تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعلى كل فلا يدخل هذا الأمر في باب الوجوب , وذلك لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يصل على ابنه إبراهيم, وهو ابن ثمانية عشر شهراً.

عن عائشة، قالت: (مات إبراهيم ابن النبي- صلى الله عليه وسلم -، وهو ابن ثمانية عشر شهرًا , فلم يصل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم-) (3)

مايلحق بالصلاة للمستهل:

قال الإمام الشوكاني ـ رحمه الله ـ في السيل الجرار: 207: (إذا قد ثبت للسقط المستهل أنه يصلى عليه فما قبل الصلاة, وهو الغسل والكفن , وما بعدهما, وهو الدفن كذلك).

الإرث بالاستهلال:

قال الإمام الشوكاني ـ رحمه الله ـ في نيل الأوطار (3/ 506): (والحديثان يدلان على أن المولود إذا وقع منه الاستهلال, أومايقوم مقامه ثم مات, ورثه قرابته , وورث هو منهم ,وذلك مما لاخلاف فيه).

وذكر ابن قدامة (المغني 3/ 251): (أن الميراث يٌحتاج فيه إلى اليقين ,والاحتياط بخلاف الصلاة لأنها دعاء له ولوالديه , فلم يحتج فيها إلى الاحتياط)

ـ إذا تكرر العطاس ـ

عن سلمة بن الأكوع ـ رضي الله عنه ـ أنه سمع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعطس رجل عنده, فقال: يرحمك الله , ثم عطس أٌخرى, فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (الرجل مزكوم). رواه مسلم والترمذي (1)

وجاء في رواية عند الترمذي: (إلا أنه قال في الثالثة:أنت مزكوم).

وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (إذا عطس أحدكم فليشمته جليسه , فإن زاد على الثلاثة , فهو مزكوم , ولاتشمته بعد ثلاث) رواه أبو داود (2)

وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (شمت أخاك ثلاثاً , فمازاد فهو زكام) رواه أبو داود (3).

وأخرج ابن أبي شيبة عن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ قال: (شمتوه ثلاثاً , فإن زاد فهو داء يخرج من جسده).

وعن عبدالله بن الزبير ـ رضي الله عنه ـ: (أن رجلاً عطس عنده فشمته ثم عطس فقال له في الرابعة أنت مضنوك).

وعن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ:قال: (شمته مابينك وبينه ثلاث , فإن زاد فهو ريح) (4).

قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ الأذكار ص 242: (إذا تكرر العطاس من الإنسان متتابعاً , فالسنة أن يشمته لكل مرة إلى أن يبلغ ثلاث مرات).

وقال ص: 243: (واختلف العلماء فيه , فقال ابن العربي المالكي: قيل يقال له في الثانية: إنك مزكوم , وقيل يقال له في الثالثة , وقيل في الرابعة , والأصح أنه في الثالثة.

قال: والمعنى فيه أنك لست ممن يشمت بعد هذا , لأن هذا الذي بك زكام, ومرض لاخفة العطاس).

وقال البغوي في شرح السنة (6/ 373): (وسئل إبراهيم عن الرجل به زكام , فعطس مراراً, قال:أنا أشمته ثلاثا ثم أتركه , وعن الحسن مثله , وقال مجاهد: تشمته مرة إذا عطس مراراً, كما إذا قرأ سجدة , ثم قرأها الثانية لم يسجد)

قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ (زاد المعاد 2/ 403): (وقوله في الحديث: (الرجل مزكوم) تنبيه على الدعاء له بالعافية , لأن الزكمة علة , وفيه اعتذار من ترك تشميته بعد الثلاث , وفيه تنبيه له على هذه العلة ليتداركها ولايهملها , فيصعب أمرها , فكلامه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كله حكمة ورحمة , وعلم, وهدى).

قول: (شفاك الله للعاطس) بعد الثلاث

سئل العلامة العثيمين مانصه:

السؤال: هل ورد عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أننا نقول لمن يعطس في المرة الثالثة: شفاك الله؟

الجواب: إذا عطس أحد وقال: الحمد لله، قل له: يرحمك الله، فإذا عطس ثانية فحمد الله، قل له: يرحمك الله، وإذا عطس ثالثة وقال: الحمد لله، قل له: عافاك الله إنك مزكوم، كذلك ادع له بالعافية. (لقاءات الباب المفتوح 40)

وسئل عن قول ـ شفاك الله -الشيخ العلامة عبدُ المحسن العبّاد - حفظه الله - فقال:

ما أعلم هل ورد في هذا شيءٌ أم لا.

(شرح سنن الترمذي - كتاب الاستئذان والآداب - الشريط رقم: 298)

وفي الفتاوى الشرعية للشيخ المحدث أبي الحسن السليماني - حفظه الله -

(السؤال (30): رجل تكرر منه العطاس , فبعضهم يقول: إنه مزكوم فلا نُشَمِّتُه بعد الأولى , وبعضهم يقول: لا نُشَمِّتُه بعد الثانية أو الثالثة , وبعضهم يقول له: شفاك الله. فما هو الصحيح في ذلك؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير