تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالعلماء قالوا: أن تكون الرضعة مشبعة ويشترط ألا يطول زمان الفصل.

المحور الثالث: وهذا هو سبب الإشكال في رضاع الكبير، زمن الرضاع المحرم النبي ? كما في حديث أم سلمة وهو في سنن الترمذي وصححه، قال صلي الله عليه وسلم: (لا رضاع إلا ما كان في الحولين وفي الثدي قبل الفطام)، وفي سنن الدار قطني من حديث بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (لا رضاع إلا ما كان في الحولين).

وحديث أم سلمة (لا رضاع إلا ما فتق الأمعاء في الثدي وكان قبل الحولين لأن عندنا (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ [البقرة:233].

وقال تعالى:? وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ ? [لقمان: 14]، فعندنا حولان، هذا الرضاع المحرم إذا كان الولد يرضع خلال الحولين، وفتق الأمعاء إشارة إلى نمو الولد بسبب اللبن، اللبن هو الوجبة الرئيسية للولد

كما قال ? (إنما الرضاعة من المجاعة) من الجوع، من شدة الجوع، فإذا سد الرضاع جوع الولد ولا يكون ذلك إلا إذا اعتمد الولد اعتمادًا كبيرًا أو كاملاً علي لبن الأم بخلاف إذا ما أكل الولد بجانب اللبن.

فيكون الرضاع المحرم في الحولين، والرسول ? قال: (وقبل الفطام)، هذا الفطام أحيانًا الأم تفطم ولدها على سنة ونصف أو على سنة أو على شهرين أو ثلاثة،.

فإذا فطمت الأم الولد على سنة ونصف ولم تكمل سنتين، هل يعتد بهذا الفطام؟

قال أهل العلم كمالك وغيره: إذا استغني عن اللبن واعتمد اعتمادًا رئيسًا على الأكل فيكون هذا هو الفطام له، فإذا رضع بعد ذلك لا يؤثر في التحريم.

فيكون الرضاع المحرم عندنا هو ما كان في الحولين.

رضاع الكبير، نحن نقول رجل كبير تجاوز سنتين عنده ثلاث سنين، عنده أربع سنين، عنده خمس سنين، عنده عشرين سنة، كما هو في حالة سالم مولى أبي حذيفة، هذه النصوص لا يوجد حاجة اسمها رضاع الكبير فعلاً فكيف جاء رضاع الكبير وما قصته.

الذين يقولون الأحاديث مدسوسة ومن صنع اليهود وأنه لا يوجد شيء اسمه رضاع الكبير، لا، هؤلاء جميعًا مخطئون.

أجمع أهل العلم بالحديث على ثبوت أحاديث رضاع الكبير:

فمن جهة الثبوت لم يختلفوا وما قال أحد قط أن أحاديث الرضاع الكبير موضوعة أو مدسوسة إلا الذين ليس عندهم أي فكرة عن علم الحديث ولا حتى قرأ في كتاب، فهذا الحكم وهذا حكم ثابت في كل كتب الفقه.

حديث رضاع الكبير رواه الإمام مسلم في صحيحه، رواه من طريق عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه القاسم محمد بن أبي بكر عن عائشة، ومن طريق بن أبي مليكة عن القاسم عن عائشة، ومن طريق زينب بنت أم سلمة عن عائشة والحديث ثابت لا ريب فيه.

فما قصة سالم؟

سالم مولى أبو حذيفة تبناه أبو حذيفة على عادة العرب قديمًا كما تبني رسول الله [زيد بن حارثة] وحتى أبطل الله التبني ,وأخذه صغيرًا، هاجر أبو حذيفة وامرأته سهيلة بنت سهل و معهم سالم وهذه الأسرة هاجرت الهجرتين، وهم من السابقين الأولين ونما معهم سالم حتى كبر وصار عنده عشرين سنة؛ فجاءت سهيلة المرأة اليقظة الفطنة

أبو حذيفة لم يشتك قط ولا تكلم عن سالم،لكن زوجته , رأت بعض الكراهة في وجه أبي حذيفة من وجود سالم في البيت منفردًا مع امرأته فذهبت إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقالت يا رسول الله إني أري الكراهة في وجه أبي حذيفة من وجود سالم في البيت، [وفي بعض الروايات في صحيح مسلم قالت يا رسول الله إن سالمًا كما تعلم كان بعض متاع البيت، فقالت بلغ مبلغ الرجال وأصبح يعرف ما يعرفه الرجال وأبو حذيفة يظهر على وجهه الكراهة، فقال عليه الصلاة والسلام أرضعيه يذهب ما في وجه أبي حذيفة فقالت يا رسول الله كيف أرضعه وهو رجل كبير ذو لحية؟ فتبسم النبي ? وقال قد علمت أنه كبير، فأرضعته سهيلة خمس رضعات، بمجرد ما أرضعته ذهبت سهيلة إلى رسول الله ? وقالت والله يا رسول الله لقد ذهب ما في وجه أبو حذيفة من كراهة

عائشة رضي الله عنها ذهبت إلى هذا الحديث ووافقها عطاء من التابعين بن أبي رباح، الليث بن سعد من الأئمة المجتهدين وهو قرين مالك إمام أهل مصر وشيخ الإسلام بن تيمية وابن القيم، لكن بمعنى سأذكره الآن.

أما سائر أزواج النبي صلي الله عليه وسلم فأبين ذلك:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير