تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كشفُ الغطاءِ عنْ مسألةِ مسحِ الوجهِ بعدَ الدُّعاءِ

ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[10 - 03 - 10, 08:38 ص]ـ

كَشْفُ الغِطَاءِ

عنْ مَسْأَلَةِ مَسْحِ الوَجْهِ بَعْدَ الدُّعَاءِ

تأليفُ

أبي عُمَرَ نادرِ بنِ وَهْبي النَّاطُورِ القنِّيريِّ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

وبِهِ نَسْتَعِينُ

المُقَدِّمَةُ

الحَمَدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى سَيِّدِ المُرْسَلِينَ، وَخَاتمِ النَّبِيِّينَ، محمَّدِ بنِ عبدِ اللَّهِ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ، وَصَحْبِهِ، وَمَنِ اقْتَفَى أَثَرَهُمْ إِلى يَوْمِ الدِّينِ.

وَبَعْدُ:

فَهَذِهِ رِسَالَةٌ لَطِيفَةٌ؛ أُبيِّنُ فِيهَا حُكْمَ مَسْحِ الوَجْهِ عَقِبَ الدُّعَاءِ، وَقَدْ جمعتُ فِيهَا الأَحَادِيثَ وَالآثَارَ الوَارِدَةَ في ذَلِكَ، وَتَكَلَّمْتُ عَلَى أَسَانِيدِهَا _ قَبُولاً وَرَدّاً _، وَحَرِصْتُ أَنْ أَلْتَزِمَ في ذَلِكَ مِيزَانَ النَّقْدِ الحَدِيثِيِّ، وَالَّذِي تميَّزَتْ بِهِ الأُمَّةُ المحمَّديَّةُ عَنْ غيرِها مِنَ الأُمَمِ، وَاعْتُبِرَ خَصِيصَةً مِنْ خَصَائِصِهَا، وَذَيَّلْتُهَا بِذِكْرِ بَعْضِ أَقْوَالِ العُلَمَاءِ في المَسْأَلَةِ، وَوَسَمْتُهَا بـ: " كَشْفِ الغِطَاءِ عنْ مَسْأَلَةِ مسْحِ الوَجْهِ بَعْدَ الدُّعَاءِ "، فَإِنْ وُفِّقْتُ في ذَلِكَ؛ فَهُوَ بِتَوْفِيقِ اللَّهِ إِيَّايَ، وَإِنْ كَانَ غيرَ ذَلِكَ؛ فَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ كُلِّ زَلَلٍ وَخَطَلٍ.

وَاللَّهَ أَسْأَلُ أنْ يَجْعَلَ عَمَلِي _ هَذَا _ خَالِصاً لِوَجْهِهِ الكَرِيمِ، وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الوَكِيلُ.

كتبهُ: أبو عُمَرَ نادرُ بنُ وَهْبِي النَّاطُورُ القنِّيريُّ

السَّبت: 9 صفر 1429 هـ

16 شباط 2008 م

المَبْحَثُ الأَوَّلُ

الأَحَادِيثُ المَرْفُوعةُ الوَارِدَةُ في مَسْحِ الوَجْهِ بَعْدَ الدُّعَاءِ

1 _ حَدِيثُ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رضي اللَّه عنه: أَخْرَجَهُ عبدُ بنُ حُميدٍ في " مُسْنَدِهِ " (رقم:39 _ منتخب)، والتِّرمذيُّ في " سُنَنِهِ " (رقم: 3386) _ واللَّفظُ لهُ _، والحاكمُ في " المستدركِ " (1/ 719 _ رقم: 1967) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ: الذَّهبيُّ في "سيرِ أعلامِ النُّبلاءِ " (16/ 67) و " تذكرةِ الحفَّاظِ " (3/ 885 _ 886) _، والبزَّارُ في " مُسْنَدِهِ " (1/ 243 _ رقم: 129)، وأبو بكرٍ الخلاَّلُ _ كَمَا في " العللِ المتناهيةِ " (2/ 840 _ رقم: 1406)، والطَّبرانيُّ في " المعجمِ الأوسطِ " (7/ 124 _ رقم: 7053)، و " الدُّعاءِ " (رقم: 212) و (رقم: 213)، وأبو سعيدٍ النَّقاشُ في " فوائدِ العِرَاقيينَ " (رقم: 27)، وأبو الفضلِ الزُّهْرِيُّ في " حَدِيثِهِ " (رقم: 475)، وابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (20/ 49) مِنْ طُرُقٍ عَنْ حمَّادِ بنِ عِيسَى الجُهَنيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ بنِ أبي سُفْيَانَ الجُمَحيِّ، عَنْ سالمِ بنِ عبدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمرَ بنِ الخطَّابِ رضي اللَّه عنه؛ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذَا رفَعَ يَدَيْهِ في الدُّعَاءِ لَمْ يَحُطَّهُمَا حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ.

وَجَاءَ لَفْظُهُ في بَعْضِ طُرُقِهِ: " كَانَ إِذَا مَدَّ يَدَيْهِ في الدُّعَاءِ لَمْ يَرُدَّهُمَا حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ ".

وَجَاءَ لَفْظُهُ عِنْدَ الطَّبرانيِّ في " الأوسطِ " عَلَى الشَّكِّ: " أَنَّهُ كَانَ إِذَا مَدَّ، أَوْ رَفَعَ يَدَيْهِ في الدُّعَاءِ "، وَأَمَّا في " الدُّعَاءِ " في الموضعِ الأَوَّلِ فَجَاءَ لَفْظُهُ هَكَذَا: " كَانَ إِذَا دَعَا رَفَعَ بَاطِنَ كَفَّيْهِ إِلى السَّمَاءِ وَلاَ يَرُدُّهُمَا حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ "، وَأَمَّا في الموضعِ الثَّاني فَلَفْظُهُ: " مَا مَدَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَدَيْهِ في دُعَاءٍ قَطُّ فَقَبَضَهُمَا حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهََهُ ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير