوري 2/ 362)، ونقل ابن الجوزي عنه أنه قال: كذاب. (الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي 2/ 102).

قال البخاري في التاريخ الكبير (6/ 102): " تركوه ".

وقال أبو حاتم في الجرح (5/ 339، 340): " تُرك حديثه، وكان يفسد أباه يحدث عنه بالطامات ".

وقال ابن حبان في المجروحين (2/ 150، 151): " يروي عن أبيه العجائب ".

وقال الحافظ في التقريب (4055): " متروك ".

فالإستاد ضعيف جداً.

قال الشيخ الألباني في ضعيف الجامع ص (540) رقم (3687): " ضعيف ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير