تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا]

ـ[يوسف رمضان يوسف شراب]ــــــــ[02 - 03 - 08, 10:30 ص]ـ

[فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا]

أبو يونس العباسي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين ,سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:

في مثل هذه الوقت الذي يمر بغزة ما يمر وفي ظل هذا الصمت العالمي, كان لزاما علينا أن ننصر أهل غزة بما نستطيع أن ننصرهم به ,ولو بالكلمة لمن لا يستطيع غيرها ,حتى يمن الله علينا بالجهاد مع المجاهدين والرباط مع المرابطين , فنقول لشعبنا المسلم في غزة ,ولكل من ينتمي لهذه الأمة ,فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا.

ونبتدأ كلمتنا هذه بالتساؤل التالي:

لماذا خلقنا الله سبحانه وتعالى؟ ولنعلم أن هذا سؤال لا بد أن نذكر به الناس دوما ونذكر به أنفسنا ألا فلتعلموا أيها الإخوة أننا خلقنا لعبادة ربنا سبحانه وتعالى ,ودليل هذا قوله تعالى "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"ولكن عبادة بمفهومها الشامل والكامل الذي يسع الحياة بأسرها ,تلكم العبادة التي أشار إليها الله عز وجل إليها بقوله"قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لاشريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين""

ومن الجدير ذكره أن العبادة مستلزمة للابتلاء وأن سنة الله في عباده المخلصين أن يبتليهم بالمشاق والصعوبات وما تكرهه النفس ويضر بها, ولا يحصل الإنسان على ثواب العبادة إلا إذا صبر على لأوائها, مصداقا لقوله تعالى "أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين"

ولا بد أيها الإخوة الكرام ان نعرف طبيعة حياة الإنسان في هذه الدار كما يراها الله تعالى,

ومن المعروف أن الحياة بالنسبة للإنسان هي دار تعب ونصب ومشقة وهذه حقيقة شرعية دل عليها كتاب ربنا كما في قوله تعالى "لقد خلقنا الإنسان في كبد" أي في تعب ومشقة وكما في قوله "ياأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه""

إذن فلاراحة للإنسان في الدنيا وإنما راحته في الآخرة ,ولقد سأل الإمام أحمد رحمه الله عن الراحة فقال:عندما أضع أول قدم لي في الجنة ,فهذه هي حقيقة الحياة فاعرفوا ذلك فإنه يهون عليكم المصاب ,قال الله تعالى: "وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور"

ولكن ما الذي بدل حال أمتنا منيسر إلى عسر؟

والجواب أن ابتعادنا عن منهج ربنا هو ما بدل حالنا ويل على ذلك ذلكم الحديث الذي أخرجه ابن ماجه والبزار وصححه الألباني عن عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

يا معشر المهاجرين خصال خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم من غيرهم فأخذوا بعض ما كان في أيديهم وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله عز وجل ويتحروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم.

إذن فداؤنا معروف ودواؤنا معروف فمتى نضع الدواء على موضع الداء فنبرأ

ولعلي أسمع صوتا يخرج من بواطن المخلصين من المسلمين ,هل سيدوم هذا الحال المزري الذي تمر به الأمة اليوم؟

فأقول نحن الذين نحدد هل سيدوم هذا الحال أم لن يدوم ,فإن رجعنا إلى ديننا كانت الثانية وإلا فالأولى, وستكون الثانية بإذن الله وذلك لقوله تعالى "فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا"

وقوله "سيجعل الله من بعد عسر يسرا"وقوله"ومن يتق الله يجعل له مخرجا"وقوله:" ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا

وقول ابن مسعود: والله لو كان العسر في جحر ضب لأدركه اليسر:,ولن يغلب عسر يسرين وكما فال الشاعر: ضاقت حتى إذا استحكمت حلقاتها ..... فرجت وكنت أظنها لا تفرج

وهنا نحب أن نوجه نصيحة لإخواننا المضطهدين المقهورين في الأرض وعلى رأسهم الإخوة في غزة فنقول لهم: ياصاحب الهم ان الهم منفرج ........ ابشر بخير فان الفارج الله

اذا بليت فثق بالله وارض به ....... ان الذي يكشف البلوى هوالله

ياصاحب الهم ان الهم منفرج ........ ابشر بخير فان الفارج الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير