تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ج: لاشك أنها عمت البلوى بهذا ولكن عمومالبلوى لا تجعل الشيء مباحاً وهو محرم, وقد عمت البلوى أيضاً بشرب الخمر, وبالزنافي بلدان كثيرة, وفي دول كثيرة, فلا يجوز أن يقال هذا عذر، بل الواجب الحذر مما حرمالله وإن كثر فاعلوه, والواجب الاستقامة على ما أوجب الله وإن كثر تاركوه، فالمقدمهو إتباع الحق ولو كنت وحدك من بين الناس، لو أطبق أهل الأرض على ترك الصلاة لاتتركها, ولو أطبقوا على الزنا لا تزني, ولو أطبقوا على شرب الخمر لاتشرب الخمر, ولوأطبقوا على عقوق الوالدين لا تعق والديك, وهكذا ليس الناس بحجة كما قالالله-عزوجل- (: وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِاللّهِ) الأنعام116، وقال-سبحانه-: (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) سبأ13،وقال-عز وجل- (: وَمَاأَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) يوسف103, فالواجب على المسلم أن يتبع الحق, وأن يلزم الحق ,وإن قل أهله, وأن يحذر الباطل, ويبتعد عنه ,وإن كثر أهله, هذا هوالواجب على المسلم, فالتصوير من هذا الباب فالتصوير محرم فالنبي-عليه الصلاةالسلام-قال: (أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون) 1 (1)، وقال: (إن أصحاب هذه الصوريعذبون يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم) (2) 2، وقال عليه الصلاة والسلام (من صورصورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ) (3)

وقال لعلي-رضي الله عنه-: (لاتدع صورة إلا طمستها, ولا قبراً مشرفاً إلا سويته) (4) 4؛ لكن إذا دعت الضرورة إلى الصورةصار المسلم في حد العذر كما قال الله-جل وعلا- (: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَعَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ)، إذا كان الإنسان مضطراً للتابعيةمثلاً, أو رخصة القيادة, أو الدراسة, ولم يحصل ذلك إلا بصورة فهو معذور فليأخذها معالكراهة، مع كراهة قلبه لكنه مضطر إلى هذا الشيء, وهكذا تصوير المجرمين للذين يخشىمن شرهم حتى يمسكوا ويقضى عليهم, وهكذا ما دعت الضرورة إليه غير ما ذكرنا، وإلافالأصل تحريم التصوير, تحريم استعمال الصور،

وكثير من إخواننا من أهل العلم قالواأنه لامانع من التصوير للقيام بالأحاديث الدينية في التلفاز,

وفي الفيديو إذا دعتالحاجة إلى ذلك وقالوا: إن هذا من باب ارتكاب أدنى المفسدتين لتفويت كبراهما, وأنجعل التلفاز, والفيديو يخلوا من نصائح العلماء, وأحاديث العلماء يجعل ذلك فرصةلغيرهم مما يتكلف في هذه الأمور, ويدعوا إلى الباطل, ويستنكر عن الحق, وهذا الذيقالوا له وجه وقد فعل بعضهم ذلك, وظهر في التلفاز لنصيحة المسلمين وللإجابة علىأسئلتهم, وهكذا في تصوير الفيديو في الندوات العلمية, أو المحاضرات العلمية ليرىالناس الشخص الذي ألقى المحاضرة, والأشخاص الذين قاموا بالندوة ليطمئنوا على أنهمفلان وفلان, ويتيقنوا أن هذه الندوة صدرت منهم؛ لأن بعض الناس قد يشك في صدورها إذانشرت, وقد لا يسمع أصواتهم وقد يسمعها وتشتبه عليه فهذا قول له وجه بهذا الشرط, وهوشرط أن يكون ذلك في مصلحة المسلمين, ونشر العلم, وحفظ الأمن وغير هذا مما يكون فيهمصلحة عامة للمسلمين هذا القول له وجه, وأنا لم أفعل ذلك إلا فيأوقات تعم البلوى بها في بعض المجالس العامة التي يكون فيها ندوات، أو محاضرات عامةفقد تصور وأنا من جملة الحاضرين فلا أشدد في ذلك نظراً للمصحلة العامة التي قد ينفعالله بها المسلمين, أما أن أصور وأنا وحدي في حديثي في التلفاز, أو سفري إلى الآن لمأقدم عليه؛ لأن عندي تحرجاً من ذلك, وعندي توقف في ذلك, عندي بعض التوقف فيذلك, وأما إخواني الذين أقدموا ورضوا بأن يصوروا لهذا المعنى الذي تقدمفأرجوا أن يكونوا موفقين, وأنهم معذورون لقصدهم الطيب, وحرصهم على نفع المسلمينوالله ولي التوفيق.

المرجع: http://www.binbaz.org.sa/mat/10790

ومما يبين أن الشيخ ابن باز قد فصل في هذا الأمر بعد توقفه، فتواه التي نقلها عنه تلميذه

الشيخ عبد الله بن مانع قال): سئل شيخنا عن كاميرا الفيديو مراراً؟

فلميمنع منها؛ وعلّل ذلك بأنها ليست ثابتة في ورق أو جدار.)

قال شيخنا: الصور في التليفزيونمثل الصور في المرآة؛ لا بأس) من كتاب (مسائل ابن باز) لتلميذه الشيخ / عبدالله بن مانع.

* * *

العلامة محمد بن صالح العثيمين- رحمه الله –

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير