ـ[ابن الهبارية]ــــــــ[26 - 05 - 10, 10:25 م]ـ
مما يشكل على حديث ابي داود ايضا ان بعض الصحابة والتابعين قد خضبوا بالسواد فكيف يكون علة الوعيد
لقوم في اخر الزمان فقط؟
هذا طبعا على فرض صحة الحديث
ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[27 - 05 - 10, 12:29 ص]ـ
فوائد لعلها تنفعكم بإذن الله:
تنبيه: بعض من كتب في هذه المسألة ذهل، فقيد العنوان بصبغ اللحية، أو أنه بنى على الأغلب، والأولى أن يقال: الخضاب بالسواد مطلقاً.
الأولى: جاء عن عشرة من الصحابة رضي الله عنهم أنهم يخضبون أو يحثون على الخضاب بالسواد:
1.عمر بن الخطاب.
2. عثمان بن عفان.
3 سعد بن أبي وقاص.
4. عقبة بن عامر.
5.المغيرة بن شعبة.
6. جرير بن عبد الله.
7. عمرو بن العاص.
8. الحسن بن علي بن أبي طالب.
9. الحسين بن علي بن أبي طالب.
10. عبد الله بن جعفر.
بعضها ثبت، وبعضها لم يثبت،وبعضها يحتاج إلى تتبع أكثر لأسانيده، ولا يعلم لمن ثبت عنهم مخالف من الصحابة رضي الله عنهم، سوى أثر لأبي هريرة، ولا يصح، ويروى عن علي بن أبي طالب، ولم أقف على إسناده، ولا أظنه يثبت عنه، وهم أفهم للنصوص ممن جاء بعدهم، والإعراض عن فقههم وعملهم في تقرير المسألة قصور، فهل يتصور غياب هذا الحكم عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهم عدد؟!
الثانية: جاء الخضاب بالسواد عن جمع من التابعين ومن جاء بعدهم.
ذكرهم ابن القيم في زاد المعاد (4/ 337)، والبغوي في شرح السنة (12/ 94)، وعددهم 29 إماماً أو يزيدون.
الثالثة: لابن أبي عاصم وابن الجوزي كتابان في الخضاب، وهما يذهبان إلى جواز الخضاب بالسواد.
الرابعة: أن أحاديث النهي:
1. إما صحيحة غير صريحة، وهي خبر واحد، وهو حديث ابن عباس على أن إسناده قد طعن فيه الشيخ سليمان العلوان بتفرد عبد الكريم الجزري عن سعيد بن جبير (قلت: وتفرد عنه عبيد الله بن عمرو)، ولم أر فيه كلاماً للأئمة المتقدمين عنه فأنقله، سوى إعلال ابن الجوزي بعبد الكريم وأنه ابن أبي المخارق، وقد رد عليه جمع من الأئمة وبينوا أنه الجزري، لكن قد نازع بعض الأئمة في دلالته على التحريم.
قال ابن أبي عاصم في كتاب الخضاب نقلاً عن الفتح (10/ 355): لا دلالة فيه على كراهة الخضاب بالسواد، بل فيه الإخبار عن قوم هذه صفتهم.
وقال الطحاوي في مشكل الآثار (9/ 313): فنظرنا في السبب الذي من أجله كره كره السواد، - وذكر حديث ابن عباس - فعلقنا بذلك: أن الكراهة إنما كانت لذلك؛ لأنه أفعال قوم مذمومين، لا لأنه في نفسه حرام، وقد خضب من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالسواد، منهم: عقبة بن عامر
كما حدثنا يونس قال: أخبرني يوسف بن عمرو بن يزيد , عن ابن لهيعة , عن أبي عشانة قال: " كان عقبة بن عامر يخضب بالسواد , ويقول:
نسود أعلاها وتأبى أصولها ولا خير في الأعلى إذا فسد الأصل
ثم ذكر عن الحسين بن علي بن أبي طالب.
قلت: وابن لهيعة أخذه من الليث بن سعد كما ذكر الطحاوي، وقد توبع ابن لهيعة.
وقال ابن الجوزي في كتاب الموضوعات (3/ 230): (وإنما كرهه قوم لما فيه من التدليس، فأما أن يرتقي إلى درجة التحريم إذا لم يدلس به، فيجب به هذا الوعيد، فلم يقل بذلك أحد، ثم نقول على تقدير الصحة: يحتمل أن يكون المعنى: لا يريحون ريح الجنة؛ لفعل يصدر منهم أو اعتقاد، لا لعلة الخضاب، ويكون الخضاب سياهم، كما قال في الخوار (سيماهم التحليق)، وإن كان تحليق الشعر ليس بحرام).
2. أو صريحة غير صحيحة، وفي الباب ما يزيد على خمسة عشر حديثاً، أشهرها وأصحها، - ولا يصح ذكر النهي فيه - حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في صحيح الإمام مسلم.
جاء من رواية أبي الزبير عن جابر بن عبد الله، ويرويه عن أبي الزبير، سبع رواة:
الرواة الذين رووه عن أبي الزبير، وفيه لفظ: (واجتنبوا السواد) خمسة:
1. ابن جريج (ولم يصرح بسماعه من أبي الزبير).
2. أيوب السختياني، ولا تثبت الرواية عن أيوب.
3. ليث بن أبي سليم، وحاله معروفة، وقد حكي الإجماع على ضعفه -، - وقد وهم بعض المعاصرين وظن أنه الليث بن سعد -
4. الأجلح بن عبد الله الكندي، وقد تكلم فيه الأئمة أحمد وغيره، ولا يحتج به.
5. مطر الوراق، وهو ضعيف، والطريق إليه أضعف.
¥