وثبت عند الترمذي وأبي داوود أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال): إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله رب العالمين على كل حال) (2)
وجاء في حديث عبد الله بن مسعود ـ موقوفاً عنه ـ أنه قال: (إذا عطس أحدكم فليقل الحمدلله رب العالمين) (3)
فتيبن من هذه الآثار أن الألفاظ المشروعة في العطاس هي:
1 - الحمد لله 2 - الحمد لله على كل حال 3 - الحمد لله رب العالمين
قال الإمام النووي في الأذكارـ رحمه الله ـ (ص: 240): (اتفق العلماء على أنه يستحب للعاطس أن يقول عقب عطاسه الحمد لله , ولوقال الحمدلله رب العالمين لكان أحسن ,فلو قال الحمد لله على كل حال كان أفضل)
وقال ابن حجر (الفتح:10/ 601): (ونقل ابن بطال عن الطبراني أن العاطس يتخير بين أن يقول: الحمدلله, أويزيد رب العالمين, أوعلى كل حال , والذي يتحرر من الأدلة أن كل ذلك مجزئ , ولكن ما كان أكثر ثناء أفضل, بشرط أن يكون مأثوراً.)
وقال النووي في شرح مسلم (18/ 100): (وقال ابن جرير هو مخير بين هذا كله , وهذا هو الصحيح ,وأجمعوا على أنه مأمور بالحمد لله)
وكل ما ذكر هنا من الألفاظ فإنما هو مقيد بحمد الله ـ عز وجل ـ , والثناء عليه.
ولذلك يقول ابن حجر (الفتح 10/ 600): (وعن طائفة مازاد من الثناء فيما يتعلق بالحمد, كان حسناً).
وأما الزيادة على ذلك, وإضافة أذكار مبتدعة, وطرق مخترعة, وأساليب مصطنعة, فكل هذا مما يخالف هدي محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (وخير الهدي هدي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ).
فائدة:
يذكر بعض علماء العصر الحديث:أن القلب يتوقف عن النبض, ثم يستأنف عمله بعد العطاس ... والعطسة سرعتها 100 كلم في الساعة، فإذا عطست بقوة فإنه من الممكن أن تكسر ضلع من أضلاعك، وإذا حاولت إيقاف عطسة مفاجئة من الخروج، فهذا يؤدي إلى ارتداد الدم في الرقبة أو الرأس ومن ثم إلى الوفاة ...
أما إذا تركت عينيك مفتوحتين أثناء العطاس، فمن المحتمل أن تخرجا من مخرجيهما ...
وأثناء العطسة تتوقف جميع أجهزة الجسم التنفسي , والهضمي , والبولي، رغم أن زمن العطسة ثانية, أو أجزاء من الثانية, وبعدها تعمل إن أراد الله لها أن تعمل, وكأنه لم يحصل شيء ...
والعطاس رد فعل طبيعي من الجسم عندما يكون هناك مواد دخلت للأنف قد تضر بصحة الإنسان , فتأتي العطسة لتخرجها خارج الجسم بقوة طرد عالية لحماية الجسم ...
لذلك كان حمد الله تعالى هو شكر لله على هذه النجاة!!! فسبحان الله العظيم ...
من البدع عند العطاس
وبعد أن عرفنا الأذكار الشرعية للعاطس , يستحسن أن نُذكر ببعض المخالفات, والبدع المحدثات من بعض المسلمين في هذا الباب, وبالله التوفيق:
1 - الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم –
روى الترمذي عن نافع: أن رجلاً عطس إلى جنب ابن عمرـ رضي الله عنهماـ فقال: الحمد لله والسلام على رسول الله. قال ابن عمر ـ رضي الله عنهماـ: وأنا أقول الحمد لله والسلام على رسول الله ,وليس هكذا علمنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ. علمنا أن نقول: الحمد لله على كل حال.) (1)
فالصلاة على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أعظم القربات , وأجل الطاعات , ولكن ابن عمر ـ رضي الله عنهماـ أنكر على الرجل قوله في هذا الموضع لأن هذا ليس من هديه ,ولا من سنته التي علمهم إياها- صلى الله عليه وسلم- فلكل مقام مقال ,وليس مقامها هنا فتنبه.
قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ في الأذكار (ص 241): (فصل: إذا قال العاطس لفظاً آخر غير الحمد لله لم يستحق التشميت) (11)
وقال ابن القيم: (جلاء الأفهام)
(وقالوا: لا تستحب الصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند العطاس وإنما هو موضع حمد الله تعالى وحده ,ولم يشرع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند العطاس إلا حمد الله تعالى ,والصلاة على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ, وان كانت من أفضل الأعمال ,وأحبها إلى الله تعالى فلكل ذكر موطن يخصه لا يقوم غيره مقامه فيه ,
قالوا:ولهذا لا تشرع الصلاة عليه في الركوع , ولا السجود ,ولا قيام الاعتدال من الركوع ,وتشرع في التشهد الأخير إما مشروعية وجوب, أو استحباب.
ورووا حديثا عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا تذكروني عند ثلاث عند تسمية الطعام, وعند الذبح, وعند العطاس ,وهذا الحديث لا يصح).
¥