وهو أن كتاب التعليقة لأبي حامد الإسفراييني شيخ الشافعية في عصره كتاب جليل القدر رفيع المنزلة من أعظم كتب الخلاف الفقهي وأوسعها
قال أخبر الناس بكتب الشافعية الإمام النووي:"واعلم أن مدار كُتب أصحابنا العراقيين أو جماهيرهم مع جماعات من الخراسانيين على تعليق الشيخ أبى حامد، وهو فى نحو خمسين مجلدًا، جمع فيه من النفائس ما لم يشارك فى مجموعه من كثرة المسائل والفروع، وذكر مذاهب العلماء، وبسط أدلتها، والجواب عنها، وعنه انتشر فقه طريقة أصحابنا العراقيين ...... واعلم أن نُسَخ تعليق أبى حامد تختلف فى بعض المسائل، وقد نبهت على كثير من ذلك فى شرح المهذب، والله أعلم. ازهـ
وهذه التعليقة الكبرى لعلها تتكون من عدة تعاليق تختلف باختلاف الآخذين عن المؤلف
فلسليم الرازي عنه تعليقة
ولابن المحاملي عنه تعليقة أيضا تنسب إليه
وللبندنيجي عنه تعليقة
وقد كان يحضر في مجلس الشيخ أبي حامد أكثر من 700 فقيه وكان كثير الأصحاب
قال الشيخ أبو إسحاق:"وعلق عنه تعاليق في شرح المزني".
ويمكن أن تكون تعليقة واحدة لكنها كبيرة جدا فكان بعض تلاميذه يعلق عنه بعضا منها لا كلها
فقد قال سليم الرازي:علقت عن شيخنا أبي حامد جميع التعليقة.
وقال السبكي وقفت على أكثر تعليقة الشيخ أبي حامد بخط سليم الرازي وهي الموقوفة بخزانة المدرسة الناصرية بدمشق والتي علقها البندنيجي عنه ونسخ أخر منها وقد يقع فيها بعض تفاوت
وقد ذكر النووي أنها في 50 مجلدا
وقال الفقيه نصر المقدسي الشافعي:"درست على الفقيه سليم الرازي من سنة سبع وثلاثين وأربع مئة إلى سنة أربعين، ما فاتني منها درس، ولا وجعت إلا يوما واحدا، وعوفيت.
وسألته في كم التعليقة التي صنفها؟ قال: في نحو ثلاث مئة جزء، ما كتبت منها حرفا إلا وأنا على وضوء، أو كما قال.
ولعلي إن نشطت أفردت مقالا عن هذه التعليقة وعن كتب التعليق في المذاهب
- فائدة ختامية: أسند ابن الصلاح:أن المحاملى لما عمل (المقنع) كتابه المشهور، أنكر عليه شيخه أبو حامد الإسفراينى لكونه جَرَّد فيه المذهب، وأفرده عن الخلاف، وذهب إلى أن ذلك مما يقصر الهمم عن تحصيل الفنين، ويحمل على الاكتفاء بأحدهما، ومنعه من حضور مجلسه، حتى احتال لسماع درسه من حيث لا يحضر المجلس.
وقد كان فقهاء تلك الطبقة يعتنون بمعرفة الخلاف كثيرا
وهذا مثال آخر:
شراء القفال كتاب الاختلاف لابن المنذر من أجل الوقوف على سلف لقول ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=204263)
والله أعلم
ـ[محمد محمود أمين]ــــــــ[01 - 03 - 10, 04:31 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك