تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[24 - 03 - 10, 05:38 م]ـ

- قيل لبعض الحكماء: من يعرف كل العلم؟ فقال: كل الناس.

يعني: كل العلم الذي آتاه الله خلقه لايعرفه إلا جميعهم، ولايعرف العلم بأسره مطلقا إلا خالقهم عز وجل. 63

- قال القاسم بن محمد: كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي يفتون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. 67

- قال أحمد بن حنبل: كان الفقهاء أطباء والمحدثون صيادلة، فجاء الشافعي طبيبا صيدلانيا، مامَقَلَتِ العيون مثله ...

وقال: إذا سُئلتُ عن مسألة لاأعرف فيها خبرًا قلت فيها بقول الشافعي. 73 - 74

- قال أبو العباس بن المبرد: رحم الله الشافعي كان من أشعر الناس، وآدَبِ الناس، وأعرفهم بالقراءات.

كذا وقع وأظنه [المتكلم أبو شامة] تصحيفًا، إنما هو: "وأعرفهم بالقرآن" أي: بمعانيه وأحكامه، أي: رُزِق فهما فائقًا فيه على ماسبق من كلام إسحاق بن راهويه ويونس بن عبدالأعلى وغيرهما. 75

- قال الربيع: كان الشافعي لايصلي مع الناس في قيام رمضان ويصلي في بيته، ويختم ستين ختمة ليس شيء منها إلا في صلاة، ختمة بالنهار وختمة بالليل. 77

ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[24 - 03 - 10, 05:40 م]ـ

- قال الحافظ أبو حاتم بن حبان البستي: (للشافعي رحمة الله عليه ثلاث كلمات ماتكلم بها أحد في الإسلام قبله، ولايفوه بها أحد بعده إلا والمأخذ فيها عنه.

إحداها: أني سمعت ابن خزيمة يقول: سمعت المزني يقول: سمعت الشافعي يقول: إذا صح لكم الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فخذوا به ودعوا قولي.

الثانية: أخبرني محمد بن المنذر بن سعيد عن الحسن بن محمد بن الصبّاح الزّعفرانيّ قال: سمعت الشافعي يقول: مانظرت أحدا قط فأحببت أن يخطئ. زاد في رواية أخرى: إلا صاحب بدعة فإني أحب أن ينكشف أمره للناس.

قال: والثالثة: سمعت موسى بن محمد الديلمي بأنطاكية يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي يقول: وددت أن الناس تعلموا هذه الكتب ولم ينسبوها إلي)

وفي رواية: وددت أن كل علم أعلمه تعلمه الناس أُؤجر عليه ولايحمدوني، وماناظرت أحدا قط إلا على النصيحة. 78 - 79

ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[24 - 03 - 10, 05:43 م]ـ

- ماأعظم حظ من بذل نفسه وجهدها في تحصيل العلم حفظا على الناس مابقي بأيديهم منه، فإن هذه الأزمنة قد غلب على أهلها الكسل والملل وحب الدنيا، فالمشتغل منهم عليها يحوم، ولها يقعد ويقوم، فإذا حصلت فترت همته واشتغل بها، وطلب الزيادة منها.

ومنهم من تفتر همته لعدم حصولها له ولاسيما إذا حصلت لغيره ممن يراه دون درجته، هذا مع أن اشتغال المشتغلِ منهم ضعيف، قد قنع الحريصُ منهم من علوم القرآن بحفظ سواده، ونقل بعض قراءاته، وأغفل علم تفسيره ومعانيه، واستنباط أحكام الشريعة من مبانيه.

واقتصر من علم الحديث على سماع بعض الكتب على شيوخ أكثرهم أجهل منه بعلم الرواية، فضلا عن الدراية، وأغفل إتقانَ معرفة الأسانيد والمتون من التقييد اللفظي، والبحث الصحيح المعنوي.

واجتزأ من علم الفقه بحفظ مختصر، ولولا الجاري عليه بسببه لما صبر.

ومنهم من صعب عليه أيظا حفظ المختصر ورفع نفسه عنه، فنظر في بعض نكت الخلافيين المتأخرين، العارية عن مآخذ الأئمة وفقه المتقدمين وعدّ نفسه لغرابة ماأتى به من رؤوس العلماء، وهو عند الله تعالى وعند علما الشريعة من أجهل الجهلاء، قد حُرِم أنفاسَ أهل الدين والعلم الفاخر، ورضي مما هم عليه بإطلاق اسم المستدل المناظر.

واكتفى من علم العربية بالنظر في مقدمة يزعم أنه يُصلح بها لسانه، ويقوي بها عند الجدال جنانَه، وصدف عن الكتب النفيسة الكافلة بنفائس هذا الشأن، وعن الاشتغال بعلمَي اللغة والبيان، اللذينِ بهما يُفهم الحديث والقرآن.

وأما أصول الفقه فقد هُجر هجرا، فلا تكاد تسمع له ذكرا، إلا بأبحاث خارجة عنه، وإن كانت قد سُطِّرت فيه حتى حُسبت أنها منه.

فليتدبر ماقلناه طالبُ العلم، وليتهم نفسه بالتحصيل، فكل علم من هذه العلوم بحر زاخر، ولايحصل على دُرره إلا كل سابح غوّاص ماهر، قد مرت عليه أزمنة في ملازمة الطلب، وطول النصب والتعب، من التكرار والبحث والشرح والمراجعات، ومذاكرة العلماء وكثرة المطالعات، مع الأهليّة التامّة من صحة الذهن وحدته، وطول الفكر منه وحسن نيته، فيراجع ماأشكل عليه ويحققه، وإذا عَدَّ تنبيهَ من نبهه على خطئة فائدة منه وشكره عليه فالله يوفقه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير