تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وجاء عن أبي جمرة قال: سمعت ابن عباس – رضي الله عنه - يقول إذا شمت: (عافانا الله وإياكم من النار، يرحمكم الله) رواه البخاري في الأدب المفرد (1).

وعن عبد الله بن عمر– رضي الله عنه -: (أنه كان إذا عطس فقيل له: يرحمك الله، قال: يرحمنا وإياكم، ويغفر لنا ولكم) (2)

قال العلامة الألباني (صحيح الأدب المفرد صـ: 344) معلقاً على أثر ابن عباس: ((هذه الزيادة لم أجد لها شاهداً في المرفوع، فلعل ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ لم يكن يلتزمها، ويقال هذا أيضا في زيادة ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ الآتية في:369 - باب420): ((وإياكم)) فكن من ذلك على ذكر،فإن الأحاديث المرفوعة إنما فيها: ((يرحمك الله)) كالآتي بعده وغيره، فالتزام السنة أولى)).

وقال ابن دقيق العيد ـ رحمه الله ـ: (ظاهر الحديث أن السنة لاتتأدى إلا بالمخاطبة، وأما ما اعتاده كثير من الناس من قولهم للرئيس: يرحم الله سيدنا، فخلاف السنة، وبلغني عن بعض الفضلاء أنه شمت رئيساً فقال له ((يرحمك الله سيدنا)) فجمع الأمرين وهو حسن) (3)

(1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد ـ باب كيف تشمت العاطس: (حديث929) , وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد برقم:710

(2) أخرجه البخاري في الأدب المفرد ـ باب كيف يبدأ العاطس: (حديث: 933) وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد برقم:733

(3) فتح الباري (10/ 609)

من لم يحمد الله هل يشمت؟

عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: (عطس رجلان عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر، فقال الرجل: يا رسول الله شمت هذا ولم تشمتني؟ قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إن هذا حمد الله ولم تحمد الله) رواه البخاري ومسلم (1).

عن أبي بردة قال: دخلت على أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ، وهو في بيت ابنة الفصل ابن عباس، فعطست ولم يشمتني، وعطست فشمتها، فرجعت إلى أمي فأخبرتها فلما جاءها قالت: عطس عندك أبني فلم تشمته وعطست فشمتها، قال: أن ابنك عطس ولم يحمد الله، فلم أشمته، وعطست فحمدت الله فشمتها، سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ((إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه، فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه)) رواه مسلم (2).

1 - عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال ((جلس رجلان عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحدهما أشرف من الآخر، فعطس الشريف منهما، فلن يحمد الله، ولم يشمته، وعطس الآخر، فحمد الله فشمته النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال الشريف: عطست عندك ولم تشمتني، وعطس هذا الآخر فشمته؟ فقال: هذا ذكر الله فذكرته، وأنت نسيت الله فنسيتك)) (3).

2 - عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: (كنا جلوساً عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فعطس رجل فحمد الله، فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ((يرحمك الله)) ثم عطس آخر فلم يقل له شيئاً، فقال يا رسول االله رددت على الآخر ولم تقل لي شيئاً؟ فقال أنه حمد الله، وسكت) (44)

قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ (شرح مسلم 18/ 100): (قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه، فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه) هذا تصريح بالأمر بالتشميت إذا حمد العاطس، وتصريح بالنهي عن تشميته إذا لم يحمده، فيكره تشميته إذا لم يحمد ـ فلو حمد ولم يسمعه الإنسان لم يشمته، وقال مالك لايشمته حتى يسمع حمده، قال: فإن رأيت من يليه شمته فشمته) أ.هـ.

وقال البغوي ـ رحمه الله ـ معلقاً على نفس الحديث (شرح السنه 3/ 371):

(قلت: في الحديث بيان أن العاطس إذا لم يحمد الله لايستحق التشميت .......

قال مكحول: كنت إلى جنب ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ، فعطس رجل من ناحية المسجد،فقال يرحمك الله إن كنت حمدت الله (1)، وقال الشعبي ـ رحمه الله ـ: إذا سمعت الرجل يعطس من وراء جدار فحمد الله فشمته).

وقال ابن حجر ـ رحمه الله ـ (الفتح 10/ 610): (لكن هل النهي فيه للتحريم أو للتنزيه؟ الجمهور على الثاني، قال: وأقل الحمد والتشميت أن يسمع صاحبه، ويؤخذ منه أنه إذا أتى بلفظ آخر غير الحمد لايشمت).

(قال ابن القيم (زاد المعاد 2/ 403): (وقد اختلف الناس في مسألتين:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير